عبدالله محمد حريري

الدعيلج.. ورحلة الأيام

السبت - 30 مارس 2019

Sat - 30 Mar 2019

لهذا العنوان شقان، الأول يختص بمؤلف الكتاب، والثاني بالكتاب ذاته، وليس هذا الكتاب هو الأول، بل الـ 20 من المؤلفات، ولن يكون الأخير، لأن هناك مؤلفات أخرى تحت الطبع.

الكتاب الذي حديثنا عنه يقع في 485 صفحة، وتحليله سيكون ضعيفا، لأن مؤلفه تقلب في حياته بين التربية والتعليم والإعلام المقروء الذي أخذ النصيب الأكبر في حياته، وذلك من خلال رئاسته لصحف ومجلات، فكيف لا يكون كتابه «رحلة الأيام» في نفس مستوى الأعمال الصحفية التي أشرف عليها لعقود من الزمن، ويكفي اختيار العنوان الذي يجذب إليه القارئ، وإن أردت أن أعطي بعض ما احتواه الكتاب، فهو جمع كل ما عاشه الكاتب منذ ولادته حتى إخراج مؤلفه، وكان شفافا أمينا في المعلومات، دقيق في نقل الأحداث، منصفا لمن عايشهم من أسرته الكبيرة، وأقاربه، ورفاق دربه، وأصدقائه، ومعارفه، معبرا عنها بالصور التي احتفظ بها، وكانت خير شاهد ودليل لمسيرة حياته التي عاشها، وتنقل فيها بين المدن والدور وتقلب المناصب.

أما شخصية المؤلف فتعد من النوادر في وقتنا الحاضر، محبا ومتمنيا الخير للجميع، صاحب ابتسامة لا تكلف فيها أو مجاملة، إذا لم يرق له أمر تجده على وجهه، لا يضمر شيئا في نفسه من الخبث، بل هو صريح في حديثه ومعاملته، صاحب وفاء حتى مع من اختلف معهم في يوم من حياته، ليس صاحب اقتصاص لشيء في نفسه، بسيط في حياته، رغم انتمائه لأسرة دينية واجتماعية عريقة، يطغى على حياته التواضع، صاحب مواقف، يتغاضى عن الإساءات، يعمل ما بوسعه كي لا يخسر أصدقاءه، ويلتمس لهم العذر - ليس كما نراه اليوم من البعض للأسف الشديد.

صقلت حياته بين التعليم والإدارة والصحافة، ومع كل هذه المسيرة كان صاحب طموح وعلو همة، فواصل مسيرته العلمية مع التعليمية والعملية، حتى وصل للدرجات العلمية العالمية. أسلوبه في الكتابة أو المحاورة من النادر أن تجده اليوم، وله سابقاته الصحفية التي فاق بها عصره، لا يحب اغتياب الناس أو الحديث عنهم بغير ما يليق بهم، إذا قصد في حاجة فلا يتوانى عن القيام بها، ويكون سعيدا بذلك.

الحديث عن شخصية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالعزيز الدعيلج لا تكفيه هذه العجالة، وعن مكنون هذه الشخصية العلمية الأدبية الإدارية الإعلامية، أتمنى له حياة سعيدة وإنتاجا علميا آخر ليضاف إلى ما سبق له، ويكون أحد الروافد لأجيالنا الحاضرة.

كما آمل من وزارة الإعلام أن تكون لها جوائز لمثل هذه الشخصيات التي أسهمت في العمل الصحفي لعقود من الزمن، وأن تكون مؤلفاته ضمن قائمة محتويات الوزارة ومعارضها، متمنين التوفيق للجميع. والله من وراء القصد.