إدمان الواتس اب يتعدى إلى المرض النفسي
جاء في تقرير نشرته صحيفة الشرق قبل يومين»أكد مختصون في علم النفس والاجتماع ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الاكتئاب والقلق المرضي والوسواس القهري، جراء بعض الرسائل التي تعرض في الـ «واتس اب»، مشيرين إلى خطورة الاستخدام السيئ لهذا البرنامج»
جاء في تقرير نشرته صحيفة الشرق قبل يومين»أكد مختصون في علم النفس والاجتماع ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الاكتئاب والقلق المرضي والوسواس القهري، جراء بعض الرسائل التي تعرض في الـ «واتس اب»، مشيرين إلى خطورة الاستخدام السيئ لهذا البرنامج»
الثلاثاء - 18 فبراير 2014
Tue - 18 Feb 2014
جاء في تقرير نشرته صحيفة الشرق قبل يومين»أكد مختصون في علم النفس والاجتماع ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الاكتئاب والقلق المرضي والوسواس القهري، جراء بعض الرسائل التي تعرض في الـ «واتس اب»، مشيرين إلى خطورة الاستخدام السيئ لهذا البرنامج».. هذا التقرير الخطير لم يفاجئ مستخدمي هذا البرنامج، لأنه كان نتيجة حتمية لإدماننا استخدام هذا البرنامج وغيره من برامج التواصل الاجتماعي الافتراضية، فنحن ـ كعادتنا ـ نستخدم التقنية في جانبها السيئ ونترك جانبها الإيجابي، والشواهد على ذلك كثيرة ويعرفها الجميع، فمن يُتابع ما يُنشر في الـ «واتس اب»من قصص أغلبها مُختلقة وغير صحيحة، وكذلك مقاطع مروعة، يدرك أننا فعلاً لا نعرف كيف نوظف هذه البرامج لصالحنا، فمنذ طيب الذكر «البلوتوث»، وما تبعه من برامج، وانتهاءً بالـ «واتس اب».. كل هذه البرامج شاهد حي على أننا مازلنا نفتقر لأساليب وثقافة التعامل مع التكنولوجيا بوجهها الإيجابي، ومن قال إن هذه البرامج تُساهم في رفع معدل الإصابة بالاكتئاب بنسبة كبيرة جداً لم يقُل إلا الحقيقة المُرّة. وعلى الرغم من الإصابة بالاكتئاب بسبب هذا البرنامج وغيره من برامج التواصل الافتراضية ما يزال إدمان أغلبنا هذه البرامج مستمرا، فيكفي أن تتوقف بسيارتك أمام الإشارة، أو تزور إحدى الدوائر الحكومية، أو المطاعم والأسواق، لكي تُشاهد أن الجميع مشغول ومنهمك في الاستقبال والإرسال، وربما تمر ساعات ونحن»كالمحنطين» خلف هذه الأجهزة والتي تُسمى «ذكية»، ولكنها لم تُصبنا بعدوى الذكاء المزعوم، بل على العكس ساعدت على انتشار الغباء أكثر من ذي قبل، فنحن لا نفكر في أي شيء، كُل همنا هو استيراد أفضل هذه الأجهزة سنوياً مهما بلغت قيمتها، ومن ثم التواصل الاجتماعي»الكاذب»، أما عقولنا فهي في إجازة «حتى إشعار آخر».. وهذا «الإدمان الالكتروني» يؤكد على أننا أُمة تنازلنا عن الوسطية في كل شيء، فاستخدامنا المفرط لهذه الأجهزة والبرامج بالتأكيد سينتج عنه أمراض مثل الاكتئاب والقلق وأمراض الوحدة أيضاً بسبب ما يقضيه البعض من ساعات خلف هذه البرامج وهو معزول عن نسيجه الاجتماعي. وما قامت به مؤخرا بعض عيادات مكافحة الإدمان من إطلاق برامج لمعالجة «مدمني المواقع الالكترونية والأجهزة الذكية المختلفة» دليل على أنها تحولت لظاهرة تستحق الوقوف عندها.. هذا بخلاف أنها قتلت التواصل الاجتماعي الحقيقي، وتسببت في التشاحن والبغضاء بين الأقارب، وأقرب وصف لحالنا في التعامل مع هذه الظاهرة أنها «قربت البعيد، وبعدت القريب»، فيكفي أن تسكن في أقصى الشرق وتتعرف على شخص يقبع في أقصى الغرب، وتتواصل معه وتشاركه في تفاصيله الصغيرة جداً، بينما قريبك أو جارك أو حتى أخوك تمر الأسابيع وربما الشهور وأنت لا تعرف عنه شيئاً.. هذا هو حالنا الحقيقي مع الأسف، مهما كابرنا وقلنا إن أمورنا «ماشية تمام».