لناس مخصوصة فقط: أسعدكم الله!

يطيب لي أن «أسعّد» اليوم على كل الأصدقاء البسطاء الذين لا يملكون هواتف ذكية ولا «ايفون» ولا «جلاكسي» ولا غيرهما؛ لأقول لهم «أسعد الله أيامكم بكل خير»، مخصوصة لكم، أسعد الله الذين ليس لهم حساب في تويتر ولا في الواتس اب، ولا يعرفون السناب تشات أو الانستقرام، أسعد الله الذين لا يملكون أي إيميل، ولم يسبق لهم أن تلقوا رسالة عبر هذه التقنية اللطيفة، ولا يعرفون حتى كيف ينطقون كلمة «انترنت» وكلمة «إيميل» بشكل جيد، أسعد الله سائق التاكسي الذي يتلذذ بشاي عدني، في كوب ورقي، على طرف محطة بترول، ويقسم لزبائنه أن هذه المرة هي السابعة والسبعون بعد المائة التي يتوقف فيها عند هذه المحطة، فالهندي في المحطة صديقه، والأفغاني الخبّاز طيب فهو يعرفه منذ سنوات، والباكستاني اليافع يعرفه مذ كان صغيرا مع والده!

يطيب لي أن «أسعّد» اليوم على كل الأصدقاء البسطاء الذين لا يملكون هواتف ذكية ولا «ايفون» ولا «جلاكسي» ولا غيرهما؛ لأقول لهم «أسعد الله أيامكم بكل خير»، مخصوصة لكم، أسعد الله الذين ليس لهم حساب في تويتر ولا في الواتس اب، ولا يعرفون السناب تشات أو الانستقرام، أسعد الله الذين لا يملكون أي إيميل، ولم يسبق لهم أن تلقوا رسالة عبر هذه التقنية اللطيفة، ولا يعرفون حتى كيف ينطقون كلمة «انترنت» وكلمة «إيميل» بشكل جيد، أسعد الله سائق التاكسي الذي يتلذذ بشاي عدني، في كوب ورقي، على طرف محطة بترول، ويقسم لزبائنه أن هذه المرة هي السابعة والسبعون بعد المائة التي يتوقف فيها عند هذه المحطة، فالهندي في المحطة صديقه، والأفغاني الخبّاز طيب فهو يعرفه منذ سنوات، والباكستاني اليافع يعرفه مذ كان صغيرا مع والده!

الاثنين - 11 يناير 2016

Mon - 11 Jan 2016



يطيب لي أن «أسعّد» اليوم على كل الأصدقاء البسطاء الذين لا يملكون هواتف ذكية ولا «ايفون» ولا «جلاكسي» ولا غيرهما؛ لأقول لهم «أسعد الله أيامكم بكل خير»، مخصوصة لكم، أسعد الله الذين ليس لهم حساب في تويتر ولا في الواتس اب، ولا يعرفون السناب تشات أو الانستقرام، أسعد الله الذين لا يملكون أي إيميل، ولم يسبق لهم أن تلقوا رسالة عبر هذه التقنية اللطيفة، ولا يعرفون حتى كيف ينطقون كلمة «انترنت» وكلمة «إيميل» بشكل جيد، أسعد الله سائق التاكسي الذي يتلذذ بشاي عدني، في كوب ورقي، على طرف محطة بترول، ويقسم لزبائنه أن هذه المرة هي السابعة والسبعون بعد المائة التي يتوقف فيها عند هذه المحطة، فالهندي في المحطة صديقه، والأفغاني الخبّاز طيب فهو يعرفه منذ سنوات، والباكستاني اليافع يعرفه مذ كان صغيرا مع والده!

أسعد الله الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، لا يقرؤون لأنهم لا يعرفون، أو لأنه لا وقت لديهم ليقرؤوا، أو لأن القراءة تعيق طلب الرزق، فهم يمضون فيها وقتا عصيبا، أسعد الله الأميين الطيبين، أسعد الله الذين يجدون صعوبة في فك الحرف، بعد أن تخلوا عن المدارس مبكرا.

أسعد الله صباح الذين لا يعرفون الماركات ولا المولات، ولا يحبون الطائرات، ولا يتغنون في مقابلة الغرباء في صالات المطارات، ولا يعرفون ماذا يقول الشعراء، ولا يفهمون خطبة خطيب الجمعة، أسعد الله مساء الذين يتلعثمون عند سماع لغة أخرى، ويقولون بطيبة وصدق مدهش (وش يقول هذا؟)، أسعد الله مساء الذي يبحث عن رزق ابنته الصغيرة لتذهب للمدرسة ويحلم بها طبيبة تحمل عنه عناء الحياة.

أسعدكم الله يا من تنتظرون الصباح ومعه رزقه، ولا تنتظرون آخر الشهر مطلقا، أسعد الله صباح الذين لا يفرقون بين أيام الأسبوع إلا عندما يقطع يوم الجمعة رتابة جهدهم اليومي، وكدهم كل يومهم، فيقتطعون جزءا من يومهم للصلاة، وأسعد الله صباح الذين لا يعرفون السياسة ولا السياسيين، ولا الاقتصاد والتضخم، ولا تعريف البطالة وقوى العرض والطلب، ولا ينظّرون على واقع بلدهم، بل يدعون الله أن يلطف بالمسلمين!

أسعد الله صباح الذين يحبوننا ولا يعرفوننا، ونحبهم ولا نعرفهم، أسعد الله المنهكين البسطاء الذين أشقتهم الحياة، وأسعد الله الذين ودعوا يومهم في شاحنات، أو في طرق اسفلتية سوداء طويلة لا تنتهي، صباح الذين يطلبون مساعدتك في الصراف الآلي لتصرف لهم منه، مساء الذين يتبسمون لك، ويدعون الله لك لأنك جاذبتهم أطراف الحديث في محل صغير أو في شارع جمعكم فيه الانتظار!