فهد عبدالله

الحالة الترددية

السبت - 15 سبتمبر 2018

Sat - 15 Sep 2018

من طبيعة الإنسان أنه مهما تماثل للثبات في الحركة إلا أنه سيتردد على السكون ولو بعد حين، وأنه مهما تنامت بداخله المبادئ إلا أنه سيتردد على غيرها قصدا أو بغير وعي، وأنه مهما تواثق في خطى الإنجازات إلا أنه سيكبو يوما ما، وهكذا يعيش في حالة ترددية قد تزيد وتنقص وتتكاثر وتتضاءل.

هذه الحالة الإنسانية المتفاعلة الدائمة بين مختلف تضاريس المتغيرات والشكل الترددي الذي يمارسه الإنسان فيها يعبر عن صلادة هذه الطبيعة للإنسان ومكنونها الذي فطر الله الناس عليها.

من خلال الملاحظة والمشاهدة هناك ثلاث حالات قد يعتريها شيء من التبعثر والتيه في التفاعل مع هذه الحالة الترددية وحالة أخيرة قد تقترب كثيرا من الاتزان والتفاعل الإيجابي.

الحالة الأولى: هي حالة القلق وجلد الذات المبالغ فيه، وكأنه بهذا التفاعل السلبي مع هذه الحالة الترددية يعاند أولا الإيمان بمفهوم الطبيعة البشرية أو على الأقل يريد تأجيل هذا التفاعل السلبي لنقطة انحناءة أخرى متأخرة، وبعد ذلك ينغمس مجددا في القلق وجلد الذات الذي بلا شك سيكون آثارا نفسية وفكرية سلبية عاجلة وآجلة.

والحالة الثانية :هي حالة تطفيف موازين المفاهيم في تضخيمها أو تقليلها أو تشتيت وحدة المعاني في موقف ما بالانشغال في معان جديدة بعيدة أو لي عنقها بمعان غير صحيحة، وقد يكون ذلك لردم هوة التردد بهروب من الواقع في إطار تصالح نفسي شكلي قد يكون غير صحيح يزيد من أمد الحالة الترددية السلبية.

الحالة الثالثة: هي حالة الانسلاخ الكلي أو الجزئي من ذلك المسار شبه المثالي كما يتصور، ويعتقد أنه غير مؤهل لأن يبقى أو ينتصر في هذه الحالة التفاعلية المترددة لهذا التصور ويخرج رافعا الراية البيضاء عن طوق الإنجاز والحركة والمبادئ.

الحالة الرابعة: وهي حالة شبه مثالية في إدراكها لطبيعتها البشرية المترددة والتناغم معها من خلال وزن معادلة التفاعل معها دون إفراط نفسي وفكري وسلوكي يزيد من هوة التفاعل السلبي اتساعا، أو تفريط يجعل من أي اهتزاز يفرز تأخرا طويل الأجل في التفاعل، ويميل في أغلب حالاته الترددية إلى أن يتناول الترياق المناسب لهذه الحالة ولا يقف كثيرا عند منعرج الخطأ أو حتى مجرد تذكره لأن ذائقته المتزنة جعلت منه منشغلا بما هو عليه الآن وبما سيفعله بعد الآن، إيمانا منه بعدم فائدة حالة بكائية اللبن المسكوب أو هدر ما تبقى منه.

غالبا التصورات الصحيحة وطريقة تعلمها وتطبيقها قد تكون هي الحرز الآمن لكل تشوهات التفاعل الإنساني، ومنها الحالات الترددية. هكذا أعتقد.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال