الغش في نوعية البنزين من المسؤول؟

تفاعل
تفاعل

الاحد - 31 يناير 2016

Sun - 31 Jan 2016

تناقلت عدد من وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام مقاطع مرئية تظهر قيام عدد من محطات الوقود في مكة المكرمة بالغش في نوعية البنزين الذي تقوم بتعبئة السيارات به!

بغض النظر عن مصداقية هذه المقاطع من عدمها سأتناول الموضوع من وجهة نظر المواطن ومن وجهة نظر المسؤول.

المواطن.. المواطن أولا وهذا هو توجه ولاة الأمر حفظهم الله: ألهذا الحد بلغ الاستهتار بأرواح الناس سعيا وطلبا لزيادة الكسب، بغض النظر عن مصدر هذا الكسب وعن الأضرار التي يتسبب بها هذا التلاعب في أمور حيوية تلامس احتياجات المواطن اليومية.

أسأل هؤلاء الذين يطلبون الربح الدنيوي بأي طريقة وبأي شكل والمهم لديهم أن يزيد الرصيد في الدنيا: ماذا عن الرصيد في الآخرة؟

أليس هذا هو الرصيد الذي يجب أن نسعى جميعا إلى زيادته؟ ألا يخاف هؤلاء من لحظة الوقوف أمام الله سبحانه وتعالى في يوم توفى كل نفس ما كسبت؟ ألم يسمع هؤلاء بالحديث النبوي الشريف الذي روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا»، فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي «يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل منه عمل أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به»، أخرجه الطبراني. الله أكبر أبعد هذا الحديث حديث..؟

المسؤول.. من وجهة نظر المسؤول، فللأسف الشديد إلى الآن لم يصدر أي تصريح أو بيان يؤكد أو ينفي الخبر على الأقل تطبيقا للتوجيه الرباني الكريم «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»: الحجرات.

بالرغم من أن سلامة المواطن من أولويات ولاة الأمر كما ذكرت سالفا، إلا أن سكوت المسؤول يدعونا للشك، هل للمسؤولين يد في هذا الخلل، وخوفا من انفضاح أمرهم قرروا الصمت، أم أنهم يجلسون في مكاتبهم المخملية

ولا يتلمسون احتياجات المواطنين؟

يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لم لم تمهد لها الطريق يا عمر..

اتقوا الله في مكة وأهل مكة، بل تقوى الله مطلب في كل مكان وزمان، يقول تعالى «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: آل عمران.