مطارات المملكة و«دابة» أول طيار سعودي
الأربعاء - 03 يوليو 2019
Wed - 03 Jul 2019
ما يعرفه أغلب الناس عن عبدالسلام سرحان هو أنه أول طيار سعودي، وهذه حقيقة تاريخية.. حيث حلّق في سماء جدة لمدة قصيرة «20 دقيقة» عام 1923م بالطائرة الإنجليزية DH-9. هذه الـ 20 دقيقة كانت كفيلة بدخول الطيار عبدالسلام سرحان التاريخ، لكن ما لا يعرفه أغلب الناس هو أن الطيار عبدالسلام سرحان قد أخذ على عاتقه مهمة في غاية الصعوبة، وهي تحديد مهابط الطائرات والمطارات في المملكة.
لنتخيل سويا شكل هذه المعاناة، تحديد مواقع مطارات في بلد لا توجد فيه وسائل مواصلات ولا طرق معبدة، صحراوية في منطقة وجبلية في أخرى. لقد استخدم عبدالسلام سرحان الدواب «الجمال والحمير» لكي ينتقل من منطقة إلى أخرى، محددا أغلب مواقع مطارات المملكة. معاناة بمعنى الكلمة. يمكث في كل منطقة بالأسابيع راصدا سرعة الرياح واتجاهاتها، ودرجة حرارة المكان، ثم يحدد المكان المناسب للمهبط، مستعينا بالبوصلة اليدوية فقط. ربما كان أشهر مهبط تم تحديده عن طريق عبدالسلام سرحان هو المهبط الترابي في جدة أمام بحيرة الأربعين في البغدادية.
كان عبدالسلام يجوب المملكة على ظهور «الجمال والحمير طوال الوقت»!! يحكى أنه ذات مرة - وحين كان عائدا من إحدى الرحلات - توجه إلى الإدارة المالية، مطالبا بمصروفات إحدى رحلاته، فحصلت مشادة كلامية بينه وبين شخص يدعى محمد ملا، أحد مدققي الحسابات. كانت نقطة الخلاف بينهما «كمية العلف التي التهمها حمار عبدالسلام سرحان» في السفر. هذه القصة الحقيقية جعلت أحد رواد الطيران في المملكة، الأستاذ حمزة الدباغ، رحمه الله، يتوقف عندها – وهو راوي القصة - ليقول «إن الرجل الطيب عبدالسلام سرحان قد تكبد مشاق السفر على ظهور الدواب لإنجاز مهمة تضع المملكة في مصاف الدول التي تستخدم أحدث وسيلة مواصلات. إنه أمر عظيم أن تسعى دولة لتحديث وسائل المواصلات في صحراء شاسعة، حتى باستخدام الدواب، وهو أمر لا أعتقد أنه تكرر في أي مكان آخر في العالم».
نعم، بالجمال والحمير قام عبدالسلام بتحديد مواقع المطارات، لكن ذلك لم يؤثر في جودة اختياره للمواقع، فبعد صدور الإجراءات والسياسات الفنية الخاصة بتشييد المطارات المدنية في معاهدة شيكاغو، أصبحت تلك الإجراءات حجة قانونية للمقاييس التي اعتمدها واستخدمها عبدالسلام سرحان، والتي كانت محل جدل بين المهتمين بمواقع المطارات.
عبدالسلام سرحان يستحق أن يكون له «نصب تذكاري» يوضع في أحد المطارات الدولية تقديرا له، رحمه الله، حتى يعلم الجميع، مواطنين وزوارا، أنه لم يكن فقط أول طيار سعودي، بل كان رائدا من رواد صناعة البنية التحتية للطيران في المملكة!
ALSHAHRANI_1400@
لنتخيل سويا شكل هذه المعاناة، تحديد مواقع مطارات في بلد لا توجد فيه وسائل مواصلات ولا طرق معبدة، صحراوية في منطقة وجبلية في أخرى. لقد استخدم عبدالسلام سرحان الدواب «الجمال والحمير» لكي ينتقل من منطقة إلى أخرى، محددا أغلب مواقع مطارات المملكة. معاناة بمعنى الكلمة. يمكث في كل منطقة بالأسابيع راصدا سرعة الرياح واتجاهاتها، ودرجة حرارة المكان، ثم يحدد المكان المناسب للمهبط، مستعينا بالبوصلة اليدوية فقط. ربما كان أشهر مهبط تم تحديده عن طريق عبدالسلام سرحان هو المهبط الترابي في جدة أمام بحيرة الأربعين في البغدادية.
كان عبدالسلام يجوب المملكة على ظهور «الجمال والحمير طوال الوقت»!! يحكى أنه ذات مرة - وحين كان عائدا من إحدى الرحلات - توجه إلى الإدارة المالية، مطالبا بمصروفات إحدى رحلاته، فحصلت مشادة كلامية بينه وبين شخص يدعى محمد ملا، أحد مدققي الحسابات. كانت نقطة الخلاف بينهما «كمية العلف التي التهمها حمار عبدالسلام سرحان» في السفر. هذه القصة الحقيقية جعلت أحد رواد الطيران في المملكة، الأستاذ حمزة الدباغ، رحمه الله، يتوقف عندها – وهو راوي القصة - ليقول «إن الرجل الطيب عبدالسلام سرحان قد تكبد مشاق السفر على ظهور الدواب لإنجاز مهمة تضع المملكة في مصاف الدول التي تستخدم أحدث وسيلة مواصلات. إنه أمر عظيم أن تسعى دولة لتحديث وسائل المواصلات في صحراء شاسعة، حتى باستخدام الدواب، وهو أمر لا أعتقد أنه تكرر في أي مكان آخر في العالم».
نعم، بالجمال والحمير قام عبدالسلام بتحديد مواقع المطارات، لكن ذلك لم يؤثر في جودة اختياره للمواقع، فبعد صدور الإجراءات والسياسات الفنية الخاصة بتشييد المطارات المدنية في معاهدة شيكاغو، أصبحت تلك الإجراءات حجة قانونية للمقاييس التي اعتمدها واستخدمها عبدالسلام سرحان، والتي كانت محل جدل بين المهتمين بمواقع المطارات.
عبدالسلام سرحان يستحق أن يكون له «نصب تذكاري» يوضع في أحد المطارات الدولية تقديرا له، رحمه الله، حتى يعلم الجميع، مواطنين وزوارا، أنه لم يكن فقط أول طيار سعودي، بل كان رائدا من رواد صناعة البنية التحتية للطيران في المملكة!
ALSHAHRANI_1400@