محمد القحطاني

لحظات صناعية سعودية

السبت - 16 فبراير 2019

Sat - 16 Feb 2019

بسم الله وعلى بركة الله بدأت عجلة الصناعة الحديثة بالدوران باكتشاف النفط في مدينة الظهران سنة 1938 عبر البئر رقم 7 في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله، والتي أطلق عليها لاحقا (بئر الخير)، وعندما تشكلت شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) سنة 1944 أصبحت شركة سعودية 100% عام 1980، حيث تم تعيين أول رئيس سعودي لها عام 1984.

اليوم أرامكو السعودية تتحول إلى مؤسسة عالمية للطاقة وتصنف الأكبر احتياطا، والأغزر إنتاجا، والأكثر تأثيرا على مستوى شركات النفط في العالم ويعمل بها نحو 57000 موظف ينتمون إلى 77 دولة.

وفي لحظة صناعية أخرى بادرت المملكة العربية السعودية بإنشاء صندوق التنمية الصناعي عام 1974 لإيمانها بصعوبة استثمار القطاع الخاص في المجال الصناعي، نظرا لارتفاع التكاليف والمخاطر وكذلك نقص الخبرة الصناعية في ذلك الوقت.

اليوم يفتخر الصندوق بتقديمه أكثر من 4079 قرضا بقيمة إجمالية 137.368 مليون ريال، قدمت للمساهمة في إنشاء 2988 مشروعا صناعيا جديدا وتوسعة 1091 مشروعا صناعيا قائما في مختلف أنحاء المملكة.

وفي لحظة تاريخية أخرى بادرت المملكة بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عام 1975 وإنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عام 1976م، وتم تشكيل شراكة وتوأمة صناعية.

اليوم تنضم مدينتا رأس الخير وجازان الصناعيتان إلى الجبيل وينبع تحت مظلة الهيئة الملكية، حيث أصبحت تشكل حصتها من إجمالي الناتج الصناعي 65%، كما تصنع على أراضيها ما يزيد على 70% من إجمالي الصادرات الصناعية.

اليوم تعد سابك من الأوائل ترتيبا، والأوسع انتشارا، والأكثر إنتاجا للكيماويات المتنوعة، حيث تعمل سابك في أكثر من 50 بلدا حول العالم، ويعمل لديها نحو 35 ألف موظف، كما تمتلك 22 مركزا للتقنية والابتكار.

وفي لحظة تاريخية أخرى بادرت المملكة العربية السعودية بإنشاء هيئة المدن الصناعية (مدن) عام 2001 لتعتني بتطوير مدن صناعية مثالية ذات بنية تحتية عالية الجودة ويتوفر بها كل أنواع الخدمات اللوجستية اللازمة.

اليوم هذه الهيئة تقوم على إدارة 35 مدينة صناعية تحتضن 3474 مصنعا ويعمل بها أكثر من 435 ألف موظف إضافة إلى إشرافها على المدن الصناعية الخاصة.

الحديث عن الصناعات عالية التقنية والصناعات الحساسة ليس بالأمر الممكن في حال عدم وجود القرار السياسي والتوجه الحكومي لذلك، ويعتبر شيئا من ضرب الخيال أن تهدر فيه الأموال وتضيع فيه الأوقات والشواهد على مر العصور لا حصر لها.

اليوم وفي ظل القيادة الشابة لولي العهد حفظه الله أعلنت المملكة عن تدشين برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية الذي يعد أحد أكبر برامج رؤيتها 2030 التنفيذية، والذي يحتوي على أربعة قطاعات رئيسية، هي: الصناعة والطاقة والتعدين والخدمات اللوجستية، حيث يشكل مظلة ومرجعية لـ 34 جهة مختلفة يسمح لها بتوحيد الرؤى وتنسيق الخطط وترشيد الإنفاق ورفع سقف الطموح نحو الصناعات عالية التقنية والصناعات العسكرية ويدفعها للابتكار والتطوير في الصناعات المشتقة من النفط، كما يزيد من فعالية الرقابة وضبط الجودة لمنتجات تستحق أن تحمل عبارة «صنع في السعودية»، كما يجعل من المملكة وجهة عالمية للخدمات اللوجستية.

2030 سيساهم برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية في رفع مساهمة قطاعاته الأربعة في الناتج المحلي الإجمالي للعام، وإلى رفع الصادرات غير النفطية وجذب استثمارات أجنبية بقيمة إجمالية تتجاوز الأربعة تريليونات ريال وتوفير 1.6 مليون وظيفة بحول الله تعالى.

نيوم هو المشروع الحلم الذي سيتخطى الحدود والآفاق. والاستثمار فيه سيفيد الإنسان دون أن يسلبه صحته وعافيته وسيطور الأوطان من دون أن يلوث الهواء أو البحار. (نيوم) سيكون عنواني القادم بحول الله تعالى.