جامل حتى مات
السبت - 30 يناير 2016
Sat - 30 Jan 2016
لطالما تساءلت كيف تستطيع فعل ذلك؟ من أين لها تلك القوة لتبتسم وتجامل هذا وذاك؟ كيف استطاعت أن تصل في طولة بالها وصبرها إلى حد أن كل من حولها يستشعرون الضغط الذي عليها وهي رابطة الجأش. حتى جاء ذلك اليوم الذي رأيت منها شيئا لم أره قبلا، نعم رأيتها فجأة في وسط الاجتماع تصاب بصعوبة في التنفس ووجهها يصبح أحمر قانيا وهي تضع يدها على قلبها الذي تسارعت خفقاته في جنون. لنقوم ونسارع بها إلى الطوارئ. وحين انتهت الأزمة وتم إعطاؤها المهدئات أخبرنا الطبيب بأنها أصيبت بنوبة هلع!
تسمى هذه الحالة بالإنجليزية Panic Attack وهي عبارة عن عرض نفسي سببه الخوف أو الضغط الشديدان والذي يؤدي إلى ضخ كمية كبيرة من الأدرينالين في الدم الذي يتسبب بدوره في إعطاء الجسد علامات مواجهة الخطر بسرعة فائقة تؤدي إلى تسارع نبضات القلب بشدة، ضيق التنفس، تنمل الأطراف، الإحساس بالغثيان، عدم القدرة على التوازن.
قد تحدث النوبة عرضيا بسبب موقف قوي أو مواجهة عنيفة. ولكن الأكثر خطرا هو النوع الثاني من النوبات الذي يهاجم فجأة وبدون سابق إنذار بناء على تراكمات قديمة، مشاعر ورسائل داخلية تم تجاهلها لفترة طويلة، أو بسبب ضغط عال يبدو ظاهريا أن الإنسان اعتاد عليه ولكن الحقيقة هي أن داخله مستعر لأقصى حد. ما يخيف في هذه النوبات العارضة أنها قد تستمر مع الشخص لتفاجئه في أي مكان وبدون أي سابق إنذار.
لا تحصل الأشياء لنا فجأة، فعدل السنن الكونية يقتضي بأن تظهر لك العلامات والإشارات لتنبهك قبل وقوع الأزمة. وقد تكون أحيانا متمثلة في إحساس قوي، أو عارض جسدي بسيط يحاول أن ينبهك بأن هذا الوضع غير مريح بالنسبة لك. أو أن هذا العمل ومهماته يسببان لك الضغط، أو أن هذا الشخص الذي يرافقك غير مناسب. ولكننا للأسف نتجاهل كل هذه الإشارات والعلامات لأننا نحاول قياسها أحيانا على مقياس المنطق والدلالات الحسية. وأحيانا على مقياس المجاملة والذوق والأدبيات. فنتجاهل في الأولى حدسنا الطبيعي وصوتنا الداخلي الذي سخره الله. ونحمل أنفسنا فوق طاقتها في الثانية، بسبب اعتقادات خاطئة في ثقافة الموازنة والأولوية ما بين أنفسنا وقيمتها وما بين الآخرين وما يعتقدونه أو يشعرونه. وفي الحالتين النتيجة واحدة، والعاقبة من صحتك النفسية والجسدية فادحة. لذا فلنرحم أنفسنا، حتى لو لم يرحمها أحد. ولنضع للآخرين الحدود ونمنعهم من تجاوزها. ولنضع أنفسنا وحقها علينا أولوية، فهي وليست غيرها رفيقتك الدائمة في الحياة، ومطيتك للعاقبة بعد الممات.
[email protected]
تسمى هذه الحالة بالإنجليزية Panic Attack وهي عبارة عن عرض نفسي سببه الخوف أو الضغط الشديدان والذي يؤدي إلى ضخ كمية كبيرة من الأدرينالين في الدم الذي يتسبب بدوره في إعطاء الجسد علامات مواجهة الخطر بسرعة فائقة تؤدي إلى تسارع نبضات القلب بشدة، ضيق التنفس، تنمل الأطراف، الإحساس بالغثيان، عدم القدرة على التوازن.
قد تحدث النوبة عرضيا بسبب موقف قوي أو مواجهة عنيفة. ولكن الأكثر خطرا هو النوع الثاني من النوبات الذي يهاجم فجأة وبدون سابق إنذار بناء على تراكمات قديمة، مشاعر ورسائل داخلية تم تجاهلها لفترة طويلة، أو بسبب ضغط عال يبدو ظاهريا أن الإنسان اعتاد عليه ولكن الحقيقة هي أن داخله مستعر لأقصى حد. ما يخيف في هذه النوبات العارضة أنها قد تستمر مع الشخص لتفاجئه في أي مكان وبدون أي سابق إنذار.
لا تحصل الأشياء لنا فجأة، فعدل السنن الكونية يقتضي بأن تظهر لك العلامات والإشارات لتنبهك قبل وقوع الأزمة. وقد تكون أحيانا متمثلة في إحساس قوي، أو عارض جسدي بسيط يحاول أن ينبهك بأن هذا الوضع غير مريح بالنسبة لك. أو أن هذا العمل ومهماته يسببان لك الضغط، أو أن هذا الشخص الذي يرافقك غير مناسب. ولكننا للأسف نتجاهل كل هذه الإشارات والعلامات لأننا نحاول قياسها أحيانا على مقياس المنطق والدلالات الحسية. وأحيانا على مقياس المجاملة والذوق والأدبيات. فنتجاهل في الأولى حدسنا الطبيعي وصوتنا الداخلي الذي سخره الله. ونحمل أنفسنا فوق طاقتها في الثانية، بسبب اعتقادات خاطئة في ثقافة الموازنة والأولوية ما بين أنفسنا وقيمتها وما بين الآخرين وما يعتقدونه أو يشعرونه. وفي الحالتين النتيجة واحدة، والعاقبة من صحتك النفسية والجسدية فادحة. لذا فلنرحم أنفسنا، حتى لو لم يرحمها أحد. ولنضع للآخرين الحدود ونمنعهم من تجاوزها. ولنضع أنفسنا وحقها علينا أولوية، فهي وليست غيرها رفيقتك الدائمة في الحياة، ومطيتك للعاقبة بعد الممات.
[email protected]