مذاهب الناس والصراف الآلي!
الاثنين - 29 أكتوبر 2018
Mon - 29 Oct 2018
في أول ظهور للصراف الآلي قبل 20 عاما تقريبا أو تزيد، قال لي كبير في السن: كيف تثق في ماكينة تضع فيها أموالك؟ فقلت له لم أر منها خطأ، فقال لي: وتنتظر الخطأ حتى يقع على رأسك فتذهب أموالك؟ ورغم أن الصرافات الآلية في الوقت الحاضر تكاد تكون عصب الحياة المالية للناس، إلا أن ثقافة هذا المسن هي السائدة، لولا أنها أخذت منحى إجباريا بأن أصبحت كافة المعاملات عن طريق هذه الآلة المدعوة ATM.
أما الناس مع هذه الآلة فإنهم مذاهب ومشارب، وإليكم سلوك الناس:
- النظافة الشخصية تظهر مع استخدام هذه الآلة، فيأخذون الإيصال ويقذفون به بجانب الصراف، والأسئلة المشروعة في هذا المقام كثيرة؛ لأصدقائنا الذين يقومون بهذه الحركة، أولا: شاشة العرض تعرض حسابك، فإن كنت تنوي رمي الإيصال فلماذا تطلب الإيصال؟ ثانيا: لماذا لا تضع الإيصال بعد الحصول عليه، والتدقيق والتمحيص فيه، وقراءته مرتين أو ثلاث مرات، لماذا لا تضع هذه الإيصالات في علبة النفايات المخصصة، لماذا تعكس نظافتك الشخصية السيئة على استخدامك للآلة أمام الناس. بالمناسبة في الحالة المثالية يفترض ألا توجد علبة نفايات خاصة بالإيصالات أصلا، لأن الخيارات كالآتي: تحتاج الإيصال للاحتفاظ به في سجلاتك فتأخذه معك، أو تستغني عنه وتستعرض حسابك من الشاشة!
- الحسد المالي، بعض الناس يعتقد أن البنك، إن أخرج الإيصال ورماه أرضا، يخسر ورقا، ويخسر البنك عاملا، وينسى الإنسان هذا أنه خسر نفسه في هذا الحسد وإفساد البيئة.
- بعض الناس في تدقيق وتمحيص في الآلة، ويقرأ ما هو مكتوب في الشاشة مرة ومرتين وثلاث مرات، وأشك في رغبته في أن يضع (ريتويتا) على الشاشة إن كان الرصيد عاليا، ويضع (لايك) إن كان راضيا عن مستوى التوفير، ويترك (هشتاقا) على الصراف إن أعجبه شيء، فهو يمضي أكثر من 20 دقيقة مع العلم أنه قام بعملية صرف في حياته أكثر من مليوني مرة، ومفترض أنه حفظ الخطوات تماما، غير من يرغب في وضع (شير) على حسابه مع دائنيه حتى يخبرهم كم أن رصيده منخفض، فلا تطالبوه ولا تضغطوا عليه.
- رغم أن البنوك تصر على حفظ المعلومات بسرية تامة، بعض الناس يبالغ في الاقتراب من الآلة، لدرجة أنك تشك بأنه سيعطيها قبلة الصباح، أو أنه سيأخذها بالأحضان من قوة التصاقه بها، كما أن الناس يكادون يلتصقون ببعضهم لدرجة التلصص على حسابات الآخرين، فهو يقترب منك و(يعمل زحمة والمكان فاضي)، ولا يترك لك في خصوصيتك شيئا! (حالتا نقيض طبعا).
- يظهر كسل الناس ويتجلى في الصرافات الآلية، فلدى أحدهم استعداد أن يصطف انتظارا لمدة نصف ساعة وهو في سيارته على أن ينزل للصراف الثابت ويصرف بسرعة (بالمناسبة هذا ليس على مستوى الصرافات فحسب، بل والمطاعم أيضا، فهو يستغني عن وجبه صحية من مطعم لا توجد فيه خدمة السيارات، مقابل أن ينزل من سيارته).
أخيرا، هذا ليس على مستوى بلدنا فحسب، ففي كل بلد سلوك غريب للغاية مع الصرافات، بعضهم يضع يده على الأرقام حتى لو لم يكن خلفه أحد، وفي دول أخرى يعتبر من يصرف من الصراف الآلي ثريا للغاية، ودول أخرى تعتبر الصراف عبر السيارة ترفا لا يستحقه مواطنو الدولة، ودول أخرى لا تثق بالشارع، فالصراف داخل المباني كالمولات والبنوك والمتاجر، ولا يكون على الشارع مطلقا. فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان!
أما الناس مع هذه الآلة فإنهم مذاهب ومشارب، وإليكم سلوك الناس:
- النظافة الشخصية تظهر مع استخدام هذه الآلة، فيأخذون الإيصال ويقذفون به بجانب الصراف، والأسئلة المشروعة في هذا المقام كثيرة؛ لأصدقائنا الذين يقومون بهذه الحركة، أولا: شاشة العرض تعرض حسابك، فإن كنت تنوي رمي الإيصال فلماذا تطلب الإيصال؟ ثانيا: لماذا لا تضع الإيصال بعد الحصول عليه، والتدقيق والتمحيص فيه، وقراءته مرتين أو ثلاث مرات، لماذا لا تضع هذه الإيصالات في علبة النفايات المخصصة، لماذا تعكس نظافتك الشخصية السيئة على استخدامك للآلة أمام الناس. بالمناسبة في الحالة المثالية يفترض ألا توجد علبة نفايات خاصة بالإيصالات أصلا، لأن الخيارات كالآتي: تحتاج الإيصال للاحتفاظ به في سجلاتك فتأخذه معك، أو تستغني عنه وتستعرض حسابك من الشاشة!
- الحسد المالي، بعض الناس يعتقد أن البنك، إن أخرج الإيصال ورماه أرضا، يخسر ورقا، ويخسر البنك عاملا، وينسى الإنسان هذا أنه خسر نفسه في هذا الحسد وإفساد البيئة.
- بعض الناس في تدقيق وتمحيص في الآلة، ويقرأ ما هو مكتوب في الشاشة مرة ومرتين وثلاث مرات، وأشك في رغبته في أن يضع (ريتويتا) على الشاشة إن كان الرصيد عاليا، ويضع (لايك) إن كان راضيا عن مستوى التوفير، ويترك (هشتاقا) على الصراف إن أعجبه شيء، فهو يمضي أكثر من 20 دقيقة مع العلم أنه قام بعملية صرف في حياته أكثر من مليوني مرة، ومفترض أنه حفظ الخطوات تماما، غير من يرغب في وضع (شير) على حسابه مع دائنيه حتى يخبرهم كم أن رصيده منخفض، فلا تطالبوه ولا تضغطوا عليه.
- رغم أن البنوك تصر على حفظ المعلومات بسرية تامة، بعض الناس يبالغ في الاقتراب من الآلة، لدرجة أنك تشك بأنه سيعطيها قبلة الصباح، أو أنه سيأخذها بالأحضان من قوة التصاقه بها، كما أن الناس يكادون يلتصقون ببعضهم لدرجة التلصص على حسابات الآخرين، فهو يقترب منك و(يعمل زحمة والمكان فاضي)، ولا يترك لك في خصوصيتك شيئا! (حالتا نقيض طبعا).
- يظهر كسل الناس ويتجلى في الصرافات الآلية، فلدى أحدهم استعداد أن يصطف انتظارا لمدة نصف ساعة وهو في سيارته على أن ينزل للصراف الثابت ويصرف بسرعة (بالمناسبة هذا ليس على مستوى الصرافات فحسب، بل والمطاعم أيضا، فهو يستغني عن وجبه صحية من مطعم لا توجد فيه خدمة السيارات، مقابل أن ينزل من سيارته).
أخيرا، هذا ليس على مستوى بلدنا فحسب، ففي كل بلد سلوك غريب للغاية مع الصرافات، بعضهم يضع يده على الأرقام حتى لو لم يكن خلفه أحد، وفي دول أخرى يعتبر من يصرف من الصراف الآلي ثريا للغاية، ودول أخرى تعتبر الصراف عبر السيارة ترفا لا يستحقه مواطنو الدولة، ودول أخرى لا تثق بالشارع، فالصراف داخل المباني كالمولات والبنوك والمتاجر، ولا يكون على الشارع مطلقا. فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان!