أسرار عقلية المراهق!
الأحد - 10 مارس 2019
Sun - 10 Mar 2019
لعلنا نلاحظ التغير الكبير في شخصية المراهق وقد يصل بنا الحال إلى مرحلة الصدمة، ومصدر الصدمة هو حكمنا على المراهق بأن عقله كان أنضج في مرحلة الطفولة! وذلك نتيجة التمرد والتهور الذي يظهر عليه. ولكن الصدمة الحقيقية هي في عدم فهمنا للتغيرات الكبيرة التي تحدث في دماغ المراهق! تقول د.فرنسيس صاحبة كتاب دماغ المراهق بأن دماغ المراهق مليء بالتناقضات والمادة الرمادية فيه وفيرة (العصبونات التي تشكل البنية الأساسية للدماغ) في حين يوجد شح في المادة البيضاء(الروابط التي تساعد في تدفق المعلومات بفعالية من جزء من الدماغ إلى آخر)، كما تؤكد أن الفص الجبهي للدماغ - وهو الجزء المسؤول عن الحكم والتحكم في الانفعالات والمزاج والعواطف - هو الجزء الأخير الذي ينمو في دماغ المراهق. لذا فإن الدماغ لا يعرف كيف ينظم نفسه بعد، وتم تشبيهه بأنه مثل سيارة السباق Ferraris ولكن بمكابح ضعيفة. وقد وجد بحث نشره معهد ماكس بلانك في برلين أن سبب الاندفاع الذي يسبب الكثير من الاحتكاك بين الآباء والمراهقين هو أن دماغ المراهق لم يتطور بعد إلى الصبر! لذا من الواجب فهم دماغ المراهق بشكل دقيق حتى يسهل التعامل معه، ولعل أهم 3 قضايا يجب فهمها هي:
1. التوجيه:
إدراكنا أن التهور وقلة الصبر والفوضى والتقلبات المزاجية هي خصائص طبيعية لعقل المراهق سيساعدنا على تفهمه وتوجيهه. وكذلك إدراكنا لضرورة تحديث أدواتنا في التعامل مع السلوكيات غير الجيدة منه بطريقة تختلف عن ممارساتنا في مرحلة الطفولة أمر في غاية الأهمية! فمثلا بمرحلة الطفولة قد نوجه غضب الطفل وصراخه بعزله أو عدم الحديث معه، ولكن هذا الأسلوب غير مجد مع المراهق بل يعقد الأمر ويزيد العناد ويطيل مدة الغضب والعزلة! والأفضل هو ممارسة الحوار الهادئ لا الجدل، وكذلك الحرص على إعطاء المراهق مكملات الزنك للحفاظ على مستويات معقولة من التوتر والقلق.
2. الاستقلال:
يجب أن يكون لدينا توازن مخطط له بين رغبة المراهق في الانعزال وإعطائه المساحة الكافية للاستقلال والخصوصية، وبين الحرص على ألا تزيد مسافة ومساحة هذه العزلة، لأن زيادتها قد تؤدي إلى الاكتئاب والإدمان الالكتروني واضطرابات الأكل وإيذاء النفس. وقد يتظاهر المراهق بأنه مستقل لا يهتم بمقترحاتنا وآرائنا، ولكنه في الحقيقة لديه حساسية تجاه آرائنا والتظاهر بعدم الاعتناء هو آلية دفاعية. وفي ذات الوقت قد يفضل المراهق الاستقلالية عن أسرته والعكس مع أقرانه، بل يفعل أشياء غريبة لإرضاء أقرانه! لذا علينا ألا نكرر عليه عبارة «أنت تحب أصدقاءك أكثر من والديك»! لأن هذا طبيعي فلديه تخوف الاستبعاد الاجتماعي أكبر بكثير من رضا الوالدين عليه! وكذلك من المهم تربية المراهق على المسؤولية لعمل التوازن، وتكون بشكل طردي أي كلما زاد الاستقلال زادت المسؤولية وعليه دفع فواتير استقلاله وعواقبه وتعريفه بها قبل اتخاذ أي قرار استقلالي.
3. التعلم: أحدث الدراسات أثبتت أن أفضل طرق تعلم المراهقين هو التعلم الذاتي وليس التعليم القائم على التلقين أو التوجيه! وكذلك يجب تفهم أن عقلية المراهق تتعلم من خلال المكافأة الصغيرة الفورية لا المكافأة الكبيرة المؤجلة! وكذلك هي عقلية تبني كثير من قراراتها لتحقيق أهداف قصيرة، لأن مركز المكافأة في الدماغ يتفوق على مركز الوعي لديها. لذا يجب تفهم أن مرحلة التعلم لدى المراهق هي مرحلة استكشاف ومرحلة بناء هوية جديدة، لذا هي مرحلة متقلبة يجب استيعابها ويكون التوجيه بلطف وبشكل غير مباشر ويمكن الاستعانة بالأقران.
S_Meemar@
1. التوجيه:
إدراكنا أن التهور وقلة الصبر والفوضى والتقلبات المزاجية هي خصائص طبيعية لعقل المراهق سيساعدنا على تفهمه وتوجيهه. وكذلك إدراكنا لضرورة تحديث أدواتنا في التعامل مع السلوكيات غير الجيدة منه بطريقة تختلف عن ممارساتنا في مرحلة الطفولة أمر في غاية الأهمية! فمثلا بمرحلة الطفولة قد نوجه غضب الطفل وصراخه بعزله أو عدم الحديث معه، ولكن هذا الأسلوب غير مجد مع المراهق بل يعقد الأمر ويزيد العناد ويطيل مدة الغضب والعزلة! والأفضل هو ممارسة الحوار الهادئ لا الجدل، وكذلك الحرص على إعطاء المراهق مكملات الزنك للحفاظ على مستويات معقولة من التوتر والقلق.
2. الاستقلال:
يجب أن يكون لدينا توازن مخطط له بين رغبة المراهق في الانعزال وإعطائه المساحة الكافية للاستقلال والخصوصية، وبين الحرص على ألا تزيد مسافة ومساحة هذه العزلة، لأن زيادتها قد تؤدي إلى الاكتئاب والإدمان الالكتروني واضطرابات الأكل وإيذاء النفس. وقد يتظاهر المراهق بأنه مستقل لا يهتم بمقترحاتنا وآرائنا، ولكنه في الحقيقة لديه حساسية تجاه آرائنا والتظاهر بعدم الاعتناء هو آلية دفاعية. وفي ذات الوقت قد يفضل المراهق الاستقلالية عن أسرته والعكس مع أقرانه، بل يفعل أشياء غريبة لإرضاء أقرانه! لذا علينا ألا نكرر عليه عبارة «أنت تحب أصدقاءك أكثر من والديك»! لأن هذا طبيعي فلديه تخوف الاستبعاد الاجتماعي أكبر بكثير من رضا الوالدين عليه! وكذلك من المهم تربية المراهق على المسؤولية لعمل التوازن، وتكون بشكل طردي أي كلما زاد الاستقلال زادت المسؤولية وعليه دفع فواتير استقلاله وعواقبه وتعريفه بها قبل اتخاذ أي قرار استقلالي.
3. التعلم: أحدث الدراسات أثبتت أن أفضل طرق تعلم المراهقين هو التعلم الذاتي وليس التعليم القائم على التلقين أو التوجيه! وكذلك يجب تفهم أن عقلية المراهق تتعلم من خلال المكافأة الصغيرة الفورية لا المكافأة الكبيرة المؤجلة! وكذلك هي عقلية تبني كثير من قراراتها لتحقيق أهداف قصيرة، لأن مركز المكافأة في الدماغ يتفوق على مركز الوعي لديها. لذا يجب تفهم أن مرحلة التعلم لدى المراهق هي مرحلة استكشاف ومرحلة بناء هوية جديدة، لذا هي مرحلة متقلبة يجب استيعابها ويكون التوجيه بلطف وبشكل غير مباشر ويمكن الاستعانة بالأقران.
S_Meemar@