فهد عبدالله

القيادة الفعالة في السلامة

الاحد - 03 نوفمبر 2019

Sun - 03 Nov 2019

عند الخوض في غمار عالم السلامة في المنشآت تبرز العشرات من المواضيع المهمة التي يجب أخذها في الحسبان عند إدارة هذا الجانب والوصول به إلى أفضل صورة ممكنة، من أجل الحفاظ على الإنسان أولا ومن ثم الممتلكات. ويتصدر موضوع القيادة على جميع المواضيع الأخرى في السلامة، فدون قيادة حقيقية فعالة للسلامة في المنشآت ستراوح السلامة في المكان وتبقى المؤشرات في حالات ترددية لا تحافظ فيها على معدلات نمو مطردة.

لذا كان لزاما وجود صفات وخصائص يتمتع بها القائد الفريد لإدارة هذا الجانب الحيوي جدا في المنشآت المهنية، وهذه الصفات لها أسبقية في الأهمية على مجرد وصفة العمليات الإدارية التي تطبخ بها مكونات ومفردات السلامة، وتقع على رأسها أن تكون قيمة السلامة قيمة شخصية عظمى لدى هذا القائد، وأن المسؤولية التي يضطلع بها من قبل المنظمة التي ينتمي إليها تسبقها مسؤولية ضخمة جدا هي أنه مؤتمن في جانب الحفاظ على الأرواح، وبطريقة أو بأخرى سيكون مسؤولا أمام نفسه قبل الآخرين عن أي حادث يتضرر منه إنسان داخل المنظومة، لأن الطريقة الإدارية غالبا تكون أحد الأسباب الجذرية للحوادث.

رغم الأعباء الإدارية المتراكمة التي يقوم بها القائد في مجال السلامة، إلا أنه دائم الحرص على التواجد الميداني الدوري من أجل المراقبة المباشرة والحصول على التغذية الراجعة، وكذلك تعزيز مبدأ رئيس بأن السلامة هي التزام من قبل الإدارات العليا يظهر بشكل غير مباشر من خلال الإجراءات الإدارية، وبشكل مباشر من خلال التواجد الميداني ونمذجة ارتداء وسائل السلامة المناسبة واتباع إرشادات السلامة.

القائد في مجال السلامة

تجد أغلب التركيز الإداري لديه حول الحلول الاستباقية في مواجهة الأخطار، وجزء يسير يذهب إلى التفاعل مع الحوادث والأمور الطارئة لكون الخبرة الكبيرة التي رسمت ملامحها في شخصيته ألهمته بأن الجهود المبذولة تجاه الحلول الاستباقية ستعمل على تقليل مساحة دائرة الأمور الطارئة، مما يقلل من وقته وتركيزه الإداري تجاه هذا الأمر، فضلا عن تحقيق الهدف الأسمى والأساسي في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

يعطي الاهتمام للمقاولين في إدارة دفة السلامة بوتيرة الاهتمام نفسها للموظفين داخل منظومة العمل، لأن القيمة العليا التي تدفعه تجاه صيانة هذا الجانب هي الحفاظ على الأرواح أيا كان انتماؤها الوظيفي، إضافة للفهم المرتكز على أن المقاولين هم شركاء في النجاح وتحت تأثير مخاطر العمل التي تجمعهم.

تجد لديه دورا يفوق الدور الإداري الذي يمارسه، وهو إلهام الآخرين تجاه سلامة أنفسهم وسلامة بيئة العمل من الأخطار لأنه مؤمن بأن السلامة مسؤولية الجميع، ودون رسوخ هذا المبدأ لدى جميع الموظفين لن تكون القرارات الإدارية تجاه السلامة ذات جدوى وفعالية. كيف سيكون الامتثال لقرارات وإجراءات السلامة وفي الاعتقاد لبس في مفهوم أن السلامة مسؤولية الجميع؟

القائد في مجالات السلامة مهتم جدا بتحليل المعلومات المختلفة ليعرف من خلالها أين مواطن الخلل التي تمر بها منظومة العمل بشكل عام، ويجعل من هذا الخلل محور ارتكاز لتطوير الأعمال في الفترات المستقبلية القادمة، وتكون هذه الكيفية مستمرة دائما بين فترة وأخرى، لإيمانه بأن هناك دوما مواطن خلل وفرصا للتحسين.

القائد الفعال لا يفعل فقط ما تنص عليه المواصفات والإجراءات والقرارات، بل يبادر في فعل ما يدرك أنه الأصح تجاه حفظ الأرواح والممتلكات، ولبيتر دراكر مقوله معبرة «الإدارة أن تقوم بالأمور بشكل صحيح والقيادة أن تقوم بالأشياء الصحيحة»، لذلك لديه تلك العدسة المكبرة التي ترى الأمور بشكل واضح دون لبس وارتباطها بالرغبة الصادقة والملحة بأن لا يتعرض أحد للمخاطر والأذى.

@fahdabdullahz