شاكر أبوطالب

الصحافة الالكترونية.. السوق العشوائية!

الاحد - 07 يوليو 2019

Sun - 07 Jul 2019

أدخلت التقنيات والتطبيقات الحديثة في الاتصالات والمعلومات عديدا من التغيرات في صناعة الإعلام، وتحديدا في عالم الصحافة، حيث غير الانترنت قواعد المنافسة التي كانت مقتصرة فقط على الصحف الورقية، قبل أن تدخل الصحف الالكترونية على الخط في الفترة الأخيرة.

تشمل الصحافة الالكترونية الصحف التي يجري إصدارها ونشرها على شبكة الانترنت، وتنشر فيها الأخبار والمقالات وكل الفنون الصحفية بشكل دوري، باستخدام تقنيات عرض النصوص والرسوم والصور المتحركة، وبعض الميزات التفاعلية، سواء كان لها أصل مطبوع، أو كانت صحيفة الكترونية فقط.

وتعد الصحافة الالكترونية جزءا من منظومة النشر الالكتروني الذي يعتمد على التقنية الرقمية ذات القدرة على نقل ومعالجة النصوص والصوت والصورة معا، وبمعدلات عالية من السرعة والمرونة والكفاءة.

تنقسم الصحف الالكترونية إلى ثلاثة أقسام رئيسة: الصحف الالكترونية وتصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدارات مطبوعة، ويشترك الإصدار الالكتروني مع الإصدار المطبوع في الاسم والانتماء للمؤسسة الصحفية. والصحف التي تصدر بشكل الكتروني مستقل، دون الارتباط بإصدار مطبوع، بحيث تؤسس الصحيفة على أنها الكترونية. والنسخ الالكترونية من الإصدارات المطبوعة، وتصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدارات مطبوعة، وتعيد نشر مضمون الإصدار المطبوع فقط.

وتتخذ الوظيفة الإخبارية على الانترنت جملة من صيغ المشاركة الالكترونية، أبرزها: المواقع الإخبارية التي تقدم مختارات من المحتوى التحريري المرتبط بالوسيلة الإعلامية الأساس، وهناك مواقع الفهارس والتصنيف، وهذه المواقع ترتبط بمحركات البحث وشركات بحوث التسويق والوكالات الإعلانية، وكذلك مواقع التعليق على الأخبار وآراء الإعلام، وغيرها من المواقع الأخرى.

وفقا لآخر بيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، وفي 2016، منحت وزارة الإعلام 757 صحيفة الكترونية الترخيص القانوني للممارسة الصحفية على الانترنت، ولكن عددها انخفض إلى 660 صحيفة الكترونية في 2018. ولا يخفى على أحد تراجع انتشار الصحافة الورقية أو المطبوعة، وبعض الصحف الالكترونية أصبحت أكثر زيارة وتأثيرا من النسخ الالكترونية للصحف المطبوعة.

ولأن الاشتراطات والقيود الرقابية أكثر صرامة على الصحف الورقية، لقلة عددها من ناحية، ولوجود منظومة من القوانين والأنظمة واللوائح، فإن الصحف الورقية تحرص على الموثوقية والمصداقية والرصانة، نتيجة توفر مساحة زمنية كافية للتحقق من المصادر والمعلومات.

في المقابل،ومع غياب التشريعات المنظمة للإعلام الالكتروني، فإن الصحف الالكترونية تهتم بسرعة نشر الخبر أو المادة الصحفية، مما يجعلها تكسب المنافسة مع الصحف الورقية، ولذلك تزخر الصحف الالكترونية بالأخبار المسروقة من وسائل الإعلام التقليدية، إلى جانب الأخبار المزيفة، والأخطاء اللغوية، والبيانات غير الدقيقة، مع مستوى متواضع في التحرير والصياغة والأسلوب، إضافة إلى عدم قدرة أغلب الصحف الالكترونية على استقطاب وجذب الصحفيين المؤهلين والمختصين، بسبب شح الموارد المالية وغياب العمل المؤسسي.

ينبغي أن تتدخل وزارة الإعلام في الفضاء الالكتروني، لمراجعة جميع التراخيص المقدمة للصحف الالكترونية والتأكد من استيفاء الشروط كافة، وتطوير تشريعات قانونية جديدة تسهم في تنمية الصحافة الالكترونية وما يرتبط بها من أعمال، وتوفير بوابة الكترونية للإبلاغ عن الصحف الالكترونية التي تسرق المحتوى الإعلامي من وسائل إعلامية أخرى دون الإشارة إلى المصدر أو وجود اتفاقية تجيز ذلك.

shakerabutaleb@