ما هي هويتك؟
عندما نقول إن لبلد مثل السعودية خصوصيته التي لا تجعل ما ينطبق على سواه ينطبق عليه، فنحن نتحدث بالتأكيد في المقام الأول عن مكة والمدينة وعن حرم هنا وهناك وعن مهبط رسالة سماوية لم يتم ولن يتم تحريفها بفضل الله، وعن زخم قبائلي يمتد عبر شرق البلاد إلى غربها إلى شمالها وجنوبها.
عندما نقول إن لبلد مثل السعودية خصوصيته التي لا تجعل ما ينطبق على سواه ينطبق عليه، فنحن نتحدث بالتأكيد في المقام الأول عن مكة والمدينة وعن حرم هنا وهناك وعن مهبط رسالة سماوية لم يتم ولن يتم تحريفها بفضل الله، وعن زخم قبائلي يمتد عبر شرق البلاد إلى غربها إلى شمالها وجنوبها.
السبت - 05 ديسمبر 2015
Sat - 05 Dec 2015
عندما نقول إن لبلد مثل السعودية خصوصيته التي لا تجعل ما ينطبق على سواه ينطبق عليه، فنحن نتحدث بالتأكيد في المقام الأول عن مكة والمدينة وعن حرم هنا وهناك وعن مهبط رسالة سماوية لم يتم ولن يتم تحريفها بفضل الله، وعن زخم قبائلي يمتد عبر شرق البلاد إلى غربها إلى شمالها وجنوبها.
هذه القبائل التي وبرغم وجود بعض السلبيات في تكوينها الفكري إلا أنها تشكل دعائم لحفظ الأخلاق العربية القوية التي يؤكدها الدين.
في وسط هذا الهرج والمرج الذي يتقاذف العالم كله من تدني الأخلاق أو استسهال القتل والحروب والمتاجرة بمقدرات الشعوب، نجد أن هناك ما ينبت بين كل ذلك وحوله وتحته ليعطينا إشارات منخفضة الصوت بأن هناك رغبة في التغيير وهي رغبة لها صوت يعلو ويخفت حسب الفرصة المتاحة.
شاب يطالب بأن يفتح فمه ويتلفظ بكل ما يريد مهما كان هذا الذي يريد مع أو ضد مصلحة البلد، المهم أنه يريد حرية تدعى حرية التعبير! وينسى أن هناك مصالح كبرى قد لا يصل إليها إدراكه تمنع أن يفتح فمه كيفما اتفق فقط لأنه يقلد سواه في بلد ما أو لأنه يستخدم كأداة للتخريب وزعزعة الأمور وهو يدرك أو لا يدرك أو لا يهمه أن يدرك.
لو أنك في زمن يحق لك استعباد آخرين وقررت منح الحرية لعبد لك، وكان هذا العبد لا يعي معنى الحرية لأنه لم يحيها من قبل، فماذا تعتقد أنه سيفعل بها؟ بالتأكيد لن يجيد استخدامها وسيؤذي نفسه قبل أن يؤذي آخرين. ولكن لو أنك مهدت له وعلمته كيف يكون حرا وسلحته بأسس من الدين والعلم والأخلاق ثم أطلقت سراحه، فستجده يحسن استخدام حريته.
هو كذلك الأمر مع هذا الذي يريد أن يمنح حرية التعبير وهو لا يجيدها، وهي كذلك تلك التي تريد أن تمنح حرية لتقود سيارة في هذه البلاد وهي لم تتعلم بعد ما هي حقوقها وواجباتها، ولم يتعلم بعد من سيصادفها وهي تقود كيف يحترم حرياتها وكيف يحترم كونها امرأة.
ولنفرض أن هذه التي تطالب بأن تقود سيارة أعطيت هذه الحرية، ماذا ستفعل؟ لم تتوقف مصالحها الآن ومنذ سنوات طوال فلماذا حاليا ستتوقف إن لم تقد سيارة؟!
تظهر في موقع البي بي سي بالعربية فتاة تقول بأنها من السعودية، وتغني في لوس أنجلوس حيث تعيش وترتدي ملابس تظهر أجزاء كثيرة من جسدها ولا تستر منه إلا القليل، وتغني بالإنجليزية وتطالب بحرية المرأة هنا وبأن تقود سيارة.
لمن تغنين بالإنجليزية إذا كنت تعتقدين أن أغانيك ستحرر المرأة التي تتحدث العربية؟ ولمن تعرين أجزاء من جسدك وتظنين أن هذا سوف يحرر الأمة التي بداخلك؟ ولمن تعيشين في لوس أنجلوس وقضيتك التي تظنين أنها قضية هي هنا وليست هناك؟ وماذا ستضيفين لحياة المرأة هنا حينما تطالبين أنت وسواك بأن تقود سيارة أو أن تحصل على حرية وأن تخلع حجابها وتعري جسدها؟
إن نظرت إليك وأنت صامتة فماذا سأرى؟ أية هوية؟