الزمان والمكان
«لقد فضل الله تعالى بعض خلقه على بعض، اصطفاء منه واختيارا، وتشريفا وتكريما، فاختار سبحانه من الأمكنة مكة والمدينة، وبارك حول بيت المقدس، واختار من الأزمنة أوقاتا وأياما وشهورا، يفيض فيها على عباده بكرمه وفضله، بما لا يفيض في غيرها، فالسعيد من اغتنمها بزيادة الطاعات والقربات، وتعرض فيها للنفحات والبركات.
إن مما اختصه الله تعالى من الأزمنة الأشهر الحرم التي نص عليها في كتابه، وحرمها يوم خلق السماوات والأرض.
هذه الأشهر الحرم، بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته العظيمة، في حجة الوداع وشهر الله المحرم، عظمه الله وشرفه، وأضافه سبحانه إلى نفسه، وقد كانت العرب في جاهليتهم يعظمونه ويسمونه بشهر الله الأصم، من شدة تحريمه وعظمته.
إذا كان احترام الأشهر الحرم أمرا ظاهرا متوارثا عند أهل الجاهلية، أفلا يكون حريا بالمسلم، الذي هداه الله تعالى، فرضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، أفلا يكون حريا به أن يعظم ما عظمه الله ورسوله، فيحجز نفسه عن الذنوب والعصيان، وينأى بها عن أسباب الإثم والعدوان، وأن يترفع عن دوافع الهوى ومزالق الشيطان.
وإذا كان ظلم النفس محرما في كل حين، فهو في الأشهر الحرم أشد حرمة، لأنه جامع بين الجرأة على الله، بارتكاب الذنوب والخطايا، وامتهان حرمة ما حرمه الله وعظمه.
إن من عظيم فضل الله تعالى على عباده، أن جعل آخر شهر في العام شهر عبادة وطاعة، وأوله شهر عبادة وطاعة، فيفتتح المؤمن عامه بطاعة الله، ويختتمه بطاعة الله وإن من أعظم الأعمال، التي يحرص عليها المسلم في شهر الله المحرم وغيره، صدقه وإخلاصه في توحيد ربه، وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له، والتقرب إليه بأداء الفرائض، والإكثار من النوافل، فمن فعل ذلك فاز بمحبة الله جل جلاله.
ماهر المعيقلي - الحرم المكي
واجب العبد
«إن واجب العبد في هذه الحياة أن يكون قلبه في مراعاة دائمة للرقيب عز شأنه فلا يلتفت إلا إليه ولا يخاف إلا منه فهو دائم الحفظ لأوامره ونواهيه منصرف الهمة إلى ما يرضيه ويقربه منه سبحانه.
ومراقبة العبد ربه توجب له الحياء من خالقه والإجلال والتعظيم لبارئه والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع والتذلل لمن أوجده، وصلاح الدارين وفلاحهما في مراقبة العبد لربه وتحريه مرضاته وملازمة عبوديته على السنة النبوية، مع لزوم الإخلاص له سبحانه، فالله يراقب ظاهره وباطنه.
إن مراقبة الله جل وعلا توجب على العبد محاسبة النفس، ومراقبة الله حقا تحمل العبد على الاجتهاد في الطاعات والتجرد عما يعارض أمر رب الأرض والسموات، والمؤمن يجب أن يكون في مراقبة دائمة لربه في الطاعة بالإخلاص والامتثال على الكمال، وفي باب النواهي بالانزجار والمداومة والمثوبة والإنابة، والخوف منه سبحانه، ومراقبته ورجائه ومحبته.
إن رقابة الله جل وعلا تنزه الأفراد عن مقارفة الآثام والمحرمات وتنزه القلوب عن كل ما يدنسها ويفسدها، وبذا يتحقق المجتمع الصالح.
إن مراقبة الله تنشئ مجتمعا نقيا من الرذائل خاليا من الجرائم يتحلى أبناؤه بكل فضيلة ويعيشون عيشة رضية، متعاونين على البر والتقوى، معتصمين بحبل الله، مجتمعين على كلمة الله، نابذين كل تفرق وتحزب، مناوئين كل منهج غال وفكر متطرف يعيشون على ضوء مبادئ دينهم وما يحمله من العدل والسماحة واليسر والوسطية والرفق واللين والمحبة».
حسين آل الشيخ - الحرم النبوي
«لقد فضل الله تعالى بعض خلقه على بعض، اصطفاء منه واختيارا، وتشريفا وتكريما، فاختار سبحانه من الأمكنة مكة والمدينة، وبارك حول بيت المقدس، واختار من الأزمنة أوقاتا وأياما وشهورا، يفيض فيها على عباده بكرمه وفضله، بما لا يفيض في غيرها، فالسعيد من اغتنمها بزيادة الطاعات والقربات، وتعرض فيها للنفحات والبركات.
إن مما اختصه الله تعالى من الأزمنة الأشهر الحرم التي نص عليها في كتابه، وحرمها يوم خلق السماوات والأرض.
هذه الأشهر الحرم، بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته العظيمة، في حجة الوداع وشهر الله المحرم، عظمه الله وشرفه، وأضافه سبحانه إلى نفسه، وقد كانت العرب في جاهليتهم يعظمونه ويسمونه بشهر الله الأصم، من شدة تحريمه وعظمته.
إذا كان احترام الأشهر الحرم أمرا ظاهرا متوارثا عند أهل الجاهلية، أفلا يكون حريا بالمسلم، الذي هداه الله تعالى، فرضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، أفلا يكون حريا به أن يعظم ما عظمه الله ورسوله، فيحجز نفسه عن الذنوب والعصيان، وينأى بها عن أسباب الإثم والعدوان، وأن يترفع عن دوافع الهوى ومزالق الشيطان.
وإذا كان ظلم النفس محرما في كل حين، فهو في الأشهر الحرم أشد حرمة، لأنه جامع بين الجرأة على الله، بارتكاب الذنوب والخطايا، وامتهان حرمة ما حرمه الله وعظمه.
إن من عظيم فضل الله تعالى على عباده، أن جعل آخر شهر في العام شهر عبادة وطاعة، وأوله شهر عبادة وطاعة، فيفتتح المؤمن عامه بطاعة الله، ويختتمه بطاعة الله وإن من أعظم الأعمال، التي يحرص عليها المسلم في شهر الله المحرم وغيره، صدقه وإخلاصه في توحيد ربه، وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له، والتقرب إليه بأداء الفرائض، والإكثار من النوافل، فمن فعل ذلك فاز بمحبة الله جل جلاله.
ماهر المعيقلي - الحرم المكي
واجب العبد
«إن واجب العبد في هذه الحياة أن يكون قلبه في مراعاة دائمة للرقيب عز شأنه فلا يلتفت إلا إليه ولا يخاف إلا منه فهو دائم الحفظ لأوامره ونواهيه منصرف الهمة إلى ما يرضيه ويقربه منه سبحانه.
ومراقبة العبد ربه توجب له الحياء من خالقه والإجلال والتعظيم لبارئه والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع والتذلل لمن أوجده، وصلاح الدارين وفلاحهما في مراقبة العبد لربه وتحريه مرضاته وملازمة عبوديته على السنة النبوية، مع لزوم الإخلاص له سبحانه، فالله يراقب ظاهره وباطنه.
إن مراقبة الله جل وعلا توجب على العبد محاسبة النفس، ومراقبة الله حقا تحمل العبد على الاجتهاد في الطاعات والتجرد عما يعارض أمر رب الأرض والسموات، والمؤمن يجب أن يكون في مراقبة دائمة لربه في الطاعة بالإخلاص والامتثال على الكمال، وفي باب النواهي بالانزجار والمداومة والمثوبة والإنابة، والخوف منه سبحانه، ومراقبته ورجائه ومحبته.
إن رقابة الله جل وعلا تنزه الأفراد عن مقارفة الآثام والمحرمات وتنزه القلوب عن كل ما يدنسها ويفسدها، وبذا يتحقق المجتمع الصالح.
إن مراقبة الله تنشئ مجتمعا نقيا من الرذائل خاليا من الجرائم يتحلى أبناؤه بكل فضيلة ويعيشون عيشة رضية، متعاونين على البر والتقوى، معتصمين بحبل الله، مجتمعين على كلمة الله، نابذين كل تفرق وتحزب، مناوئين كل منهج غال وفكر متطرف يعيشون على ضوء مبادئ دينهم وما يحمله من العدل والسماحة واليسر والوسطية والرفق واللين والمحبة».
حسين آل الشيخ - الحرم النبوي