محمد الحربي

صمم مستقبلك

السبت - 04 مايو 2019

Sat - 04 May 2019

يقوم أساتذة الجامعات بأدوار محورية لمساندة الطلبة وتعزيز قيمهم وأفكارهم وتوجهاتهم الآنية والمستقبلية.

وتعزيزا للدور الحيوي لأستاذ الجامعة استخدم أستاذان بجامعة كولومبيا برامج «التفكير التصميميDesign Thinking» لمساعدة الطلبة لإعادة تخيل حياتهم المهنية.

يشير مصطلح التفكير التصميمي إلى الطرائق والعمليات المستخدمة لبحث المشاكل الغامضة واكتساب المعلومات وتحليل المعارف وطرح الحلول الإبداعية.

تطرق فرانك فاغنر في تقرير بمجلة فوربس (يناير 2019) إلى برنامج صمم مستقبلك الذي عقد بجامعة كولومبيا لتصميم المشاريع بتطبيق التفكير التصميمي، وهي تقنية لحل المشكلات تتضمن استكشاف التحديات المعقدة وإعادة صياغتها لتوليد حلول مبتكرة.

ويذكر فاغنر أن جامعة ستانفورد أطلقت برنامجا أسمته «صمم حياتك»، وتمت دعوة الطلبة إلى برنامج تجريبي مدته ثلاثة أسابيع، استخدم خلاله التفكير التصميمي لمساعدتهم على التفكير في الماضي من أجل تقييم الحاضر وتصميم المستقبل ومواجهة مرحلة انتقالية في حياتهم بطرق مبتكرة ومختلفة. ويشير موقع entrepreneuralarabiya.com إلى أن جامعة ستانفورد أعدت نموذجا للتفكير التصميمي تضمن خمس مراحل:

1 - التقمص Empathize: ضع نفسك مكان المستفيد لتتعرف على مشكلاته وتحدياته، وما يعجبه ويجذبه ويسعده وما لا يستحسنه.

2 - التعريف Define: فلترة المعلومات التي جمعتها في المرحلة الأولى لتحديد نوعية المشاكل الموجودة واختيار مشكلة تهم قطاعا عريضا من المستفيدين.

3 - التفكير بإبداع Ideate: وهي مرحلة العصف الذهني الذي يتم في مجموعات لتطوير الأفكار والخروج بأكبر عدد ممكن من الأفكار وتشجيع الأفكار غير التقليدية.

4 - النموذج المبدئي Prototype: بعد التوصل للحل، صمم المنتج أو الخدمة.

5 - التجربة والاختبار Test: اجعل المستفيد يقيم ما توصلت إليه من منتج أو خدمة لتعرف إن كانت مناسبة للمستخدم أم تحتاج إلى تعديل.

استعرض فاغنر الجلسة الأولى من آخر برامج «صمم مستقبلك»، والذي عقد بجامعة ستانفورد عام 2018، حيث دون كل طالب أفكاره على شكل جداول للهوايات والشغف والعمل والمزعجات واللحظات الحرجة في حياتهم، وكذلك «مقاييس الطاقة»، وهي رصد من سطر واحد ليوم عادي، مع علامات تشير إلى المهام الملهمة، وتلك المرهقة. وفي الأسبوع الثاني من البرنامج يبدأ المشاركون بتقييم الحاضر، وتحديد المهن والمسارات التي يعملون بها حاليا، يتم بعدها تشجيع الطلبة على تخيل بدائل غير تقليدية أو منطقية لمستقبلهم الوظيفي، وهي تلك المسارات المهنية التي سيطلب منهم ابتكارها بشكل أولي خلال الأسبوع الثاني للبرنامج، وذلك بتصميم نموذج لمسيرة مهنية كاملة وتجريب السلوكيات المطلوبة للمهن الجديدة التي يتخيلها كل مشارك.

أثناء الأسبوع الأخير للبرنامج يتشارك الطلبة نتائج تصميم أفكارهم الأولية التي حددوا فيها الحواجز التي تمنعهم من تحويل أحلامهم إلى حقيقة، وتحويل هذه الحواجز إلى فرص للعمل والنجاح، ومن هذه الأفكار:

- إذا استقلت من عملي الحالي كي أعمل بالتدريس في الخارج، فسأتخلف عن نظرائي.

- عندما أحتاج إلى أموال إضافية، يمكنني أن أعمل بوظيفة أخرى.

- يمكنني الاستفادة من خبراتي ومهاراتي في الحصول على وظائف مرموقة.

- هل الأفضل العمل في المجال الأكاديمي، أم الاتجاه إلى ريادة الأعمال؟

وفي ظل تحول مؤسسات التعليم العام والعالي نحو تجويد مخرجاتها التعليمية لتتوافق مع توجهات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، واحتياجات سوق العمل، يمكن الاستفادة من تجربة جامعة ستانفورد بتطبيق برنامج «صمم مستقبلك» في الجامعات السعودية من خلال تدريب الطلبة في مجموعات عصف ذهني، يقتصر دور أساتذة الجامعة فيها على التوجيه والتيسير دون قيود لتصميم رؤاهم وتجاربهم العملية الملهمة، وتحويل العقبات إلى لبنات لبناء مشاريع حياتهم المهنية المستقبلية، بما يتوافق مع قدراتهم وطموحاتهم ويعود بالنفع عليهم وعلى مؤسسات المجتمع بشكل عام.