هوس التصوير
الجمعة - 01 نوفمبر 2019
Fri - 01 Nov 2019
لو تصفحت ألبوم الصور الخاص بوالدك فستجد صورة له في حفل تخرجه من الجامعة وصورة في يوم زواجه وصورة مع أصدقائه في نزهة برية. صور قليلة توثق أحداثا مهمة في حياته وذكرى للحظات مميزة عاشها، ولكن عزيزي الشاب ماذا سيجد ابنك المستقبلي في ألبوم الصور «الرقمي» الخاص بك؟
سيجد آلاف الصور، صور لك في كل أيام حياتك وأنت تشرب وأنت تأكل وأنت تعمل وأنت تمارس الرياضة وأنت تقود السيارة، بل وربما وأنت تصلي! سيشاهد صورا كثيرة ومكررة لتفاصيل يومية لا تعني شيئا، فلم يعد التصوير توثيقا لحدث معين وذكرى لمناسبة خاصة، بل أصبح الهدف منه نشر هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها مع من تعرف ومن لا تعرف بحثا عن إعجاب أو إعادة تغريد أو تعليق.
وقد استجابت شركات الهواتف المحمولة لهذا الجنون فقدمت للمستخدمين مميزات لا حصر لها، كالتصوير الآلي والتصوير الليلي وعدسات للتكبير، مما أتاح للمستخدمين التقاط الصور بزوايا مختلفة وبدقة متناهية حتى أصبح في الهاتف الواحد كاميرتان وثلاثة، بل أكثر، فباتت خواص ومميزات الكاميرا في الهاتف أحد أهم العوامل عندما يقرر العميل شراء هاتف محمول جديد، والحقيقة أعتقد أن مسمى «هاتف» يجب أن يتغير، فيبدو أن المكالمات الهاتفية لم تعد أمرا مهما مقارنة بمميزات الكاميرا وسهولة استخدام الجهاز وذاكرة كافية لعشرات التطبيقات ومئات الملفات.
أكثر من ملياري مستخدم نشط في فيس بوك يحملون 300 مليون صورة يوميا، ومنذ إنشاء تطبيق انستقرام تمت مشاركة أكثر من 40 مليار صورة، أما فيما يخص تطبيق المراسلات الفورية واتس اب فتتم مشاركة 1.6 مليار صورة يوميا، قد يقضي الإنسان ساعات عديدة في اليوم لالتقاط الصور ونشرها في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي ويتبع ذلك التفاعل مع من قام بالتعليق أو الإعجاب.
فهمت جيدا تطبيقات التواصل الاجتماعي هذا الهوس بالتصوير وجنون الناس بظاهرة السيلفي، فأضافت العديد من المميزات كالكتابة على الصور أو ربط موقعك الحالي بالصورة، بل وصلت إلى أنها أضافت فلاتر تجعلك تظهر بشكل أجمل، وكأنها تقول حتى لو كنت ترى نفسك غير جميل فنحن سنتكفل بإظهارك بشكل أجمل، مما شجع الجميع على التصوير وبشكل هستيري.
العجيب أن كثيرا من الأشخاص يطالبون باحترام خصوصياتهم وفي الوقت نفسه يشاركون الأقرباء والغرباء صور تفاصيل حياتهم اليومية وأسرار بيوتهم. وقد أكدت دراسات عدة في علم النفس أن أغلب من يبحثون عن التفاعل من الآخرين حول صورهم هم أناس يعانون من نقص الثقة في أنفسهم، وأن من ينشر صوره بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي يبحث عن هالة حوله واهتمام في عالم افتراضي يفتقده في حياته الواقعية.
هل أصبح الهدف من السفر هو التصوير؟ هل أصبحنا فعلا نذهب لمطعم أو مقهى لنصور؟ هل بات توثيق اللحظة بتصويرها ومشاركتها مع الآخرين أكثر أهمية من أن تعيش هذه اللحظة؟ هل مقطع الفيديو الخاص بك وأنت في السيارة تتمايل وتغني مع المطرب وقد وضعت «فلتر» الكلب على وجهك هو فعلا ما تريد أن يشاهده ابنك بعد سنوات؟
سيجد آلاف الصور، صور لك في كل أيام حياتك وأنت تشرب وأنت تأكل وأنت تعمل وأنت تمارس الرياضة وأنت تقود السيارة، بل وربما وأنت تصلي! سيشاهد صورا كثيرة ومكررة لتفاصيل يومية لا تعني شيئا، فلم يعد التصوير توثيقا لحدث معين وذكرى لمناسبة خاصة، بل أصبح الهدف منه نشر هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها مع من تعرف ومن لا تعرف بحثا عن إعجاب أو إعادة تغريد أو تعليق.
وقد استجابت شركات الهواتف المحمولة لهذا الجنون فقدمت للمستخدمين مميزات لا حصر لها، كالتصوير الآلي والتصوير الليلي وعدسات للتكبير، مما أتاح للمستخدمين التقاط الصور بزوايا مختلفة وبدقة متناهية حتى أصبح في الهاتف الواحد كاميرتان وثلاثة، بل أكثر، فباتت خواص ومميزات الكاميرا في الهاتف أحد أهم العوامل عندما يقرر العميل شراء هاتف محمول جديد، والحقيقة أعتقد أن مسمى «هاتف» يجب أن يتغير، فيبدو أن المكالمات الهاتفية لم تعد أمرا مهما مقارنة بمميزات الكاميرا وسهولة استخدام الجهاز وذاكرة كافية لعشرات التطبيقات ومئات الملفات.
أكثر من ملياري مستخدم نشط في فيس بوك يحملون 300 مليون صورة يوميا، ومنذ إنشاء تطبيق انستقرام تمت مشاركة أكثر من 40 مليار صورة، أما فيما يخص تطبيق المراسلات الفورية واتس اب فتتم مشاركة 1.6 مليار صورة يوميا، قد يقضي الإنسان ساعات عديدة في اليوم لالتقاط الصور ونشرها في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي ويتبع ذلك التفاعل مع من قام بالتعليق أو الإعجاب.
فهمت جيدا تطبيقات التواصل الاجتماعي هذا الهوس بالتصوير وجنون الناس بظاهرة السيلفي، فأضافت العديد من المميزات كالكتابة على الصور أو ربط موقعك الحالي بالصورة، بل وصلت إلى أنها أضافت فلاتر تجعلك تظهر بشكل أجمل، وكأنها تقول حتى لو كنت ترى نفسك غير جميل فنحن سنتكفل بإظهارك بشكل أجمل، مما شجع الجميع على التصوير وبشكل هستيري.
العجيب أن كثيرا من الأشخاص يطالبون باحترام خصوصياتهم وفي الوقت نفسه يشاركون الأقرباء والغرباء صور تفاصيل حياتهم اليومية وأسرار بيوتهم. وقد أكدت دراسات عدة في علم النفس أن أغلب من يبحثون عن التفاعل من الآخرين حول صورهم هم أناس يعانون من نقص الثقة في أنفسهم، وأن من ينشر صوره بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي يبحث عن هالة حوله واهتمام في عالم افتراضي يفتقده في حياته الواقعية.
هل أصبح الهدف من السفر هو التصوير؟ هل أصبحنا فعلا نذهب لمطعم أو مقهى لنصور؟ هل بات توثيق اللحظة بتصويرها ومشاركتها مع الآخرين أكثر أهمية من أن تعيش هذه اللحظة؟ هل مقطع الفيديو الخاص بك وأنت في السيارة تتمايل وتغني مع المطرب وقد وضعت «فلتر» الكلب على وجهك هو فعلا ما تريد أن يشاهده ابنك بعد سنوات؟