علي الحجي

التعليم الالكتروني

السبت - 27 أكتوبر 2018

Sat - 27 Oct 2018

لا شك أننا نمر بمرحلة عدم رضا عن مستوى مخرجات التعليم لدينا، وبالتأكيد أننا إذا استمررنا على طرق التعليم نفسها لن نحصل إلا على النتيجة نفسها، لذلك لا بد من إحداث تغيير في الطرائق لنصل لنتائج جديدة، وقد يكون التعليم الالكتروني إحداها.

مع الانفجار المعرفي الحديث وثورة الاتصالات التي نعيشها انطلقت بعض المبادرات الفردية من المعلمين والطلاب للاستفادة منها في التعليم والتعلم، فأنشأ بعض المعلمين قنوات يوتيوب خاصة لشرح بعض الدروس، وانتشرت نماذج رقمية من صور وتصاميم ثلاثية الأبعاد لتوضيح بعض المفردات العلمية لإشباع شغفهم، كنوع من التمرد على الكتاب المدرسي الذي لم يعد يواكب الثورة العلمية في المحتوى ولا في طريقة العرض، فيما استخدم بعض المعلمين تطبيقات أخرى للتصحيح الالكتروني كالباركود، وبرامج أخرى لرصد الدرجات والحضور والغياب ليحصلوا على نتائج فورية، فسبقوا بذلك مؤسسات التعليم الرسمية في المجال الرقمي. إن التعليم الالكتروني نظام تعليمي تفاعلي حديث يعتمد على بيئة الكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الالكترونية عبر الشبكات الالكترونية، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات وإدارة المصادر والعمليات وتقويمها، ويسهم بشكل فعال في رفع جودة التعليم، لكن ما زالت بعض التحديات الثقافية تواجهه كضعف الوعي والتوجس وإمكانية الغش، والمادية كعدم تهيئة البيئة الأساسية له كالتدريب وأجهزة وشبكات ومحتوى، ولا بد من التغلب عليها حتى لا نكون متأخرين عن الركب العلمي العالمي. فالتعليم الالكتروني يسهم بشكل فعال في تحقيق أقصى فائدة من الانفجار المعرفي الذي نعيشه، فيوجد حلولا لمشكلة الإقبال المتزايد على التعليم، ويوسع فرص القبول في التعليم، ويسهم في تدريب العاملين بدون ترك أعمالهم، ويساعد على كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم، ويشبع حاجات وخصائص ونهم المتعلم، ويرفع العائد من الاستثمار بتخفيض تكلفة التعليم.

لذلك نحن نحتاج إلى عمل مؤسسي يهتم بإنتاج المحتوى التعليمي الالكتروني التفاعلي الذي لا يحتاج معه المعلم للبحث في اليوتيوب مثلا لمقطع يساعده في شرح جزئية علمية، كما يجب إشراك الطالب والمعلم في إثراء هذا المحتوى في بعض جزئياته، وإتاحة الفرصة للرواد منهم بعرض تجاربهم في هذا المجال، ومن ثم تنظيمها وتعميمها لاختصار عاملي الزمان والمكان.