قصة عشق
أشعر أني تعلمت الكتابة لأستعد جيدا لكتابة هذه السطور التي أدون فيها قصة عشق جعلتني أنضج جيدا
أشعر أني تعلمت الكتابة لأستعد جيدا لكتابة هذه السطور التي أدون فيها قصة عشق جعلتني أنضج جيدا
الأربعاء - 09 ديسمبر 2015
Wed - 09 Dec 2015
أشعر أني تعلمت الكتابة لأستعد جيدا لكتابة هذه السطور التي أدون فيها قصة عشق جعلتني أنضج جيدا.
علمتني كيف أقف على شرفة الزمان أتأمل مشاعر حزني التي امتزجت بدموع الفرح.
احتجت لفترة طويلة لكي أوقف رجفة قلبي ومعها قلمي حتي أقف ثابتة أمام هيبة الورق وأبدأ بسكب الحبر عليه، مخاطبة كل عقل وجد في تجربتي شيئا يستحق أن يقرأ.
كنت أبحث في ثنايا نفسي عن نفسي فوجدتني أمام شاشة جهازي، وبين أغلفة كتبي أستخرج مادة إعلامية تستحق أن تذاع عبر أثير إذاعة شابة، عرفت بمواهبها الفتية والطاقة والحيوية الشبابية.
تجاوزت هذه المرحلة كهاوية أدمنت المعلومة القيمة التي تضيف لرصيد المستمعين ثقافة ومتعة،تنقلت بين المناسبات الاجتماعية، باحثة عن وجوه أشخاص ناجحين يستحقون أن يكونوا تحت بقعة ضوء ليدعم إنجازهم وتعم فائدة خلاصة تجاربهم.
وفجأة وجدت نفسي في مواجهة جديدة أمام الميكرفون لأكون المعدة والمقدمة لبرامجي الإذاعية الخاصة بين أربعة جدران، وبث مباشر يسمعه الملايين من البشر داخل وخارج حدود خارطة المملكة الجغرافية، وطيلة خمس سنوات مرت، وهي الآن شريط ذكريات مليء بالتواصل مع الجمهور الذي أثراني وعلمني احترام الكلمة وإجادة اختيارها، لأنها أمانة أكرمني المولى بها، وأعطاني القدرة على توصيلها للناس، فأصبت في بعض الأوقات، وكان بتوفيق الله، وتعثرت أحيانا أخرى فكان من نفسي والشيطان.
دعوت الله كثيرا ألا يزورني زائر الغرور بسبب حجم ثقة الناس ومحبتهم التي غمروني بها بسخاء، وجاهدت للبقاء على الأرض، أحفر فيها أثرا، وأغرس فيها نباتا أرويه بحب الحياة وروح الإيجابية، وجمال الإنسانية، وبديع صنع إنجاز البشر.
حاولت أن أكون وسطية الطرح، متزنة الحرف، محافظة في الشكل والمظهر، لأعزز صورة الإعلام الهادف والممتع في آن واحد، وأن أعطي من يتابعني قيمة ومعلومة بقالب عصري متجدد.
بقيت في هذا الجهاد مدة من الزمان حتى دخل فيها اسمي المتواضع محرك البحث الشيخ قوقل بقصاصات صور عفوية أثناء مقابلاتي، وبضع كلمات أصف فيها مشاعري مع بعض الفديوهات لتسجيلات الحلقات التي تطوع بعض المستمعين بتوثيقها ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي، رغبة منهم في حفظها ونشرها، ليتسنى لهم ولغيرهم متابعتها في غير أوقات البث المباشر.
وفجأة وبعد إدماني لهذا العمل الذي اختلط بعروقي، وأصبح جزءا لا يتجزأ من روتين حياتي، حدث ما جعلني أشعر أن المكان تجرد من ذرات الهواء فلم أعد قادرة حتى على استنشاق الأكسجين الذي يجعلني بكامل حيويتي لأعتلي المنبر وأكون بكامل حيويتي وأنقل الطاقة عبر ذبذبات صوتي لمن اعتادوا على أخذها عبر صوتي خلال الأثير.
فكانت بداية النهاية.. لم يكن بالسهولة أبدا أن أتجرع مرارة هذا الإحساس بالعجز عن العطاء، لأن شيئا ما خارج حدود السيطرة يضيق الخناق، ويمنعني من أكون في المكان الذي أحب.
وجدتني أقدم استقالتي، ولحظتها كانت من أصعب اللحظات وأشدها على نفسي، وكأني تخليت عن كل النصائح التي كنت أبثها للناس بالمثابرة والصبر والاجتهاد! لكنني لملمت بعثرتي وتماسكت وكفكفت دمعتي فقط عندما شاهدت بأم عيني البذرة التي غرستها وسقيتها بروحي نبتت وأثمرت مستمعين أوفياء، سطروا لي حروفا من ذهب أثلجت صدري وداوت جرحي وهم يواسونني بكلمات كانت كالبلسم الشافي، مفادها أن رسالتك وصلت، ومعلوماتك استقرت في قلوب خيرة لم ولن تنسى إنسانة بسيطة حاولت أن تنقش قيمة وتحفر أثرا.
فطويت الصفحة مكملة مسيرتي عبر وسيط آخر ومنبر جديد أتواصل من خلاله مع الناس، وأمارس عشقي في الإبحار عبر عالم الإعلام القيم.