التدخل الروسي في سوريا وراء التدفق المتسارع للاجئين

الثلاثاء - 16 فبراير 2016

Tue - 16 Feb 2016

u0644u0627u062cu0626u0648u0646 u0641u064a u0645u0631u0643u0632 u0639u0628u0648u0631 u0641u064a u062cu064au0641u064au062cu0644u064au0627 u0628u0645u0642u062fu0648u0646u064au0627    (u0623 u0641 u0628)
لاجئون في مركز عبور في جيفيجليا بمقدونيا (أ ف ب)
يعود السبب الرئيس للتدفق المتسارع للاجئين السوريين إلى التدخل الروسي، إذ إنه في ربيع 2015 كان بعض اللاجئين السوريين قد بدؤوا بالفعل بالعودة إلى إدلب بعد أن دفعت هجمات الثوار قوات النظام إلى الانسحاب. بيد أن نفس هؤلاء اللاجئين يهربون الآن من البلاد مرة أخرى، إذ دفعت عمليات القصف المكثفة ما لا يقل عن 300 ألف إلى مغادرة منازلهم في الأشهر الأربعة الماضية فقط.

ووفقا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن معظم اللاجئين في تركيا اليوم لا يريدون البقاء فيها. فعلى مدى أربع سنوات بقوا بصبر في المحافظات الجنوبية بالقرب من الحدود على أمل العودة إلى ديارهم بسرعة عندما تسمح الظروف بذلك، ولكن الهجوم المدعوم من روسيا قد دفع بالكثيرين إلى التخلي عن هذا الأمل والتوجه إلى بلدان أكثر ملاءمة في أوروبا. وقد ترك غيرهم من السوريين المناطق الآمنة نسبيا التي يسيطر عليها النظام في البلاد لأسباب اقتصادية، واتجهوا مباشرة إلى أوروبا.

وسجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اعتبارا من هذا الشهر 4.6 ملايين سوري في البلدان المجاورة، مقابل 3.3 ملايين في يناير 2015. وحتى هذا العدد الكبير لا يبرز حجم المشكلة لأن نسبة من السوريين، وليس جميعهم، تتقدم بطلب رسمي للحصول على حق اللجوء.

وتشير أرقام المفوضية إلى أن تركيا تحملت الجزء الأكبر من التدفق الآخذ في الازدياد منذ 2015. فعدد اللاجئين المسجلين انخفض في الواقع في لبنان (1,070,000 الشهر الماضي، في حين كان 1,146,000 في يناير 2015)، وفي الأردن (انخفض من 633,000 إلى 623,000) ومصر (انخفض من 138,000 إلى 123,500)، في حين شهد العراق زيادة طفيفة (من 234,000 إلى 245,000).

زيادة كبيرة في تركيا

ومع ذلك، لم يعد هؤلاء إلى سوريا، ولكنهم سافروا إلى أوروبا عبر تركيا عن طريق البر أو البحر أو الجو. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد اللاجئين المزعوم في تركيا من 1.5 مليون في يناير 2015 إلى 2.5 مليون الشهر الماضي.

وبحسب المعهد، فإن تركيا تبالغ على الأرجح في هذا العدد إلى حد ما من أجل الحصول على مزيد من المساعدة من الاتحاد الأوروبي. إلا أن إحصاءات رسمية أخرى تقلل من نسبة هذه الزيادة، لأن العديد من اللاجئين الذين سجلوا أنفسهم في دول الشرق الأوسط قد انتقلوا إلى أوروبا بسرعة كبيرة بحيث إن الحكومات المضيفة الأولية لم تتمكن بعد من إزالتهم من قوائمها.

تدفق كلي إلى أوروبا

في العام الماضي وصل 1.5 مليون مهاجر غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر مختلف الطرق. إذ عبر أكثر من 850 ألفا البحر بين تركيا واليونان، و150 ألفا عبروا إلى إيطاليا من الساحل الليبي. ويشكل السوريون ثلث هؤلاء المهاجرين، ويشير المعهد إلى أنه على الرغم من أن التدخل الروسي هو الذي تسبب بهذا الارتفاع الأخير الهائل، إلا أن الأرقام تظهر أيضا نمطا موسميا. فمن يونيو إلى نوفمبر 2014، قدم أكثر من 10 آلاف طلب لجوء شهريا. وتراجع هذا المعدل إلى النصف في أشهر الشتاء، ليعود ويرتفع في ربيع 2015، حين أدى تحسن الأحوال الجوية وهدوء البحار إلى تسهيل عميلة العبور. بعد ذلك انخفض العدد بمقدار النصف مرة أخرى في نوفمبر الماضي بسبب الظروف الجوية وتدابير الرقابة الأكثر صرامة التي اعتمدتها السلطات التركية. ولكن عند حلول فصل الربيع، يجب أن تعود هذه النسبة لترتفع، على الأرجح بسبب هجوم النظام الواسع شمال غرب سوريا.

خلال العام المقبل، قد ينزح أكثر من مليوني شخص بسبب القتال في شمال غرب سوريا، وعلى وجه التحديد من الأجزاء التي يسيطر عليها الثوار في محافظة إدلب وغرب محافظة حلب، والأراضي التي يسيطر عليها داعش شرق محافظة حلب. إذ إن الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين في تركيا منذ سبتمبر تشكل مؤشرا رئيسا حول المكان الذي سيتوجه إليه العديد من هؤلاء اللاجئين. لذلك ما لم يؤد تحول جيوسياسي رئيس إلى تغيير الحالة السائدة داخل سوريا سيتوجب على أوروبا، بحسب المعهد، أن تعد نفسها لاستقبال ما يصل إلى مليون لاجئ جديد في 2016.

آثار التدخل الروسي

  1. التدفق المتسارع للاجئين

  2. هروب اللاجئين العائدين إلى بلادهم مرة أخرى

  3. 300 ألف غادروا منازلهم في الأشهر الأربعة الماضية

  4. تلاشي أمل العودة لدى العالقين في الحدود التركية




عوامل تشير إلى زيادة اللاجئين إلى أوروبا


  • - موقع السكان الأكثر تعرضا للتهديد من هجمات النظام الجديدة

  • - الطرق الأكثر احتمالا لهروبهم

  • - أنماط الهجرة الماضية التي لوحظت في ظل ظروف مماثلة

  • - الاتجاه الأخير لمغادرة اللاجئين لتركيا وتوجههم إلى الاتحاد الأوروبي