إسماعيل التركستاني

المقالات الصحفية والشأن الصحي

السبت - 08 سبتمبر 2018

Sat - 08 Sep 2018

من خلال متابعتي لكثير من المقالات الصحفية المتعلقة بالشأن الصحي المحلي والمنشورة الكترونيا أو ورقيا، أجد أن هناك مواضيع قد تكون شبه ثابتة بين معظم تلك المقالات، خاصة عندما يكون الكاتب الصحفي - الناقد الصحفي إن صحت التسمية - أراد أن يكون له مقال منشور في الرعاية الصحية، وتكون نقطة التقاء هذا الصحفي مع ما يناقشه ويكتب عنه في موضوع من المواضيع الصحية هي تلك النقطة التي يلتقي فيها جميع النقاد الصحفيين! أما المواضيع التي ذكرت أنها قد تكون مكررة وثابتة فهي: مواعيد المرضى وهي أكثرها تناولا، الأخطاء الطبية رغم أن نسبة الأخطاء الطبية في العمليات الجراحية اليومية لا تتجاوز 1%، عدم وجود أسرة شاغرة للتنويم، الأدوية خاصة عندما يكون هناك نقص بواحدة (نعم واحدة) من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة! وتكون الكتابة عن تلك المواضيع المذكورة عندما تكون هناك شكوى يتم تداولها في تطبيقات التواصل الاجتماعية.

أدرك تماما أن الكتابة في الشأن الصحي المحلي ليست بالموضوع السهل، وصعوبته تكمن في عدم وجود كتاب متخصصين في الرعاية الصحية، وإن أردت الذهاب بعيدا في مقالي لا يوجد كتاب متمرسون في الشأن الصحي المحلي، وإنما هم فقط كتاب مجتهدون في الشأن الصحي بين الفينة والأخرى، وبين هذا المقال والآخر للكاتب نفسه فترة زمنية بعيدة، مثل مواعيد المرضى في مقالاتهم التي يناقشونها، وذلك لكيلا يقع في تكرار ما يكتب.

وهنا تكمن أهمية مشاركة المختصين في الرعاية الصحية سواء كانوا من الاستشاريين العاملين في القطاع الصحي أو الأكاديميين العاملين في قطاع التدريس بالكليات الصحية بالجامعات السعودية في كتابة المقال الصحفي المتعلق بالشأن الصحي.

وعودة إلى موضوع مقالي الذي أحببت أن أتحدث فيه عن موضوع يتكرر في صحافتنا المحلية ألا وهو موضوع مواعيد المرضى، ولكي أقرب للقارئ مفهوم رسالتي، سأطرح مثالا عن المواعيد الخاصة بمرضى السكري.

الذي يعاني من الخلل الهرموني، وأركز هنا وبقوة على كلمتي (الخلل الهرموني) لا يكون علاجه أو التغلب علي الخلل الذي أصاب البنكرياس (مثلا في داء السكري) بين ليلة وضحاها أو التغلب كلية على تلك المعضلة الصحية، حيث إن هناك عطبا قد أصاب الخلايا التي تفرز هرمون الأنسولين، وهذا الخلل في الإفراز لتلك الخلايا لا يكون كالعطب الذي يصيب الأسنان من تسوس وتعفن في العصب فيكون علاجه بإزالة العصب وإبداله بحشوة أو تاج فوق الضرس المصاب وتنتهي القصة (وهي لن تنتهي أيضا)، حيث إنه من المعروف للجميع أن الخلل الهرموني يعد أو داء مزمنا ولا يمكن التغلب عليه إلا بضخ هذا الهرمون إلى الجسم، وعند توقف الضخ تعود الأعراض. باختصار، هناك أمراض مزمنة عدة مثل الأمراض العضوية (داخلية كانت أو ظاهرة للعيان)، ونفسية (وهي كثيرة)، تحتاج إلى فترات زمنية طويلة وقد تستمر مدى الحياة، وتكون الفترات الزمنية بين موعد المراجعة وآخر متباعدة تصل إلى أشهر عدة، ويكون التخفيف من الآثار السلبية للمرض عن طريق تناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب المعالج، إلى جانب الثقافة الصحية التي يمتلكها المريض وليس بتكرار الزيارة أسبوعيا أو شهريا.

أتمنى أن تكون رسالتي قد اتضح مغزاها للجميع.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال