حسن علي القحطاني

في اليمن.. الطائرات وسلام الطاولات

السبت - 12 يناير 2019

Sat - 12 Jan 2019

ليس جديدا على الحوثي وعصاباته الإرهابية المماطلة وعدم تنفيذ اتفاق السويد من خلال تعطيل أعمال لجنة تنسيق إعادة الانتشار، والتلاعب بالجداول الزمنية لتنفيذ بنوده، ورفض تسليم مدينة وميناء الحديدة للقوات الشرعية اليمنية، وسرقة مخازن الأمم المتحدة وحرق ما تبقى منها، فقد سبق هذا الاتفاق كثير من الاتفاقات التي انقلب عليها الحوثيون، وأهدروا دماء الشرفاء الذين رفضوا كهنوتهم، ودمروا كل مكتسبات بلدهم، فلم يسلم من غدرهم حليفهم السابق علي عبدالله صالح، ووصل رصاصهم إلى منازل من تتصل به أنسابهم، حتى زنابيلهم لم يسلموا من ويلات خيانتهم، فاعتدوا على نسائهم وجندوا أطفالهم وفرضوا الأتاوات على أموالهم.

الجديد الذي اقترفته ميليشيات الحوثي الإرهابية تصعيد خطير يتمثل بالهجوم على قاعدة العند في لحج بطائرة مسيرة بدائية الصنع من طراز أبابيل 2 الإيرانية التي تنتجها شركة (HESA) في أصفهان الإيرانية.

هذا الحادث الجبان استهدف فئة في غير ساحات القتال وخارج المواجهة العسكرية، ويؤكد أن جرائم عصابات الحوثي الانقلابية لا تقف خلفها إيران وحدها، بل يظهر الوجه الحقيقي للطابور الخامس من الخونة المندسين في صفوف الشرعية أو تجار الحرب المتسترين تحت غطاء منظمات دولية أو أهلية، حادث قاعدة العند لم يحقق أهدافه ولله الحمد، إلا أنه يترك علامات استفهام عن كيفية وصول مثل هذه التقنية الحربية لهذه الميليشيات الإرهابية؟ ثم من المسؤول عن تسريب معلومات حضور كبار القيادات في الجيش اليمني؟ وما هو سبب اختراق موقع قاعدة عسكرية يفترض أن تكون منطقة مؤمنة؟ خاصة أن صوت هذه الطائرة كان مسموعا، وحجمها ليس صغيرا كما شاهدنا وسمعنا على شاشة التلفاز.

لن يقنعني الاستنكار الذي تلا هذا الحادث من المسؤولين الشرعيين في الحكومة اليمنية، ولا ابتهالات الشكر لقلة المصابين، ولا كثرة كلام الناجين أمام عدسات المصورين، بل يجب فتح تحقيق شامل لمعرفة أدق التفاصيل لتلافي تكراره لا سمح الله.

الهجوم على قاعدة العند لم يحرك ساكنا لدى مبعوث الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث، فلم يصدر منه موقف واضح يدين الجريمة إلى الآن أو يستنكر هذا التصعيد الخطير الذي يهدد أحلام السلام التي يهرول من أجلها خلف ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ عام تقريبا.

هذا الموقف لم يفاجئني، فالأداء الضعيف لغريفيث منذ تكليفه كمبعوث أممي خاص لليمن وانحيازه الواضح لميليشيات الحوثي جعلا مسار عمله ينحرف من وسيط يتابع تنفيذ القرارات الدولية إلى أحد أسباب تفاقم الأزمة السياسية والإنسانية في اليمن، حيث يصر على أن يساوي بين الحكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية الحوثية عندما يصفهما بأطراف نزاع، لذا لا أمل عندي في موقف دولي حازم يدعم استعادة الدولة اليمنية كامل مؤسساتها، وينهي معناه الشعب اليمني الشقيق.

أخيرا، منذ بداية الأزمة اليمنية نقول: لن يكون السلام مع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران إلا من خلال ساحات القتال وفوهات البنادق والمدافع والدبابات، أما سلام الطاولات فثمنه خسارة مزيد من أبناء اليمن المدنيين وقادته السياسيين والعسكريين، ولعل هذا الحادث يعالج التصدع في صفوف اليمنيين ويجمع كلمتهم تحت راية قيادتهم الشرعية المدعومة من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ليعود اليمن لليمنيين.

@hq22222