ناصر الهزاني

تويتر والاستعانة بعلم الأعصاب لفهم السعوديين

الاثنين - 11 مارس 2019

Mon - 11 Mar 2019

في الآونة الأخيرة أصبح اهتمام الشركات الكبرى ومختلف قطاعات الأعمال بالبيانات اهتماما كبيرا، نظرا لما تمثله من قيمة لا تقدر بثمن، فهي كنز من العيار الثقيل، ولا سيما مع التحولات التي يشهدها العالم والاتجاه نحو الاستثمار في البيانات الخاصة بالمستخدمين.

الإعلام الرقمي وعبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة يمثل أهمية متزايدة لدى المغردين السعوديين، حيث يزداد دخول المستخدمين لمنصة توتير على سبيل المثال بشكل متسارع، ما يدلل على أن هذه المنصة الإعلامية لم تعد مجرد منصة للحديث والتواصل مع الأصدقاء ولكنها تجاوزتها لتصبح لاعبا رئيسا في المشهد الاتصالي اليوم في المملكة والعالم عموما.

هذا الوضع دفع بشركة توتير لإجراء دراسة بهدف فهم طبيعة المغردين السعوديين، حيث عملت بالتعاون مع شركة نيورو إنسايت في المملكة المتحدة بدراسة استهلاك الإعلانات الرقمية. ولكن هذه الدراسة لم تعمل بالطرق المعتادة التي تستخدمها الشركات الأخرى وإنما استعانت توتير هذه المرة بعلم الأعصاب لمحاولة فهم أعمق للمغردين السعوديين.

الدراسة التي تعد الأولى من نوعها هدفت إلى التعرف على طبيعة استهلاك المستخدم لمختلف أنواع المحتوى على أقوى منصات التواصل الاجتماعي في عالم الاتصال اليوم، وقد كشفت من خلال هذه الدراسة عن بيانات ضخمة ومعلومات دقيقة معمقة حول طبيعة اختلاف تقبل المحتوى المعروض بين المستخدمين السعوديين في البيئة الاتصالية المتنوعة.

الأسلوب الذي اتخذته نيورو إنسايت في دراستها كان يقوم على معرفة المعلومات من خلال تزويد المستخدمين بأقنعة وسماعات خاصة مزودة بحساسات دقيقة وتجهيزات متطورة بهدف قياس النبضات الكهربائية الصغيرة في الدماغ حينما يبدأ المشاركون باستخدام منصة توتير ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

نتائج هذه الدراسة أكدت لشركة توتير بحسب رئيس الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن «جمهورها منغمس فعلا ومرتبط ومتفاعل بدرجة عالية مع المحتوى الذي يستهلكه على المنصة، كما أن توتير تمثل المنصة الوحيدة التي ترتبط فيها الإعلانات بالاقتراب بدلا من الانسحاب، فجمهورها لا يعاني من مقاطعات الإعلانات خلال استهلاكه للمحتوى على المنصة».

دراسة شركة نيورو إنسايت عن المغردين السعوديين لم تكن الدراسة الوحيدة على الجمهور السعودي، وإنما سبقتها دراسة حديثة أخرى نشرت في المملكة أكدت على أن الميزة التي تتفوق فيها منصة توتير كونها بيئة مختلفة تتطلب قدرة وانتباها أكثر بين روادها، وهو ما يجعل الجمهور أكثر إقبالا عليها واستخداما لها لسهولة التعاطي معها كمنصة تواصل اجتماعية مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

إن اهتمام شركة توتير بمحاولة سبر أغوار طبيعة استخدام المغردين السعوديين لمنصتها يأتي ليؤكد أن السوق السعودي سوق كبيرة وواعدة في المنطقة، وتحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث العملية المتخصصة من قبل الجهات الحكومية والشركات الوطنية الرائدة لاستثمار هذه البيانات الضخمة، والتي تمثل قيمة إضافية للبلد إذا أحسن استثمارها في تطوير مختلف قطاعات الأعمال في المملكة.

@nalhazani