أنت.. تعاملك

تفاعل
تفاعل

السبت - 30 يناير 2016

Sat - 30 Jan 2016

في حال تقدمنا على وظيفة يحصل ما يسمى بالمقابلة الشخصية، اجتيازها شرط أساسي لشغل أي وظيفة تقريبا في أغلب المجتمعات إذا لم يكن الكل. في يوم ما سمعت بما يحصل في بعض الدول الأجنبية أعجبت كثيرا بل اندفعت مع فعلهم فهو جدا مميز في نظري، لماذا يا ترى؟ المقابلة الشخصية عادة، من هو مصرح له إجراؤها ويتولى زمام الأمر يبدأ بتكوين صورة عنك منذ دخولك منطقة المقابلة، أنت كمرشح للوظيفة، كيف هي هيئتك عند الدخول؟ ماذا ترتدي؟ كيف أقبلت عليهم؟ ليس ذلك فحسب، بل كيف ألقيت التحية وكيف استقررت على المقعد. عملية التقويم قائمة على كل صغيرة وكبيرة إلى أن تبدأ بالتحدث، ما هو أسلوبك في الحديث! لغة جسدك وأنت تتحدث! في النهاية ما تبقى من الانطباع يأخذ مما تفعل عندما تنهال عليك الأسئلة وتبدأ بسرد إنجازاتك واحدة تلو الأخرى. بعد خروجك يتم التداول بينهم ويحدد مصيرك. ننتقل إلى ما يحصل في بعض الدول وهو الأمر الذي أسرني. غالبا إذا تقدمت إليهم لشغر وظيفة يتم التالي: تدعى لحضور احتفال بسيط يوجد فيه أغلب موظفي المنظومة التي تقدمت إليها، من هنا يبدأ تقويمك، هل حضورك على الوقت المقرر؟ كيف تفاعلت مع زملاء المستقبل؟ كيف كانت لغة جسدك طوال الأمسية؟ والأهم كيف كان تعاملك؟ وفي يوم آخر تدعى إلى المكتب من قبل لجنة التقويم ويتم الجزء الآخر من المقابلة الشخصية والذي يقوم على ذكر الإنجازات، الإجابة على بعض الأسئلة المطروحة وما هي ردات فعلك تجاه كل سؤال. وقبل القبول بك أو الرفض يدعى الجميع مرة أخرى، حيث يتم التقويم من قبل الجميع، وبناء على ذلك يتحدد قبولك من عدمه. دعونا نقف هنا ونقول لماذا تعد هذه الطريقة بل هذا الأسلوب من أقوى الخطط وأفضل ما يمكن أن يحصل؟! ببساطة لأنه أنت.. تعاملك، ولكن في منتهى الصعوبة أن يظهر ذلك من أول لقاء خاصة إذا كان 5-10 دقائق فقط كما هو الحال في أغلب المقابلات الشخصية. فبحسب الدراسات العالمية، أن أول لقاء يحدث نتأثر بشكل كبير بلغة الجسد، فهي تمثل 55% من صورة الشخص في أذهاننا من خلال أول لقاء، وبذلك قد ننخدع بصورة زجاجية ليست واقعية لمن نقابلهم. ما يحصل في مثل المنظومات السابقة شيء يستحق التفكير والتأمل ومن ثم التعميم إلى حد ما، في النهاية نحن فيما بيننا نتعامل مع النفس وليس الجسد. فالنفس تنكشف بعد مدة زمنية تكاد تكون طويلة، ومتى ما تعرفنا على النفس من الأفعال والتعامل نتعرف على حقيقتها، منها يأتي الحكم. تمهلوا قد يغرنا أحيانا الانطباع الأول، ولكن تذكروا أن الشخص.. هو أفعاله وتعامله، أعطه الوقت الكافي حتى يظهر حقيقة أفعاله قبل الحكم عليه.