من خطب الجمعة
الجمعة - 26 أبريل 2019
Fri - 26 Apr 2019
ما أقبح الإرهاب
«من المحزن جدا أن يرى المرء كثيرا من عادات الناس الاجتماعية تتقاذفها مضارب التكلف في اتجاهات شتى تخرجها عن سيطرة العقل والمنطق، إما هروبا من تغيير وإما طلبا للمباهاة وإما شدا لانتباه الآخرين، فثمة تكلف في الكرم وتكلف في الأفراح، بل وتكلف في أحزان العزاء، وكم من عادات أوقعت أصحابها في ديون وحقوق وفرقت بين أسر ومحقت بها بركة في النفس والمال والولد، وما أكثر القريبين الذين أبعدهم التكلف، وأهل الكرم الذين أفقرهم، والمستورين الذين كشفهم.
إن الإسلام يحض على الكرم وينهى عن التكلف، ويحب الجمال لكنه يبغض التصنع، والمسلم الواعي لا يتكلف ولا يكلف غيره، مشيرا إلى أن التكلف والتصنع عدو القناعة والرضا، وأن المتكلف لن يذوق طعم الراحة حتى يتركه، ولن يتركه حتى يلزم القناعة فإنها ترفع النفس إلى علو لا تبلغه بالتكلف.
ومن أخطر ضروب الغلو والتنطع هو الغلو المفضي بصاحبه إلى سلوك مسالك التكفير واستحلال أمن الناس ودمائهم لهتكه إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الملل قاطبة وهي ضرورة حفظ الدماء؛ لأن المغالين المتنطعين يقودهم غلوهم إلى التكفير جزافا فيستحلون بسببه دماء المعصومين، فيرهبون ويهلكون ويفسدون والله لا يحب الفساد، فإن هؤلاء وأمثالهم أول واقع فيما يحفرونه من حفر، لا تخرج منهم فئة إلا محقها الله، يمقتهم الصغير والكبير والأعمى والبصير، فقد نقضوا بعد غزل وقطعوا بعد فتل، فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى ومن الحور بعد الكور.
ما أقبح الإرهاب وما أنذله بدأ بصاحبه فقتله، هتك شرع الله وأمن المجتمع ولحمة الأمة، والله جل وعلا يقول (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)».
سعود الشريم - المسجد الحرام
إجرام عظيم
«الحدود والعقوبات التي تقع على الجاني فيها خير، فهي تطهره وتكفه عن ارتكاب مثلها وهي زاجرة لغيره عن اقتراف الجنايات والحدود، وهي تكفير للذنب فإن الذنوب التي فيها محاربة لله ولرسوله والإفساد في الأرض لا يطهر الحد صاحبها قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
إقامة الحدود فيها إحسان إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظ لأمنه واستقراره وحرماته عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا).
إن أفضل الإحسان إلى الخلق دفع العقوبات القدرية بالعمل على تطبيق الأحكام الشرعية، فمن عظيم رحمة الله بنا أن شرع لنا ما فيه إحسان إلى أنفسنا وما فيه إحسان إلى الخلق فربكم الغفور الودود الرحيم العليم الحكيم الغني الكريم، ومن أعظم ما شرعه الله تعالى هذه الزكاة التي يذكرنا بها هذا الشهر المبارك الكريم، والموسم العظيم، ففيها من الإحسان إلى النفس وفيها من الإحسان إلى الخلق.
إن الحادث الأليم الذي استهدف مقر بعض رجال الأمن الأحد الماضي حادث أثيم وإفساد في الأرض وإجرام عظيم وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب.
لقد كنا نأمل أن يعتبر هؤلاء الذين زين لهم الشيطان أعمالهم بالأحداث التي خلت فيرجعوا إلى الصواب ويكفوا عن الإرهاب ولكن بان منهم الإصرار، ومن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد فلن يضر إلا نفسه».
علي الحذيفي - المسجد النبوي
«من المحزن جدا أن يرى المرء كثيرا من عادات الناس الاجتماعية تتقاذفها مضارب التكلف في اتجاهات شتى تخرجها عن سيطرة العقل والمنطق، إما هروبا من تغيير وإما طلبا للمباهاة وإما شدا لانتباه الآخرين، فثمة تكلف في الكرم وتكلف في الأفراح، بل وتكلف في أحزان العزاء، وكم من عادات أوقعت أصحابها في ديون وحقوق وفرقت بين أسر ومحقت بها بركة في النفس والمال والولد، وما أكثر القريبين الذين أبعدهم التكلف، وأهل الكرم الذين أفقرهم، والمستورين الذين كشفهم.
إن الإسلام يحض على الكرم وينهى عن التكلف، ويحب الجمال لكنه يبغض التصنع، والمسلم الواعي لا يتكلف ولا يكلف غيره، مشيرا إلى أن التكلف والتصنع عدو القناعة والرضا، وأن المتكلف لن يذوق طعم الراحة حتى يتركه، ولن يتركه حتى يلزم القناعة فإنها ترفع النفس إلى علو لا تبلغه بالتكلف.
ومن أخطر ضروب الغلو والتنطع هو الغلو المفضي بصاحبه إلى سلوك مسالك التكفير واستحلال أمن الناس ودمائهم لهتكه إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الملل قاطبة وهي ضرورة حفظ الدماء؛ لأن المغالين المتنطعين يقودهم غلوهم إلى التكفير جزافا فيستحلون بسببه دماء المعصومين، فيرهبون ويهلكون ويفسدون والله لا يحب الفساد، فإن هؤلاء وأمثالهم أول واقع فيما يحفرونه من حفر، لا تخرج منهم فئة إلا محقها الله، يمقتهم الصغير والكبير والأعمى والبصير، فقد نقضوا بعد غزل وقطعوا بعد فتل، فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى ومن الحور بعد الكور.
ما أقبح الإرهاب وما أنذله بدأ بصاحبه فقتله، هتك شرع الله وأمن المجتمع ولحمة الأمة، والله جل وعلا يقول (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)».
سعود الشريم - المسجد الحرام
إجرام عظيم
«الحدود والعقوبات التي تقع على الجاني فيها خير، فهي تطهره وتكفه عن ارتكاب مثلها وهي زاجرة لغيره عن اقتراف الجنايات والحدود، وهي تكفير للذنب فإن الذنوب التي فيها محاربة لله ولرسوله والإفساد في الأرض لا يطهر الحد صاحبها قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
إقامة الحدود فيها إحسان إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظ لأمنه واستقراره وحرماته عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا).
إن أفضل الإحسان إلى الخلق دفع العقوبات القدرية بالعمل على تطبيق الأحكام الشرعية، فمن عظيم رحمة الله بنا أن شرع لنا ما فيه إحسان إلى أنفسنا وما فيه إحسان إلى الخلق فربكم الغفور الودود الرحيم العليم الحكيم الغني الكريم، ومن أعظم ما شرعه الله تعالى هذه الزكاة التي يذكرنا بها هذا الشهر المبارك الكريم، والموسم العظيم، ففيها من الإحسان إلى النفس وفيها من الإحسان إلى الخلق.
إن الحادث الأليم الذي استهدف مقر بعض رجال الأمن الأحد الماضي حادث أثيم وإفساد في الأرض وإجرام عظيم وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب.
لقد كنا نأمل أن يعتبر هؤلاء الذين زين لهم الشيطان أعمالهم بالأحداث التي خلت فيرجعوا إلى الصواب ويكفوا عن الإرهاب ولكن بان منهم الإصرار، ومن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد فلن يضر إلا نفسه».
علي الحذيفي - المسجد النبوي
