رقصة البطريق السعودية

شهدت «رقصة البطريق» انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة بين الشباب السعودي الذين أدوها بطريقتهم المبهجة، وعلى غرار رقصات سابقة مثل رقصة «هارلم شيك» و»غانغام ستايل» بحيث انتشرت عشرات من مقاطع الفيديو اللطيفة لـ»رقصة البطريق» وآخرها كان أداء الطلاب للرقص أثناء حفل جامعة جازان، على إثره ظهرت موجتا استنكار وتأييد، ونشط المتصدرون لكل جديد مبهج، فمنهم من طالب بمنع الرقص باعتبار البطريق كائنا قطبيا لا يشبه كائناتنا البشرية الصحراوية، ومنهم من نشر رسائل متداولة عن أن رقصة البطريق ليست إلا حركة لتشكيل صليب. وهنا تظهر متلازمة الخيال العلمي التي تصور لنا «المؤامرة الكونية» علينا كشعب استثنائي لا يمكن احتمال أن يسمح له بالرقص بدون مسوغ شرعي أو نصي أو تاريخي بينما تعود رقصة البطريق إلى فلكلور فنلندي مزجه شاب ألباني بموسيقى من فيلم كارتوني عن البطاريق، وقدمه هدية في حفل زفاف شقيقته. على الجانب الإجرائي ذكر المتحدث باسم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحمد الجردان في تصريح له أن العمل على قضية رقصة البطريق تحت الإجراء. نعم تحت الإجراء، لأننا أكثر شعب على الكرة الأرضية نتخذ إجراءات لمنع كافة المظاهر التي تمس الترفيه، وليس الإجراء الأول ولا الأخير الذي سيتم اتخاذه، فقد سبقه اتخاذ إجراءات عن قائمة ممنوعات لا تنتهي. الخوف من الرقص ومن الخروج من الصندوق، الخوف من المسرح، الخوف من السينما.. الخوف المرضي من نمط وشكل الحياة العصرية التي تحل بنا أصبح هاجساً للمسؤول ومربكا للإنسان. سواء رقصة البطريق أو حتى رقصة الدجاجة سيكون هناك إجراء ما، وتفسير ما. في نهاية الأمر لا بد من إيجاد مسبب لمنعه حتى لا تمس الذات المجتمعية باعتبارنا الشعب الأفلاطوني.

[email protected]