محمد حطحوط

نيوزيلندا.. الإسلاموفوبيا!

السبت - 16 مارس 2019

Sat - 16 Mar 2019

هيئ نفسك للأرقام التالية:

العمليات الإرهابية التي يرتكبها مسلم تحصل على 357 % تغطية إعلامية أكبر، مقارنة بعملية إرهابية يقوم بها مسيحي مثلما حصل قبل أيام في نيوزيلندا، عندما دخل مسيحي متطرف وأطلق الرصاص على المصلين، واستشهد أكثر من 49 مصليا بينهم أطفال ونساء.

هذا رقم صادم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ودليل انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وزيادة العمليات الإرهابية المتطرفة ضد المسلمين الأبرياء، إذ يمطر الإعلام الغربي متابعيه بتغطية مفرطة ضد المسلمين، مما يسبب ردة فعل عكسية متوقعة، عندما تمنح ظاهرة أكبر من حجمها الطبيعي! تخيل عملية إرهابية في نيويورك خلفها مسيحي متطرف أبيض، تحصد كمثال 100 عنوان في شاشات التلفزة، بينما لو قام بذات العمل إرهابي مسلم - فقط غيرنا دين الفاعل - سيحظى الخبر نفسه بتغطية تفوق عدد الأول بفارق ضخم جدا يتجاوز 357 %!!

هذا الرقم الضخم 357 %، في نسبة تغطية الأخبار الإرهابية التي خلفها مسلم هو نتاج بحث قامت به جامعة ألباما الأمريكية، حيث حصرت جميع الأحداث الإرهابية التي حدثت داخل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2006 حتى عام 2015، ووجدت الدراسة أن العمل الإرهابي الذي يقوم به غير المسلم يحصد متوسط 15 عنوانا إعلاميا فقط، بينما تغطية الأعمال الإرهابية التي يقف خلفها مسلمون يتضاعف معها الرقم ليصل المتوسط إلى 105! الجميل أن الدراسة أخذت في الحسبان عند المقارنة مستوى الحدث، فتتم المقارنة بين الأعمال الإرهابية المتقاربة في عدد القتلى، حتى تحصل على نتائج أكثر دقة، وخالية نوعا ما من الانحياز مع فئة دون أخرى.

الأكثر إيلاما في الدراسة أنه من عدد العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2008 و2016، قامت الجماعات اليمينية المسيحية المتطرفة بضعف العمليات الإرهابية التي خلفها مسلمون! وهذا كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية، يضع شاشات التلفزة والصحف في ورطة ثقافية بأنها بعيدة كل البعد عن الواقع والخطر الحقيقي الذي يهدد البلاد!

كيف تقوم بتغطية خطر المسلم بينما الخطر الحقيقي كما تقول لغة المنطق والأرقام هو التطرف اليميني المسيحي؟!

هذا انحياز ثقافي نفسي قد يحدث بوعي، وقد يحدث دون وعي، ولهذا تلاحظ تردد كثير من القنوات الأمريكية في إطلاق كلمة (إرهابي) على متطرف يميني أبيض، وتجد عبارات مثل (مختل عقلي) و(مريض نفسي) في انحياز اجتماعي لتفسير الظاهرة المربكة للماكينة الغربية.

mhathut@