مرشد يستنطق ذاكرة المدينة الاجتماعية

يحاول المؤرخ والباحث المديني أحمد مرشد في كتابه الجديد "أهل المدينة المنورة، عادات وتقاليد، لهجات وأمثال" أن يقترب أكثر من روح المدينة المنورة المكان والحياة اليومية البسيطة، وكما يصفها "أيام زمان".

ويضع في مقدمة كتابه الصادر أخيرا قصيدة باللهجة المحكية للشاعر عبدالوهاب هاشم نجدي، يسترسل فيها بذكر عادات وتقاليد أهالي المدينة في السقاية واستقبال الضيوف والألعاب وحتى طبيعة ومكونات منازلهم قديما يقول في مستهلها:
فينك يا أيام زمان ليه رحتي وسبتينا
ليت اللي جرى ما كان ليت حلاوتك تعود لينا
وبعكس سلسلة كتبه الرصدية السابقة التي تبرز بها سمة الرصد التاريخي، يستنطق مرشد والذي يعد واحدا من أكثر المعنيين بجمع تراث المدينة القديم ذاكرته، ليستعرض كيف كان المدنيون يستعملون الإضاءة قديما بواسطة المصابيح القديمة مثل: اللمبة، الأتاريك، لمبات الزيت، والتي كانت منتشرة في جميع الدور.

ويرسم صورة عن اللهجات الدارجة من خلال أجزاء المنزل: المقعد، القاعة، العتبة، النملية، الحنفية، تنكة وغيرها من مسميات بدأت تندثر اليوم.

دكة جلال
ووثق مرشد عبر الصور لأماكن في المدينة لعبت دورا كبيرا في تاريخها الاجتماعي وربما لم يعد يعرفها اليوم سوى كبار السن مثل "دكة جلال" وهي موضع يقع شرقي جبل سلع وغربي ثنية الوداع، ومن إطلالته تظهر المدينة شبه كاملة، واستقبل الناس فيها سابقا الحجاج بعد صلاة المغرب، مشيرا أن الذي بناها بحسب ما رشح له عبدالله إلياس.

واستعرض أشهر أربطة المدينة كالآتي:
- رباط سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

- خالد بن الوليد.

- الجبرتي.

- الباشا.

- وقف الصديقي "مظهر الفاروقي".

- تكية الشيخ مظهر.

- النخلة.

- الميمن.

- النجارية.

حارات المدينة
وإضافة لعادات أهالي المدينة في الأعياد والأكل والمسير لمكة، يرسم مرشد صورة دقيقة لحواري المدينة بينها: الساحة، حارة الأغوات، زقاق الطيار، المناخة، العنبرية، باب المجيدي، أرض محبت مستعرضا تاريخ نشأتها، وتسميتها ويسلط الضوء على جانب من مكوناتها الاجتماعية والدور الذي لعبته.

وخصص مرشد قسم وثق فيه لعدد واسع من أمثال المدينة والألعاب الشعبية التي كانت تمارس صيفا وشتاء بينها:
طبطب، العجل، لب البيت، والكبوش، المزاويق، الدحل، البربر وغيرها.

ويمتلك مرشد في منزله أرشيفا لعدد واسع من صور المدينة وأرشيفا صوتيا، إضافة لمكتبة تضم جانب من المخطوطات عن المدينة.