أحمد صالح حلبي

أين تاكسي الحرم؟

الخميس - 15 نوفمبر 2018

Thu - 15 Nov 2018

على هامش منتدى مكة الاقتصادي الذي عقد خلال الفترة من 6 ـ 7 مايو2018، كشف محافظ هيئة النقل الدكتور رميح الرميح عن قرب إطلاق مشروع «تاكسي الحرم»، وقيل حينها إنه يمثل نقلة كبرى في مجال النقل، وستتم الاستفادة منه من خلال تطبيقات الأجهزة الذكية والهاتف، وظهرت مميزات التاكسي عبر الصحف المحلية متحدثة عن إنجاز ظننا أنه إنجاز مركبة فضاء، لكونه يتميز بـ «شاشتين في مقصورة الركاب: شاشة أمامية وأخرى خلفية، تربطان بعداد الكتروني لاحتساب الأجرة»، و»نظام ملاحي»، وغيرها من المميزات التي تضاهي تلك المتوفرة بالطائرات على الرحلات الدولية الطويلة.

وقالت هيئة النقل إن «تاكسي الحرم هي أحدث خدمات النقل العام التي تقدمها هيئة النقل العام بالمملكة للحجاج والمعتمرين، والذي يهدف إلى تيسير عملية الانتقال للحجاج والمعتمرين، حيث يحظى تاكسي الحرم بدعم الأمير خالد الفيصل ويخدم المنطقة المركزية في مكة المكرمة وزائريها من حجاج ومعتمرين بكفاءة عالية وتسعيرة واضحة، حيث تعمل هيئة النقل العام على تنظيم الاستثمار في أنشطة النقل العام بما يتفق مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، بما يحقق رؤية المملكة 2030».

ومع اقتراب انقضاء العام، يظهر السؤال: أين تاكسي الحرم الذي نال من الدعاية والإعلان ما لم تنله شركة النقل الجماعي عند تأسيسها؟

هل العائق في تنفيذ المشروع هي أمانة العاصمة المقدسة التي لم تخصص «مواقف خاصة بالقرب من الحرم المكي حتى يتمكن الزوار من الاستفادة منه»، أم هي هيئة الطيران المدني التي لم تخصص «مواقف داخل المطارات»، أم إن المشروع مجرد فكرة طرحت للنقاش ولم يعتمد تنفيذها، وتسرع محافظ هيئة النقل الدكتور رميح الرميح، في الكشف عنها؟

وأين هو قرب إطلاق المشروع الذي سمعنا عنه؟

إن مشكلة البعض من مسؤولي القطاعات الحكومية أنهم يتحدثون عن أعمال لم تر النور بعد، ويكون هدفهم كسب رد فعل إيجابي من المجتمع عن ذلك القطاع، ليقال إنه مواكب للتطور السريع الذي تعيشه المملكة، وإن طالبتهم بالتطور الذي يتحدثون عنه وجدت تطورهم مدونا على ورق دون فعل، مثلهم في هذا مثل اللجان التي شكلت لتطوير مكة المكرمة، ولم نر منها سوى هدميات لمبان هنا وأخرى هناك، واجتماعات هنا وأخرى هناك، وانتدابات داخلية وخارجية لأعضائها، وخارج دوام يحصلون عليه، ومكاتب أنيقة، فأين هي منجزاتهم التي يدعونها منذ عشرات السنين؟

إن ما تحتاج إليه مكة المكرمة ليس لجانا تشكل منذ عشرات السنين دون إنجاز يذكر، ولا تصريحات صحفية يطلقها بعض مسؤولي القطاعات الحكومية، ولا مشاريع طرق لم تنته كالدائري الثالث الذي لا يعرف سر عدم اكتماله، والدائري الرابع الذي يعيش مطبات وعدم سفلته وعتمة الظلام ليلا، بل خطوات عملية تنفذ على أرض الواقع، ويكفينا ما أنفق من مبالغ مالية وما ضاع من أموال لقاء مكافآت مالية للجان وندوات ومنتديات وملتقيات تتحدث عن أعمال ستنفذ، لكنها لم تنفذ ولن تنفذ، لأنها لو نفذت لألغيت اللجان وعاد أعضاؤها لأعمالهم الأصلية فغابت عنهم المكافآت والانتدابات والتعيينات وغيرها.

[email protected]