الذوق العام.. التزام بالخارج وتجاهل في الداخل

مطالبات بقوانين صارمة وكاميرات لضبط مخالفات الذوق العام
مطالبات بقوانين صارمة وكاميرات لضبط مخالفات الذوق العام

السبت - 06 يوليو 2019

Sat - 06 Jul 2019

يحرص كثير من المواطنين والمقيمين الراغبين في السفر إلى الخارج أو حتى إلى الدول المجاورة على الاطلاع على الأنظمة التي تراعي الذوق العام أو التي تتعلق بالسلامة المرورية، دافعهم نحو ذلك مبدأ «من خاف سلم»، لأن كثيرا من تلك الدول تطبق عقوبات صارمة ورادعة على من يخالف أنظمتها. ورغم أن محاولة الظهور بتلك المثالية في الخارج واحترام الأنظمة أمر إيجابي من نواح عدة، إلا أن ما يدعو إلى الدهشة ضرب هؤلاء بأنظمة بلادهم عرض الحائط، فكثير منهم لا يبالي باحترام ومراعاة تلك الأنظمة قديمها وحديثها، حتى بعد أن استحدثت داخليا عقوبات عدة لا تقل في صرامتها عن عقوبات الدول الأخرى.

ومن هنا نتساءل ما الذي يدفع هؤلاء المواطنين لعدم احترام الذوق العام والأماكن العامة في مجتمعهم وبلادهم أو محل إقامتهم؟ في حين أنه يظهر بصورة مثالية وراقية خارج حدود الوطن.

ثقافة ومنظومة حياة

أرجع الباحث والكاتب عبدالفتاح الريس أسباب تلك الإشكالية التي لا تزال تعاني منها مجتمعات عربية عدة إلى اعتياد كثير من المواطنين على هذا النهج من السلوك منذ نشأتهم الأولى، ومحدودية ثقافتهم في هذا الجانب، مقارنة بالمجتمعات الغربية، والتي باتت الأنظمة والتمسك بها تمثل جزءا من منظومة حياتهم وثقافتهم العامة، ومنها كذلك عدم تطبيق العقوبات الرادعة بحقهم بصورة فعلية من قبل جهة الاختصاص في بعض الأحيان، فضلا عن تغليب العاطفة في مجتمعنا على المصلحة العامة من لدن بعض العاملين في الجهات المعنية، وتدخل الوسطاء من قرابة أسرية وقبلية ومناطقية ووجهاء وذوي مناصب عليا، بينما لا تكاد تحصل مثل هذه التجاوزات في المجتمعات الغربية كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ودول شرق آسيوية، كاليابان وماليزيا وسنغافورة على سبيل المثال، والتي من شأنها التأكيد على تطبيق أنظمتها وقوانينها على كل مواطن ومقيم على أرضها.

من جانبه طالب أستاذ علم اجتماع الجريمة المشارك، الدكتور صالح العقيل بوضع كاميرات مراقبة في الشوارع العامة والداخلية في الأحياء والمتنزهات والشواطئ، وعدم الاكتفاء بالتقاطعات فقط من أجل رصد المخالفات، مؤكدا أن ذلك أصبح مطلبا ملحا في ظل عدم التزام كثيرين بآداب الذوق العام واحترام الأنظمة والقوانين.

وقال إن هذا التصرف ينتج من عدم التحلي بالضبط الداخلي، وهو ما يجب تنميته في نفوس الكثير، خاصة النشء منهم. ومن الأسباب التنازل عن مبدأ العيب الاجتماعي وأصبح العيب لا يشكل توجيها للسلوكيات كما كان سابقا.

ساهر والانضباط

ووافقته الرأي الأخصائية الاجتماعية لطيفة بن حميد، مضيفة «يختلف الآن انضباط قائدي المركبات عن السابق من حيث السرعة والمخالفات بعد وضع نظام ساهر وفرض مبالغ مالية، فقد خلق نوعا ما من النظام ولو أنه حورب في بداية دخوله إلا أنه أسهم في ضبط المخالفين والتقليل من الحوادث والخسائر المادية والبشرية».

وقال المقيم الباكستاني ألماس مظهور إن المقيم لا يلتزم لأنه يرى أن المواطن يخالف هذه الأنظمة ويتهاون فيها، فبالتالي يرى نفسه أولى بهذه المخالفات، خاصة في ظل عدم وجود عقوبات رادعة وكاميرات مراقبة مما يشعره بالأمان، بينما في الخارج يلتزم لخوفه من مواطن تلك البلاد، إذ لا يقبل أن تنتهك القوانين في بلده فضلا عن الالتزام بها من قبله، وكذلك وجود كاميرات مراقبة تنتشر في الشوارع والأماكن العامة.

عقوبات بديلة

ورأت المشرفة التربوية مريم البلوي أن تستبدل العقوبات المالية في بعض المخالفات بالعقوبات البديلة، مثل خدمة المجتمع والمشاركة في تنظيف الأماكن العامة والمتنزهات، خاصة في مجال وقوع المخالفة، مؤكدة أنها ستكون رادعة لأن أغلب المخالفات تقع ممن يرى أن عامل النظافة مثلا ملزم برفع مخلفاته أوتنظيف الشوارع والأماكن العامة ويأنف عن رفعها أو تنظيفها بنفسه.

وأكدت المعلمة مشايخ المرعي أن الوازع الديني وارتفاع الإحساس بالمسؤولية والمواطنة الصالحة يجب أن تكون هي القاعدة التي ننطلق من خلالها لتعديل كل السلوكيات المخالفة.

مخالفات الذوق العام

  • استخدام الإضاءة الشديدة والمؤذية في الطرق والمرافق العامة

  • إلقاء أعقاب السجائر وعلب وقوارير المشروبات وبقايا الطعام

  • قطع وإحراق الأشجار في الأماكن الخلوية والمرافق العامة

  • ترك الأثاث والسيارات الخربة ونحوها في الطرق والشوارع

  • الظهور في الأماكن العامة باللبس الداخلي أو غير المحتشم

  • تعاطي التدخين أو ما في حكمه في الأماكن الممنوعة

  • تربية الحيوانات وسط الأحياء والمباني السكنية

  • مخالفات تمارس بحق المساجد والمصليات

  • دخول المساجد بملابس غير نظيفة أو تنبعث منها روائح كريهة

  • رفع صوت الموسيقى في الأماكن والسيارات القريبة من المساجد

  • إعاقة طريق المصلين أو بيع البضائع في ساحات المساجد

  • إزعاج طمأنينة بيوت الله بأصوات الأجهزة الالكترونية

  • ممارسة التسول أمام أبواب المساجد أو داخلها

  • تشويه أو سوء استخدام فرش ومحتويات المساجد والمصليات