محبة آل البيت والصحابة بين الصدق والادعاء
من يتصفح كتب الأصول ومؤلفات الإسلام، يجد نماذج وصورًا رائعةً من الحب والتآخي والتواد بين آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين صحابته الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين، وحقيقة الصلة فيما بينهم.
من يتصفح كتب الأصول ومؤلفات الإسلام، يجد نماذج وصورًا رائعةً من الحب والتآخي والتواد بين آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين صحابته الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين، وحقيقة الصلة فيما بينهم.
الجمعة - 14 فبراير 2014
Fri - 14 Feb 2014
من يتصفح كتب الأصول ومؤلفات الإسلام، يجد نماذج وصورًا رائعةً من الحب والتآخي والتواد بين آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين صحابته الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين، وحقيقة الصلة فيما بينهم.
ومن هذه النماذج يقول الصديق، رضوان الله عليه، لسيدنا علي، رضي الله عنه وكرم وجهه، (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي). ويقول أيضًا: (ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ).
ثم انظروا إلى هذه الصورة الحميمة الرقيقة، فقد صَلَّى أَبُو بَكْرٍ، رضي الله عنه، الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي، فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وأخذَ يرتجزُ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ، بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وعلي، رضي الله عنه يَضْحَكُ).
(المصاهرة): ومن النماذج الصادقة مصاهرة الصحابة الكرام لآل البيت، فحفيدة الصديق كانت متزوجة من محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهذا الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين العابدين ابن الحسين تزوج من بنت خالد بن أبي بكر بن عبدالله بن عمر بن الخطاب.
(التسمّي): ومن أبرز سمات حب أهل البيت، رضي الله عنهم، للصديق والتواد فيما بينهم أنهم سموا أبناءهم بأسماء أبي بكر، رضي الله عنه.
فأولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقد سمى أحد أبنائه أبا بكر، وهذا دليل على حب ومؤاخاة وإعظام وتقدير من الإمام علي للصديق، رضوان الله عليهم أجمعين، والجدير بالذكر أنه ولد له هذا الولد بعد أن تولى الصديق الخلافة، بل وبعد وفاته كما هو معروف بداهة، ومن له دعوى عريضة في محبة آل البيت وفي ذات الوقت ينتقص أصحاب جدهم، صلى الله عليه وسلم، فلينظر هذا المدعي لمحبتهم كيف سموا أبناءهم باسم (أبو بكر) وهم: أبو بكر بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر علي زين العابدين، وأبو بكر علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وأبو بكر محمد المهدي المنتظر بن الحسن العسكري، وأبو بكر بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
وأما آل البيت الذين سموا ابناءهم باسم (عمر) فتوضحهم هذه الأسماء: عمر بن الأطرف بن علي بن أبي طالب، وعمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين، وعمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعمر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق.
أما نساء آل البيت ممن تسمين باسم (عائشة) أم المؤمنين، رضي الله عنها، فهن: عائشة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وعائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وعائشة بنت علي الرضا بن موسى الكاظم، وعائشة بنت علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا.
فهذه هي المحبة الصادقة بين آل البيت والصحابة، رضوان الله عليهم، لا الادعاء الكاذب والمحبة الزائفة التي يزعم أصحابها حب الآل وينتقصون من أصحابهم الكرام!
نعم نحن لا نقول بعصمة أحدٍ بعد الأنبياء، فالصحابة، رضوان الله عليهم، بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ذلك لا يخولنا بأن ننتقص من قدرهم لشرف صحبتهم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، والتي لا تعلوها منزلة، فقد قال، صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
لذلك أخي المُحب محبةً صادقة، إذا سمعت أحدا ينال من أبي بكر فاسأله: أي أبي بكر تقصد؟ أتقصد أبا بكر بن علي بن أبي طالب؟ أم أبا بكر بن الحسن بن علي؟ أم أبا بكر بن الحسين بن علي؟ أم أبا بكر بن موسى الكاظم؟!
وإذا سمعتهُ يسب عمر فقل له: أي عمر تقصد؟ أهو عمر بن علي بن أبي طالب؟ أم عمر بن الحسن بن علي؟ أم عمر بن الحسين بن علي؟ أم عمر بن علي زين العابدين بن الحسين؟ أم عمر بن موسى الكاظم؟!
وإذا سمعت أحدهم يطعن في عائشة فاسأله: أي عائشة تقصد؟ أهي عائشة بنت جعفر الصادق؟ أم هي عائشة بنت موسى الكاظم؟ أم عائشة بنت علي الرضا؟!
ثم اسأله لماذا سمّى هؤلاء الأكابر أبناءهم وبناتهم بهذه الأسماء؟ وما هي الحكمة من ذلك؟
أليس لأنهم يحترمون أصحابها ويقدِّرونهم ويخلِّدون ذكراهم الطيبة في نفوسهم ونفوس أبنائهم؟ أم أنهم سموهم بهذه الأسماء خوفاً منهم واتقاء شرهم، وحاشاهم من ذلك، بل هم أسود أهل السنة والجماعة الناصرون للحق والقامعون للبدعة، فرضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.