عبدالله محمد الشهراني

الطائرات الصغيرة والشواطئ.. ارتباط حتمي

الأربعاء - 03 أكتوبر 2018

Wed - 03 Oct 2018

أعلن أخيرا صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق «أمالا» الوجهة السياحية فائقة الفخامة على ساحل البحر الأحمر، وهي تعتبر ثاني وجهة ساحلية «جديدة» بعد مشروع البحر الأحمر، وبالتأكيد ليست الأخيرة، فالاحتمالات كبيرة بشأن إقامة مشروعات مماثلة في فرسان والمنطقة الشرقية.

هذه المدن لها مفهوم مختلف بالنسبة للطيران، كما هو حال أشهر المدن الساحلية في العالم «المالديف، بالي، هاواي، بوراكاي.. إلخ»، حيث تعتمد بشكل كبير على الطائرات الصغيرة ذات السعة المقعدية المتراوحة بين 50 إلى 90 راكبا.

مدن صغيرة تحتوي على عدد قليل من السكان ونشاطها الوحيد هو السياحة، لذا سوف أستثني مدينة نيوم من هذا التصنيف لاحتوائها على عدة أنشطة أخرى إلى جوار السياحة.

من غير المجدي الوصول إلى «أمالا ومشروع البحر الأحمر» برحلات دولية مباشرة من كل أنحاء العالم، وإن حدث فسوف تكون إقليمية عن طريق رحلات شبه يومية أو ربما أسبوعية وبطائرات متوسطة الحجم، أو تربط هذه المشروعات بالمطارات الداخلية بطائرات كبيرة أو متوسطة الحجم، كلا الطريقتين غير مجدية اقتصاديا، أتحدث هنا عن سائر أيام السنة وليس فقط مواسم الإجازات والأعياد.

والسبب يعود إلى عدد المسافرين لكل رحلة، والذي لن يصل بأي حال من الأحوال إلى نسبة التعادل (لا ربح ولا خسارة) لمعدل إشغال المقاعد Break-even load factor، والذي يتراوح في المنطقة بحسب طريقة التشغيل ونوع الطائرة والبلد المشغل بين 62% إلى 77%، بمعنى أن طائرة متوسطة A320 أو B737 لا بد أن تحتوي على أكثر من 100 راكب لتصل لنقطة التعادل (حق الناس للناس)، وهذا أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لسائر أيام السنة.

لذا أتوقع أن نرى توسعا في استخدام طائرات من نوع ATR والعودة إلى الطائرات البرازيلية Embraer ERJ مجددا، أو شراء طائرات مماثلة من شركة Bombardier، أو تشغيل نوع جديد وفريد من الطائرات ليس فقط بالنسبة للمملكة بل للشرق الأوسط ككل، أقصد الطائرة ميتسوبيشي MRJ أو الطائرة الجديدة A220، ومن ناحية أخرى ربما نرى شركات طيران اقتصادية جديدة مقرها الرئيسي المدن الساحلية نفسها، وهذا ما أفضله شخصيا، إذ سوف يكون هناك تناغم وارتباط قوي بين شركة الطيران الجديدة والمشروع السياحي من ناحية الأهداف والاستراتيجيات، الأمر الذي سيقدم مصدر دخل وتوظيف لأهالي المنطقة والمدن المجاورة لها.

المشروعات الكبيرة يأتي معها خير كثير.

@ALSHAHRANI_1400