المملكة وحلفاؤها.. تحرك جماعي لوقف الخطر

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 29 يناير 2016

Fri - 29 Jan 2016

تكهنت التحليلات مؤخرا عن إقدام المملكة وحلفائها الإقليميين على شن حرب على منابع الإرهاب والتطرف، ولكن بنهج يعتمد على تواجد قوات على الأرض، خلافا لما اتبعته دول التحالف الدولي ـ على رأسها الولايات المتحدة ـ من استراتيجية أشبه بأن توصف بالعقيمة.

معتمدة بذلك على تحالفات إقليمية ودولية سبق أن قامت ببلورتها في شكل تحالف إسلامي ضد الإرهاب، فهل سنرى قريبا ترجمة فعلية لأهداف ذلك التحالف عن طريق التحرك بشكل جماعي لإيقاف الخطر المحدق على الأمن الإقليمي والدولي؟

وإن تم ذلك فعلا فستكون خطوة محرجة للدول الأخرى، التي اتخذت الحرب على الإرهاب ذريعة لها للشروع في تنفيذ أجندتها بالمنطقة والحفاظ على مصالحها (كدعم بشار الأسد)، ومحرجة أيضا للحذرين والمترددين لخوض الحرب على الإرهاب بشكل فعلي، فهل ستلحق تلك الدول بالركب وتبادر بالمشاركة أم إنها لن تبارك تلك الخطوة وتقوم لإحباطها وبذلك تزيد وتيرة الصراع.

ولن تبقى نتائج تلك الحرب المزعومة على صعيد الأمن الدولي والإقليمي وحسب، بل ستسد الذرائع التي استغلتها الدول الأخرى (روسيا وإيران) لإقحام نفسها في الملفين السوري والعراقي، وبذلك يكشف الغطاء الذي لطالما استندت عليه لشرعنه تواجدها وتدخلها في المنطقة. كما سيخرس العديد من الأفواه التي مارست التضليل الإعلامي الممنهج على المملكة واتهامها بدعم الإرهاب.

ستظل دول العالم ترفع القبعات إجلالا واحتراما لمن يستطيع خلق التكتلات الدولية وترجمتها إلى أفعال ملموسة، فالعالم لا يراك بل يرى من خلالك، بمعنى لا يرى الدولة كيانا مستقلا بل يرى الدولة بمدى تأثير نفوذها على العالم.