عاصم الطخيس

عائقة «العاصوف» ليست مجرد نص

الجمعة - 14 يونيو 2019

Fri - 14 Jun 2019

انتهى شهر رمضان الكريم، ومعه انتهى الاستعراض الأولي للمسلسلات السعودية والخليجية إلى إشعار آخر كما جرت العادة منذ عقود من الزمن. «مسلسل العاصوف» الذي لاقى مساحة جدل واسعة يمكن اعتباره من المسلسلات التي لم تفتقر لنص سيناريو حقيقي فحسب، بل في توظيف مُنتج ذي خبرة عالية في استقطاب الكفاءات من كاتب سيناريو، ومخرجين وممثلين وطاقم العمل بشكل عام. وإضافة إلى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من انتقادات بدهية، سأستعرض في هذا المقال بعض النقاط التي لا يمكن تجاهلها إذا كانت الرغبة حقيقية في إنقاذ الدراما السعودية ورفع مستوى الإنتاج السينمائي المحلي.

- الزمان والمكان:

منذ بدء مشاهدتنا للمسلسل لم نر أي إشارة توضيحية للزمان والمكان، مع وجود انتقالات زمني كبيرة بين الحلقات، على سبيل المثال: حي المربع، الرياض، عام 1975م، وهكذا.. لأن الرياض كانت عبارة عن أحياء عدة فقط، وذكر اسم للحي يقربها للمشاهد وتزيد المصداقية، ومن الأخطاء الزمنية أيضا تلك التي نرى فيها مثلا «زوجة حمود» حامل في حلقة وبعد حلقتين تلد ويكون الطفل بعمر السنة ونصف السنة أو السنتين.

- الحبكة الدرامية:

قد يلحظ المشاهد التشتت في عدد كبير من المشاهد من ناحية ترابط القصة وعلاقتها بما حدث سابقا. القصة تُحكى من منظور «خالد الطيان» في الحلقة الأولى، وبعدها نصبح في دوامة من وجهة نظر من نتبع، ويعود ذلك لكون الكاتب استخدم المنظور الأول في البداية، وبعد ذلك أصبح يتنقل بين المنظورين الثاني والثالث بشكل عشوائي وغير مدروس وهنا تكمن المعضلة؛ فمثل هذه المسلسلات التي تحكي حقبة زمنية معينة يكون من المفترض أن تُحكى بالمنظور الثالث الواسع وهو الأشمل والأوضح. في الوقت الذي كانت فيه الرياض تحوي عوائل عدة تم حصر حيثيات القصة في عائلة واحدة فقط وهي عائلة «الطيان»، وإن أخذنا المنظور الثالث الواسع يمكننا التعمق في ثلاث أو أربع عوائل على الأقل، ونعيش اختلاف طريقة معيشة كل عائلة، وبذلك نتجاوز جلسة الشاي والقهوة والكراث التي أخذت 70% من المشاهد.

- الشخصيات:

جميع الشخصيات دون استثناء هي من البُعد الواحد النمطي، فهي إما خيرة أو شريرة، وهي يعتبر من أضعف أنواع الشخصيات، كما يمكننا ملاحظة عدم تطور الشخصيات طوال الثلاثين حلقة، فهي منذ بدأت حتى انتهت نفسها. أيضا، من المغالطات في تركيبة الشخصيات، والتي كانت واضحة، هي شخصية «جهير» التي كانت لا تعرف شيئا في الجزء الأول وشخصيتها شبه ضعيفة إلى شخصية من العام 2019م، حتى انقلبت لتكون الند للند مع شخصية «خالد»، وهذا التطور الفجائي لم يكن له مقدمات، بل وضعت كاملة من بداية الجزء الثاني، وهذا ما لا يمكن تصديقه. كما تلا ذلك ظهور بعض الشخصيات فجأة مثل أبناء «محمد الطيان» وهم رجال، ونراهم مع بداية أحداث الحرم، أي في منتصف المسلسل، وهذا من أوضح الأخطاء، حيث لا يمكننا كمشاهدين ربط هذه الشخصيات بما يجري، واستلزم توضيح ذلك مرات عدة في الحوارات، وهو ما يعرف بـ «تلقيم المعلومة للمشاهد» والذي يعرف بمصطلح «Info dumps».. وفي المقال المقبل سنفصل في هذه النقاط.

AsimAltokhais@