شاكر أبوطالب

السعودية وتحديات تغير المناخ!

الاحد - 09 ديسمبر 2018

Sun - 09 Dec 2018

تغير المناخ يعد من أبرز الملفات التي تعمل عليها المملكة العربية السعودية مع المجتمع العالمي لحماية كوكب الأرض من الأضرار المترتبة على التغير المناخي، والتي استندت إليها الأمم المتحدة في كتابة الاتفاقية العالمية لتغير المناخ؛ للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

فالمملكة العربية السعودية تقود منظومة دول مجلس التعاون لمواجهة التحديات العالمية والبيئية والمناخية المتعلقة باستخدامات الوقود الأحفوري، وتسهم في رفع مستوى الوعي للفرد والمجتمع في السعودية بقضية تغير المناخ، دون الإخلال بخططها التنموية وأهدافها الاستراتيجية لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد متنوع، ومستقبل مزدهر للمملكة والمنطقة.

هذا الملف الحيوي يشرف عليه بشكل مباشر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح الذي يرأس الوفد السعودي في الدورة الحالية لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ، حيث أكد من مدينة كاتوفيتشي البولندية، مقر انعقاد المؤتمر، التزام المملكة بتعزيز إجراءاتها المتعلقة بالتغير المناخي لضمان استمرار المفاوضات على المسار الصحيح نحو التنفيذ الكامل لاتفاقية باريس التاريخية.

وجدول أعمال فريق الوفد السعودي المشارك في مؤتمر تغير المناخ تتم إدارته منذ سنوات وبمهنية ودبلوماسية، من قبل كبير المفاوضين السعوديين لاتفاقيات المناخ المهندس خالد أبوالليف الذي يتمتع بعلاقات واسعة وقوية في المملكة والخليج العربي والمجتمع العالمي.

وفي فعاليات مؤتمر تغير المناخ في بولندا تشارك منظومة سعودية من القطاعين الحكومي والخاص، لإبراز الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة في مجالات ابتكار الحلول المستدامة، وتقنيات الطاقة المتجددة، وتطبيق آلية الطاقة النظيفة، وحماية البيئة. وفي مقدمة هذه المنظومة تبرز أرامكو السعودية وسابك، لريادتهما منذ تأسيسهما في مجالات الاستدامة وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة، ودورهما الرئيس في تحقيق أهداف المملكة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

والملاحظ في الجلسات النقاشية التي ينظمها الوفد السعودي في جناح الوفد الخليجي المشارك في مؤتمر تغير المناخ بمدينة كاتوفيتشي البولندية حدة النقاش وكثرة الأسئلة وتكرارها من قبل ممثلي المنظمات غير الحكومية وجمعيات البيئة، خاصة فيما يتعلق بمطالباتهم المستمرة باستغناء المملكة عن 80% من استخدامات مواردها الهيدركربونية الطبيعية! وتطوير الخطط الاستراتيجية للطاقة البديلة، والخيارات الكفيلة بالحد من تأثيرات التغير المناخي.

يقابل تلك الحدة والأسئلة، سواء في الجلسات النقاشية أو المفاوضات الثنائية والجانبية، هدوء الوفد الرسمي السعودي، المستند إلى التقدم الوطني المحرز في مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها الإنمائية المستدامة، وإلى جهود المملكة في الحد من التغير المناخي وتأثيراته البيئية.

وأمام الحضور العالمي الكثيف لفعاليات مؤتمر المناخ، يتصدى بكل مسؤولية وحرفية سعوديون وسعوديات لإبراز مبادرات المملكة وإنجازاتها وتجاربها في التنمية والاستدامة، من خلال تقديم عدد من العروض المرئية المتنوعة التي تبرز ريادة المملكة في التنمية المستدامة، وتسلط الضوء على الجهود الوطنية لتعزيز الابتكار وحماية البيئة.

والصورة التي تحرص المملكة على ترسيخها في الذهنية العالمية أن السعودية تواصل تأكيد التزامها بقضية تغير المناخ، من خلال إبراز التقدم المحرز في مجالات التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي، لزيادة الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، والمساهمة في تمكين رؤية 2030.

shakerabutaleb@