كي تكون الأسرة ناجحة

الأسرة هي اللبنة الأولى والمكون الأساسي في بناء المجتمع، ومحضن التربية الرئيسي، ونقطة الانطلاق الأولى في بناء العنصر البشري، وقد عني الإسلام بالأسرة واهتم بشأنها، ولذلك جاء فقه الأسرة ليكون فقها واقعيا يراعي الطبيعة البشرية والاختلافات النفسية والجسمية بين الجنسين، ويراعي الحاجات الطبيعية لهما، وعني بالعلاقات داخل الأسرة، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى استقرار حياتها، وعني أيضا بتهذيب النفس البشرية وتحصينها ضد نزعات المطامع والرغبات الزائلة

الأسرة هي اللبنة الأولى والمكون الأساسي في بناء المجتمع، ومحضن التربية الرئيسي، ونقطة الانطلاق الأولى في بناء العنصر البشري، وقد عني الإسلام بالأسرة واهتم بشأنها، ولذلك جاء فقه الأسرة ليكون فقها واقعيا يراعي الطبيعة البشرية والاختلافات النفسية والجسمية بين الجنسين، ويراعي الحاجات الطبيعية لهما، وعني بالعلاقات داخل الأسرة، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى استقرار حياتها، وعني أيضا بتهذيب النفس البشرية وتحصينها ضد نزعات المطامع والرغبات الزائلة

السبت - 15 فبراير 2014

Sat - 15 Feb 2014



الأسرة هي اللبنة الأولى والمكون الأساسي في بناء المجتمع، ومحضن التربية الرئيسي، ونقطة الانطلاق الأولى في بناء العنصر البشري، وقد عني الإسلام بالأسرة واهتم بشأنها، ولذلك جاء فقه الأسرة ليكون فقها واقعيا يراعي الطبيعة البشرية والاختلافات النفسية والجسمية بين الجنسين، ويراعي الحاجات الطبيعية لهما، وعني بالعلاقات داخل الأسرة، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى استقرار حياتها، وعني أيضا بتهذيب النفس البشرية وتحصينها ضد نزعات المطامع والرغبات الزائلة.

تلك الآداب التي عني بها فقه الأسرة جاءت لتواكب الحياة في كافة مراحلها بدءا من اختيار الزوج لزوجته، وما يطرأ على حياتهما من تغير، وما ينشأ من توسع في الأسرة، وكذلك ما يمكن أن تقدمه الأسرة للطفل من قيم تربوية، فبقدر ما تقدمه الأسرة للطفل من مميزات تربوية بقدر ما يكون قادرا على مواجهة المجتمع ومواجهة ما يمكن أن يطرأ في حياته من عوارض ومشاكل مختلفة

ولكي يتحقق ذلك فإنه لا بد من أن تؤسس الأسرة على أسس صحيحة سليمة، ومن تلك الأسس اختيار الزوج لزوجته والعكس، ولست هنا بصدد الحديث عما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من صفات تُنكح المرأة لأجلها وهي الحسب والنسب والجمال والدين، فهي من المسلمات الثابتة التي لا تقبل جدلا ولا نقاشا، ولكن ثمة أمور أخرى تؤثر في بناء الأسرة وتعد من مكونات شخصية الشاب أو الشابة بناء على ما غُرس في ذهن كل منهما من مبادئ وثقافات، فعلى الرغم من الأهمية الكبرى للدين وما إلى هنالك من صفات جمالية أو اجتماعية فإن الصفات الشخصية الأخرى مهمة جدا

وتلك الصفات تكمن في أسلوب وطريقة التعاطي مع الحياة، وكيفية التعامل مع الأمور بشكلها العام، وتؤسس لحياة مريحة خالية من المشاكل فتنشئ مع مرور الأيام بيئة عائلية متفاهمة ومحبة ومتسامحة، وتلك الصفات هي التي يفترض أن يحرص على توافرها كل طرف في الطرف الآخر قبل الإقدام على الزواج.

إلا أن الملاحظ من خلال ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعنا وما تشهده المحاكم من نزاعات بين الأزواج، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عملية الاختيار في الأصل تمت بطريقة عشوائية صرفة، تفتقر لأقل المعايير، وذلك يعود إلى ما استقر في وجدان المجتمع من فكر وثقافة، وما أُسست عليه الأسرة في بادئ تكوينها، ونتيجة لذلك تجد غالب المقبلين على الزواج يقبلون عليه بدافع غريزي بحت، تدفعهم رغبة متأججة ما تلبث أن تخبو وتنطفئ نارها بعد أشهر من الزواج حيث يبدأ التغير بعد ذلك في النظرة للطرف الآخر، ويبدأ التقييم الحقيقي لفكره وثقافته وطريقته في الحياة، هنا يبرز في ذهن كل من الطرفين سؤال ملح هو التالي: هل هو أو هل هي من سأقضي معه بقية حياتي؟ فيشعر حينها كل منهما بأنه تعجل في إقدامه على القبول بالطرف الآخر، وأنه كان حريا به أن يتريث ولا يتعجل.. فتبدأ الخلافات وتبرز المشاكل، فيرى كل منهما أن خطأ صاحبه مهما كان صغيرا أكبر من أن يغتفر.



وما تلبث تلك المشاكل أن تنتهي بإنهاء علاقة الزوجية، ثم ما تلبث تلك الخلافات والصراعات أن تمتد إلى أبعد من حياة الطرفين، فيكون الأبناء هم الضحية وساحة لتصفية الحسابات، فبدلا من التفاهم على أسلوب أمثل للتعاون على تربية الأبناء وحفظهم وتنشئتهم يتحولون إلى أداة يحرص كل من الشريكين السابقين على أن يستغلها للإساءة إلى صاحبه، وبطبيعة الحال فإن تلك النزاعات تؤثر بشكل أو بآخر على تكوين الأبناء النفسي وتؤسس لخلل كبير في شخصية كل منهم، ولو أن أسرة الشاب وأسرة الشابة قبل أن تزج بهما في علاقة زوجية غير متكافئة حرصت على أن تعد ابنها أو بنتها لفهم الحياة الزوجية وأسسها وطبيعتها من خلال إعداد الشاب ليعلم متى يكون أبا، ومتى يكون زوجا، ومتى يكون رب أسرة، ومتى يكون رجلا، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة يتم إعدادها لتعلم مع تكون أنثى، ومتى تكون زوجة، ومتى تكون ربة منزل، ومتى تكون أما، وما هي الطريقة المثلى ليلعب كل منهما كل دور من تلك الأدوار وفي أي وقت يمكن أن يكون، لأنتج المجتمع أسرا قوية ناجحة أنتجت وتنتج بدورها أجيالا قوية ناجحة.