هيلا هيلا.. صل ع النبي
حصلت هذه القصة بمصر الشقيقة منذ عقود، حيث كان هناك مجموعة من عمال البناء المسلمين يقومون بتشييد كنيسة وهم ينشدون (هيلا هيلا
حصلت هذه القصة بمصر الشقيقة منذ عقود، حيث كان هناك مجموعة من عمال البناء المسلمين يقومون بتشييد كنيسة وهم ينشدون (هيلا هيلا
الخميس - 24 ديسمبر 2015
Thu - 24 Dec 2015
حصلت هذه القصة بمصر الشقيقة منذ عقود، حيث كان هناك مجموعة من عمال البناء المسلمين يقومون بتشييد كنيسة وهم ينشدون (هيلا هيلا.. صل على النبي) عندها أتى القسيس يقول لهم بأنه من الأفضل تغيير النشيد، وذلك لأنهم لا يقومون ببناء جامع، بل كنيسة، فامتثلوا لطلبه وفي اليوم التالي أنشدوا (هيلا هيلا.. بص ع الحيطة) وكان مكتوبا على الحائط المقابل للكنيسة (صل على النبي) صلى الله عليه وسلم.
ورغم فكاهة القصة وظرافتها إلا أن بها معنى جميلا يتجسد في حب النبي، صلى الله عليه وسلم، وذكره على الدوام في كل الأحوال طيلة أيام السنة ولا تقتصر على يوم مخصوص بعينه.
في هذا الشهر الكريم «ربيع الأنوار» كما يسميه البعض، وبغض النظر عن المسميات حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يجب أن يكون الاختلاف حوله بين طوائف الأمة الإسلامية بالحسنى لا بالإقصاء، فليس من العقل أن نتهم من لا يحتفلون بالمولد بأن مقياس محبة النبي، صلى الله عليه وسلم، لديهم أقل من غيرهم، لا سيما أنه أحب إلينا من آبائنا وأبنائنا وأنفسنا.. بأبي هو وأمي. وأيضا لن نتهم من يحتفلون بمولده بأنهم مبتدعون متطرفون في الغلو بحبه، صلى الله عليه وسلم.
يجب أن نعلم أن لكل منا مصادره من القرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال كبار العلماء السابقين والحاليين في جواز الاحتفال من عدمه، وأيضا لديهم من الحجج والإقناع ما يجعلك تقف في حيرة من أمرك كإنسان عامي لا يفقه في التفاصيل الصغيرة، فضلا عن المسائل الكبيرة. ونحن على يقين تام بأنه لن يستطيع فريق إقناع آخر بوجهة نظره في الحكم، حيث إنك ترى الانقسام في الرأي يصل حتى البيت الواحد والعائلة الصغيرة، وأن الجدال عقيم منذ سنوات عديدة حول فهم الأمور من زاوية واحدة.
لذا وجب التنويه في هذه الأسطر بأن نفكر قليلا خارج الصندوق بأنه عند الاحتفال أو عدمه ليس هناك ما يزعزع ثوابت الدين أو يؤثر على العقيدة، وأننا إخوة في الله على جميع الأصعدة.
وأن يكون مبدؤنا هو الائتلاف حول الاختلاف، بقدر ما نستطيع، وعدم تصدع العلاقة على أساس اختلاف الرأي، حيث إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وأن اختلاف العلماء رحمة للمسلمين.
إذا كان ما يفعل هو قراءة القرآن وذكر سيرته (صلى الله عليه وسلم) وإنشاد قصائد المدح فيه، فلا شك أنها مما ندب الشرع إليها وحث على إقامتها وتداولها، كما تقام الخطب والمحاضرات والندوات عن سيرته وشمائله ومدحه، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
والأهم من هذا كله - وهو لب الحديث هنا - أنه يجب علينا على الدوام ذكره وذكر سيرته بشكل يومي على أسماع أبنائنا والمقربين منا، وتعليمهم وتعريفهم بأن النجاة والفلاح والتوفيق دروس تؤخذ من سيرته ومن شخصيته، صلى الله عليه وسلم، وأنه يتحتم علينا أن نضعه نصب أعيننا في كل أمور حياتنا، وأنه قدوتنا في ديننا ودنيانا كي يكون الارتباط أقوى منا ومن أجيالنا القادمة، لأنهم أمانة في أعناقنا وسنسأل عنهم إذا ما انحرفوا عن مسلكهم القويم.
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حن مشتاق إلى لقياك
وعلى صحابتك الكرام جميعهم
والتابعين وكل من والاك