مانع اليامي

طريق نجران - جازان إلى مثواه الأخير ما لم يتم إنعاشه

الجمعة - 22 مارس 2019

Fri - 22 Mar 2019

لا يخفى على أحد أن مدن المملكة شهدت وما زالت تشهد معدلات تنموية تتصاعد يوما إثر يوم، يرادف ذلك تطور في كل المجالات، عطفا على التوجيهات السامية الرامية إلى تطوير مسيرة التنمية الشاملة، ويبقى الاهتمام الكبير بإنشاء الطرق وتحسين القائم منها من الشواهد الحية على حقيقة عزم الدولة على تحريك عوامل التنمية في كل جغرافيا الوطن.

بادئ ذي بدء، منهجية عمل تنفيذ رؤية الوطن العملاقة تستدعي ولادة مشاريع طموحة تترجم اهتمام القيادة ورعايتها للرؤية، وقد حدث هذا، كما تستدعي في الوقت نفسه تعزيز جهود أبناء الوطن وغاياتهم النهضوية، والأهم أنها تفرض عند من يفهمها ويقدر أهدافها من المسؤولين سرعة الإفراج عن المشاريع العملاقة المتأخرة أو التي تحبو قيد الدراسات والتفاهمات البيروقراطية التي تختل الآمال المجتمعية وتحنيها، مثل مشروع (طريق نجران - جازان) المشروع الحيوي الذي لا يختلف على أهميته اثنان، حيث تتجاوز منافعه العامة اختصار المسافات وتسهيل حركة النقل والسفر وتخفيف الضغط على طريق نجران - عسير، إلى فتح منافذ التنمية الشاملة في وجه كثير من القرى والمراكز والهجر النائية المأهولة بالسكان على امتداد الشريط الحدودي، ليس هذا فحسب، بل إن هذا المشروع مثلما يخفف الضغط على المدن فإنه يجمع مع ما تقدم جلب المنفعة المباشرة للمواطنين في أوجه مهمة بقيادة الصحية والتعليمية وعوائد مشاريع نقل المياه كمثال.

وهو يسهم أيضا بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة من باب إنعاش الحركة الاقتصادية بين ثلاث مدن، وإلى ذلك مد الوصل المباشر بين البحر الأحمر والربع الخالي، وفي هذا من العوائد الاستراتيجية المتصلة بالمصلحة العلياء للوطن ما لا تخطئه عين الفطين، وبالذات وقت اللزوم الأمني والإسعافي، علاوة على تسهيل عمليات ربط المشاريع الكهربائية على أقل تقدير.

باختصار، استكمال مشروع طريق نجران - جازان الذي يبدأ من ظهران الجنوب بعسير نقطة الربط كما يظهر، ضرورة لا تسبقها ضرورة عند المجتمع، على خلفية ما سيحققه من منافع تنموية عامة لا تنحصر في صالح منطقة دون أخرى، مما يحرك الأسئلة عن أسباب تأخير التنفيذ.

ولن أقول هنا ضبابية أقوال الجهات المعنية بشأنه، خاصة أن الشركة الهندسية الاستشارية المعنية قد حسمت مسار المشروع الحضري الحلم الذي طال انتظار اعتماده وتنفيذه، وأنتهي بهذا السبب إلى انقلاب سعادة الأهالي وانتكاسة أفراحهم بالمشروع الذي تسير عليه أحلامهم.

أنتهي هنا وقد بدا أن مشروع الطريق ينتقل إلى مثواه الأخير، والسؤال: هل لنا أن نسمع صوت وزارة النقل؟ وبكم يتجدد النقاء.

[email protected]