عربة الكتب

كنت أقرأ عن السلاح النووي الإسرائيلي وبداياته ومدى التعتيم الإسرائيلي لوجود برامج نووية رغم تأكد الجميع، إلا أن نقص الدليل ينفي الإثبات

كنت أقرأ عن السلاح النووي الإسرائيلي وبداياته ومدى التعتيم الإسرائيلي لوجود برامج نووية رغم تأكد الجميع، إلا أن نقص الدليل ينفي الإثبات

الخميس - 24 ديسمبر 2015

Thu - 24 Dec 2015



كنت أقرأ عن السلاح النووي الإسرائيلي وبداياته ومدى التعتيم الإسرائيلي لوجود برامج نووية رغم تأكد الجميع، إلا أن نقص الدليل ينفي الإثبات.

إلى أن قدم مردخاي فعنونو إثباتا بالصور لوجود برنامج أسلحة نووي ومعدات لاستخراج مواد مشعة لإنتاج أسلحة ونماذج معملية لأجهزة نووية حرارية، وتم عرض الصور والتقرير في جريدة صنداي تايمز البريطانية.

وقبل عرضها في الجريدة تمكن الموساد من القبض على مردخاي عن طريق فتاة يهودية قابلته عند عربة بيع الكتب وتعمدت سقوطها، فما كان منه إلا أن جمع كتبها المتناثرة وأخذ بيدها لتقف على اعتقاله وسجنه.

لسنا هنا للحديث عن ذلك، ولكن لمعرفة أسباب تقدم الدول الأخرى فكريا وبالتالي صناعيا وسياديا، فالحادثة المذكورة حدثت عام 1986م، ومنذ ذلك العهد وقبله وعربات الكتب عند الغرب في الحدائق والطرقات والتجمعات.

فلماذا لا يتم توفير بسطات للكتب لدينا وعربات في الأماكن العامة، أعلم أننا أمة لا تقرأ، ولكن توفير الكتب لاقتنائها بسهولة يساعد على القراءة والوعي وقضاء بعض الأوقات النافعة.

فلو كنت مع عائلتك في حديقة ما قد يخطر ببالك شراء كتاب للتسلية مع الأبناء لقراءة قصص أو ألغاز أو شيء من الأدب والتاريخ.

إن هذه الفكرة لا تروق للكثيرين، خاصة في زمن النت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها لو ترفع نسبة القراءة واحدا في المائة فهذا جيد.

وكنت أناقش هذه الفكرة وأقترح توفير عربة كتب في كل مدرسة بحسب أعمار الطالبات، ويتم عرضها عليهن في حصص الفراغ والفسحة وأوقات الصلاة، مما يساعد على انضباطهن ووجود مادة للقراءة والنقاش، ولكني فوجئت باعتراض الجميع واعتبارها فكرة غير قابلة للتطبيق.

لا أدري هل أعيش في وهم بعيد عن الواقع أم إن الأفكار الأخرى ترفض كل محاولة للتغيير للأفضل، إلا إذا كانت النتائج مضمونة وتجاوز المائة بالمائة.

ولكني ما زلت أعتقد أن توفر الكتب بطرق سهلة وفي مواضيع مرغوبة وأوقات مناسبة، يرفع كثيرا من نسبة القراءة حتى تصبح عادة.

نحن نعتقد أن على أطفالنا قراءة النافع والمفيد، ليس هذا بالضرورة، ولكن التعود على القراءة بحد ذاته جيد، فلا بأس أن يقرؤوا قصصا وروايات لا نفع منها، ولكن سيصلون إلى توسع عقلي ونضج فكري وعطش معرفي مستقبلا.

إن المدارس عليها مسؤولية عظيمة في هذا الجانب، وتوفير مكتبة في كل مدرسة غير كاف، لأنها مغلقة أغلب الأوقات، بالإضافة إلى نوعية الكتب غير المرغوبة، والأدهى هو نظام التسليف والرد.

ولكن سهولة اقتناء الكتب في أوقات الفراغ بالتأكيد تشجع على القراءة لدى طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية؛ حيث إن مداركهن المعرفية بحاجة لإشباع وأيضا حياتهن الخالية من المسؤولية تجعل الراحة الجسدية مفسدة للعقل والفكر.

إن وجود مادة أو قصة أو ألغاز أو حتى أحداث مقروءة خارج نطاق المناهج يبعدهن كثيرا عن سوء الخُلق واستعباد الجسد.

وتوفر الكتب في الأماكن العامة بالتأكيد يخفف من إدمان الأجهزة ويلم شمل العائلة أو الأصدقاء بطريقة ظريفة ونافعة.