ما صنع السفهاء منا بنا..

وهكذا جاءت تفجيرات باريس مساء يوم الجمعة الماضي تأكيدا لعبث المتأسلمين منا.. عبث لا يحده دين ولا تؤطره قيم ولا يردعه عرف.. عبث تجاوز كل مفاهيم الإنسانية والتآلف والعيش المشترك.. تفجيرات لم تذهب بأرواح الأبرياء وحسب وإنما نسفت معها كل إمكانيات القبول والمؤازرة والتفاهم والتعاطف مع كل ما هو إسلامي ناهيك عما هو عربي..

وهكذا جاءت تفجيرات باريس مساء يوم الجمعة الماضي تأكيدا لعبث المتأسلمين منا.. عبث لا يحده دين ولا تؤطره قيم ولا يردعه عرف.. عبث تجاوز كل مفاهيم الإنسانية والتآلف والعيش المشترك.. تفجيرات لم تذهب بأرواح الأبرياء وحسب وإنما نسفت معها كل إمكانيات القبول والمؤازرة والتفاهم والتعاطف مع كل ما هو إسلامي ناهيك عما هو عربي..

الثلاثاء - 17 نوفمبر 2015

Tue - 17 Nov 2015



وهكذا جاءت تفجيرات باريس مساء يوم الجمعة الماضي تأكيدا لعبث المتأسلمين منا.. عبث لا يحده دين ولا تؤطره قيم ولا يردعه عرف.. عبث تجاوز كل مفاهيم الإنسانية والتآلف والعيش المشترك.. تفجيرات لم تذهب بأرواح الأبرياء وحسب وإنما نسفت معها كل إمكانيات القبول والمؤازرة والتفاهم والتعاطف مع كل ما هو إسلامي ناهيك عما هو عربي.. تفجيرات عززت مواقف المتشددين واليمين المتطرف المعادي لكل ما هو أجنبي بصفة العموم وكل ما هو إسلامي وعربي على وجه الخصوص.. وضعضعت وأضعفت مواقف اليسار والوسط وحتى يمين الوسط الأوروبي والغربي عموما.. أولئك المهتمين بقضايانا وعلاقاتنا والمؤيدين لمواقفنا والداعمين لكل ما يهمنا في المحافل الدولية..

جاءت تفجيرات باريس لتنسف كل مفاهيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على الآخر وقبوله والتعايش معه لتدفع نحو التحييد والرفض ولتعزز وتقوي مواقف الابتعاد والمناوأة والمعاداة وإبراز التكتل والاختلاف والمواجهة.. جاءت تلك التفجيرات لتجذر الفجوة وتعمق المسافة بين الشرق والغرب.. بين الإسلامي وغير الإسلامي.. بين العربي وغير العربي.. بين ديننا ودينهم.. وبين قيمنا وقيمهم بفضل عبث العابثين وبؤس الجاهلين وتشدد المتأسلمين.. جاءت لتنسف كل محاولات التحاور والتقارب والتفاهم والتعايش وكل ما سعى من أجله العقلاء والمعتدلون هنا وهناك لخلق حياة وتأمين عيش آمن كريم على سطح هذا الكوكب للجميع مع اختلاف الأديان والمفاهيم والأعراق.. لتسمو الإنسانية ويسمو المشترك ويرتقي الآدمي فوق المختلف والخاص والعبثي.. ليسود السلم والتآخي والتناغم بدلا من الاحتراب والعداء والمواجهة.. وليكون البناء بدلا من الهدم.. والعمار بدلا من الدمار.. وبعث الحياة بدلا من جلب الموت..

سيكون لهم بعدما حدث موقف منا.. فهل نلومهم؟ ستزداد كراهيتهم ويزداد تشددهم ويزداد تطلبهم ويزداد تمحكهم ويزداد تقعدهم وتعقيدهم.. وسينظرون لنا بمنظر الشك والريبة والخوف والتآمر والبدائية والهمجية ورائحة الدم.. لنا جميعا.. المعتدل والمتطرف.. العاقل والجاهل.. المسالم والمعادي.. المحب والكاره.. وسيقفون مع الآخر.. كل الآخر.. ضدنا وضد مصالحنا وضد حاجاتنا ومتطلباتنا ومصالحنا وقضايانا.. فهل نلومهم؟

هذا ما جلبه العابثون لنا.. وهذا ما صنعه المتنطعون بنا.. وهذا ما حققه المعادون للحياة.. المعادون للجمال.. المعادون للسلم.. الباحثون عن الموت والقبح والحرب والخراب والدمار.. ليتهم كانوا أبعد عنا في الدين.. وأبعد عنا في العرق.. وأبعد عنا في الوطن.. فالمؤسف ليس أن يلقوا جزاء ما صنعوا ويُقتلوا ويُصلبوا ويُشردوا ويُنفوا من الأرض.. لكن المؤسف والمؤلم حقا هو أن نلقى نحن جريرة ما صنع السفهاء منا بنا..