برجس حمود البرجس

تسريع النقل الداخلي والخارجي للمعلمين

الأربعاء - 24 أبريل 2019

Wed - 24 Apr 2019

«حركة النقل الداخلي» و«حركة النقل الخارجي» للمعلمين متابعة بشغف من قبل المعلمين والمعلمات الذين يرغبون في الانتقال من مدرسة إلى أخرى، سواء في نفس المدينة أو نفس المنطقة أو بين المناطق، قائمة طويلة ويستغرق البعض أكثر من عشر سنوات للانتقال إلى المكان المناسب له.

النقل الداخلي يحدث مرة في السنة بعد أن يتقدم له المعلمون والمعلمات الراغبون في تغيير مدارسهم، وكذلك النقل الخارجي مرة في السنة، وربما تعود الأسباب إلى السماح بالانتقال في العطل الصيفية لكيلا تربك جداول المعلمين والطلبة واعتيادهم على المعلم في تلك السنة. طبعا الانتقال حسب شروط وضوابط وضعتها الوزارة وإدارات التعليم، منها البديل المناسب حسب التخصص والمرحلة والشهادة وعدد سنوات الخدمة وتقييم أداء المعلم ونقاط للتطوير الذاتي والمشاركات وغيرها، وطبعا هناك حالات طارئة وظروف قاهرة لهم أفضلية مراعاة لظروفهم ويحصلون على النقل بشكل أسرع حسب الرغبة.

نتائج النقل دائما غير مرضية، حيث يتقدم سنويا للنقل (داخلي وخارجي) حوالي 150 ألف معلم ومعلمة (أي تقريبا ثلث المعلمين والمعلمات بالمملكة) يرغبون في تغيير مدارسهم لمدن أخرى أو أحياء أخرى في نفس المدن، فهذه السنة تم قبول 20% فقط من المتقدمين للنقل الخارجي، والذين وصل عددهم إلى 75 ألفا.

أسباب النقل عادة تكون إما للرغبة أو لظروف صعبة، ولكنها ليست ضمن الشروط المحتمة للنقل التي وضعها «التعليم»، فمثلا هناك تفضيل للمعلم الذي يرغب الانتقال للمدينة التي يعيش بها والداه المسنان أو المريضان ليشرف ويتشرف برعايتهما بعد أن أصبحا عاجزين أو ربما مريضين، «التعليم» يشترط أن يكون هو العائل الوحيد لهما ليحصل على نقل دون شروط. ماذا لو كان له أخ أو أخت في نفس المدينة يعول والديه وهذا المعلم يرغب في المشاركة والتناوب مع أخيه برعاية والديه، هذا ليس ضمن شروط التفضيل عند الوزارة، ولكنه مهم جدا بالنسبة للمعلم. كذلك المعلم الذي يرغب بالعيش في المدينة التي يعيش بها بقية عائلته وليس المدينة التي عين بها، إما للسكن مجانا في منزل والديه أو لأسباب أخرى، هذه جميعها أسباب مهمة للمعلم، ولكن لا ينظر لها ضمن معايير التفضيل وشروط النقل.

حديثنا خلال السنوات الثلاث الماضية عن تطوير «التعليم» (الجدي)، ومن أهم عناصره تطوير المعلم والمعلمة وتسخير العوامل لخلق بيئة عمل مناسبة لهم ليركزوا على التطوير والابتكار، فمن الأولى إيجاد آليات مناسبة لكثير من العوامل والعناصر ومن أهمها تسهيل النقل الداخلي والخارجي النهائي أو حتى النقل المؤقت كأن ينتقل المعلم مع ابنته ليرافقها فترة دراستها الجامعية في مدينة أخرى لأربع أو خمس سنوات.

الآليات التي يعمل بها حاليا لا تناسب (ثلثي) المتقدمين لطلب النقل الداخلي والخارجي وعددهم 150 ألف معلم ومعلمة سنويا، وتبدو غير مقنعة، حيث إنها تفتقد إلى المرونة والسرعة وكأنها عملية (تبادل معلمين ثنائي الحركة)، «التعليم» بحاجة إلى مرونة أكثر وأسرع تواكب التغيرات والتطوير الذي تستهدفه القطاعات الحكومية.

يفترض عمل برنامج (تطبيق) لنقل المعلمين الداخلي والخارجي، ويكون تسجيل الدخول له بالتوثيق من خلال برنامج «أبشر»، ويكون البرنامج ذكيا جدا يقرأ معلومات المعلم والمعلمة بالكامل من قاعدة البيانات الخاصة بالوزارة، ويستطيع المعلم تسجيل رغباته.

يبقى التطبيق متاحا طوال السنة يعمل بطريقة ذكية، حيث تكون حركة النقل ثلاثية ورباعية وخماسية وأكثر (تبادل بين عدة معلمين غير مباشر، الأول ينتقل مكان الثاني والثاني مكان الثالث والثالث مكان الرابع والرابع مكان الأول)، حيث يتم التوافق والموافقة للنقل حسب التخصصات والمعايير التي تضعها الوزارة.

ربما تتحفظ الوزارة على السماح بالنقل مرتين أو ثلاثا بالسنة، ولكن التطبيق والمحاولات يبقيان مفتوحين طوال السنة للمعلمين والمعلمات لكيلا يكون التقديم بالطريقة التقليدية، بل تتاح جميع الخيارات والمرونة والشفافية.

ربما خصخصة هذا العمل تتيح مرونة أكثر وشفافية وحرية في تغيير الخيارات حسب شفافية المعلومات الكاملة تجعل التنقل أكثر مرونة من اليوم.

Barjasbh@