مكة المكرمة من السماء.. الماضي والحاضر

شرفت قبل عدة أيام بحضور حفل تدشين كتاب «مكة المكرمة من السماء.. الماضي والحاضر» باللغتين العربية والإنجليزية من إعداد الإخوة الكرام الدكتور معراج نواب مرزا، والأستاذ الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني، والأستاذ محمد معراج مرزا، وذلك في رحاب قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعتي العريقة جامعة أم القرى.

شرفت قبل عدة أيام بحضور حفل تدشين كتاب «مكة المكرمة من السماء.. الماضي والحاضر» باللغتين العربية والإنجليزية من إعداد الإخوة الكرام الدكتور معراج نواب مرزا، والأستاذ الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني، والأستاذ محمد معراج مرزا، وذلك في رحاب قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعتي العريقة جامعة أم القرى.

الاحد - 15 نوفمبر 2015

Sun - 15 Nov 2015



شرفت قبل عدة أيام بحضور حفل تدشين كتاب «مكة المكرمة من السماء.. الماضي والحاضر» باللغتين العربية والإنجليزية من إعداد الإخوة الكرام الدكتور معراج نواب مرزا، والأستاذ الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني، والأستاذ محمد معراج مرزا، وذلك في رحاب قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعتي العريقة جامعة أم القرى.

وكان حفلا علميا بهيجا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عرض من خلاله توثيق مصور لكافة أحياء مدينة مكة المكرمة في الماضي والحاضر، وكما قال المؤلفون عن كتابهم الوثائقي مكة المكرمة من السماء (لكل كتاب حكاية وقصة تروى، فعندما تقضي فترة طويلة في مكان ما تراقب نموه وما يطرأ عليه من تغيرات أشبه ما يكون بمراقبة نمو كائن حي، من الطبيعي أن تبهرك بعض التغيرات إيجابا أو سلبا، فإرضاء النفس البشرية ليس بالهين اليسير، كيف لا؟! لا سيما أن هناك أنفسا وأرواحا متعلقة بهذا المكان تهفو إليه مرات عدة في اليوم الواحد، وتتوق شوقا لرؤيته مرات تلو مرات، يصل إليه الزائر وعلى محياه ابتسامة عريضة ونشوة لا توصف، يقضي أيامه ولياليه في رحلة هيام مع المكان وما يخفيه من أسرار تاريخية تناقلتها الأجيال تباعا، ويغادر المكان ولوعة تعتصر الفؤاد يكابد آلام وويلات الفراق)..

وقالوا أيضا (لأجيال المستقبل حقوق على الجيل الحاضر في مكة، لا سيما من عاصر ما عاشه المشهد المكاني المكي من تغيرات ظلت القلوب معلقة بها، جديرة بكل عناية وتوثيق بأشكال تواكب طموحات المتلقي الحالي المنغمس حتى النخاع في بيئة وثقافة الصورة المرئية، بعيدا عن نصوص تقليدية وصفية مجردة تراجعت في خضم شيوع ثقافة الاختصار في النصوص والاتكاء على المزيد من الصور).. انتهى.

ويعتبر هذا العمل الإبداعي مفخرة لمن قام بإعداده، وهم الزملاء الكرام الذين ذكرتهم، وكذلك لجامعة أم القرى صاحبة الفكرة في تبنيه وطباعته، ويعد إسهاما رائعا غير مسبوق وصاحب تقديمه للعموم حاجة ماسة إلى مثل هذا العمل المتميز الذي تفتقده المكتبات ومراكز البحث العلمي وكذلك الجهات الرسمية التي هي بأمس الحاجة إلى مثل هذا الجهد العلمي المتميز، بل والنادر، وأذكر عندما أرادت قيادتنا الرشيدة توسعة المسعى أحالت الموضوع إلى هيئة كبار العلماء، ثم كلفت الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وغيرها من الجهات الأخرى ذات العلاقة مثل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، اختلفت الآراء وتباينت حول حدود الصفا والمروة، لافتقاد الجميع للتوثيق المصور لهذين الجبلين والبناء المجاور، حيث تمت إزالتهما دون أن يتم التصوير ومن ثم التوثيق.

وتم البحث عن كبار السن من أهل مكة المكرمة لتسجيل شهاداتهم وإفاداتهم حول هذا الموضوع، ولم يحسم هذا الأمر إلا بعد صدور التوجيه الكريم بالبدء في التوسعة لمواكبة الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم.

كما أعاد هذا الكتاب الوثائقي الذاكرة إلى الوراء، حيث تذكر الجميع الأحياء المجاورة للمسجد الحرام والتي تمت إزالتها بالكامل مثل (القشاشية والشامية والفلق والنقا والقرارة وشعب علي وشعب عامر والسوق الصغير والغزة وسوق الليل والمدعى والجودرية وحارة الباب والشبيكة والراقوبة) وغيرها من الأحياء القديمة التاريخية، وأصبحت هذه الأحياء في ذاكرة التاريخ، وكذلك الأمر بالنسبة للأحياء القديمة المجاورة للمسجد النبوي الشريف مثل (باب المجيدي والساحة والعنابية والتاجوري وشارع العينية والرومية وحي أبي ذر ودرب الجنائز وحارة الأغوات وسوق القماش وشارع المناخة وحي الطيار وباب الكومة والأحواش التي بداخلها وغيرها)، وأتمنى من جامعة أم القرى تبني إصدار كتاب وثائقي مماثل عن المدينة المنورة وهي قادرة على ذلك، بإذن الله.

أكرر الشكر والتقدير لجامعة أم القرى على تبنيها لهذا العمل الإبداعي الرائع، وأخص بالشكر معالي الأخ الكريم الدكتور بكري بن معتوق عساس، مدير جامعة أم القرى، على جهوده الكبيرة في خدمة العلم وطلابه والمجتمع، ولمن قام بإعداد هذا الكتاب الوثائقي الهام والنادر.. والله الهادي إلى سواء السبيل.