هل اختفت وظيفة حارس البوابة؟
الاثنين - 27 أغسطس 2018
Mon - 27 Aug 2018
تحتاج معرفة الحقيقة إلى وقت وتقص ومهنية حتى تصل للجمهور، بعكس الأخبار الكاذبة، وعادة ما يكون بعض مستخدمي الانترنت غير مهتمين بتقصي الحقائق.
وإذا عدنا إلى الوراء قليلا سنجد أن الشائعات والأخبار الكاذبة انتشرت بشكل واسع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وقبل الاستفتاء على بريكست في المملكة المتحدة، وأصبح هذان الحدثان نقطة فارقة لما يمكن تسميته بمصطلح الأخبار الكاذبة، لكن في الوقت نفسه الشائعات ليست جديدة أو طارئة، وإنما قديمة قدم الصحافة نفسها، وكثيرا ما لعبت المؤسسات الإعلامية الكبرى ذات السمعة الواسعة دورا أشبه بـ «حارس البوابة»، حرصا منها على توخي الحقيقة ونشر أنباء موثوق بها ومعلومة المصدر.
إن انتشار الشائعات والأخبار غير الصحيحة يدق ناقوس الخطر لدى وسائل الإعلام التقليدية التي تتمتع بمصداقية لدى جمهورها في ظل الكم الهائل من الوسائل التي تمارس التضليل الإعلامي، ومن المهم المحافظة على هذا المعيار والتصدي لحملات التضليل الإعلامي كي تكون المؤسسات الإعلامية التقليدية عامل جذب لجمهور يسعى للحصول على أخبار من مصادر موثوقة.
ولعل من المهم أن تقوم المؤسسات الإعلامية بعقد شراكات مع شركات التكنولوجيا الكبرى وشبكات التواصل الاجتماعية لتعزيز عمليات تدقيق المعلومات والأخبار وتقصي الحقائق بهدف المحافظة على مكانتها لدى الجمهور.
ولا بد أن تدرك المؤسسات الإعلامية حجم انتشار المحتوى على نطاق واسع، وأنه يتزايد بسرعة كبيرة بغض النظر عما إذا كانت المعلومات التي يحتوي عليها صحيحة أم خاطئة.
ولعل من أبرز الأمثلة على انتشار المحتوى السيئ والمخيف للمجتمع ما حدث في الهند عندما انتشرت إشاعة على واتس اب تحذر من أن 300 شخص نزلوا إلى ولاية غوجارات وأنهم عازمون على خطف وبيع الأطفال، الأمر الذي تسبب بهجمات غوغائية مميتة.
جون هكسفورد، وهو أستاذ الصحافة في جامعة ولاية إلينوي، قال عن الواقع الافتراضي الذي نعيشه حاليا «أصبحت الأمور أسوأ بكثير مع وسائل التواصل الاجتماعية لأنها سهلت على غير الصحفيين تجاوز حراس البوابة المحررين وبات أي شخص قادرا على نشر أي شيء مهما كان متحيزا أو غير دقيق أو ملفقا». وأضاف «كان دور حارس البوابة الذي تتولاه الصحيفة لتقرر ما هو خبر وما ليس خبرا دائما مثيرا للجدل، لكننا نرى الآن إلى أي مدى يمكن أن تسوء الأمور عندما تنهار هذه الوظيفة».
في تقرير صدر في مارس 2018 عن مركز تاو للصحافة الرقمية بجامعة كولومبيا الأمريكية ذكر أن «شركات التكنولوجيا بما في ذلك أبل وقوقل وسناب شات وتويتر وفيس بوك على وجه الخصوص تولت معظم وظائف المؤسسات الإخبارية وأصبحت لاعبا رئيسا في عالم الأخبار سواء أرادت ذلك الدور أم لم ترده».
لذا لا بد من أن تدرك المؤسسات الصحفية خطورة هذا الواقع الافتراضي الذي بدأ ينافسها، وأن الأخبار الملفقة والتي غالبا ما تكون أكثر إثارة من المعلومات الحقيقية تنتشر بسرعة أكبر على الانترنت نظرا إلى إتاحة الانتشار السريع والواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعية.
يذكر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تقريره لهذا العام أن «الأخبار السياسية الكاذبة انتشرت بصورة أعمق وعلى نطاق أوسع، ووصلت إلى عدد أكبر من الناس وكانت أكثر انتشارا من أي فئة أخرى من المعلومات الكاذبة».
وقد حرص باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على التقصي والتأكد من 126000 شائعة نشرها ثلاثة ملايين شخص، ووجدوا أن عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم الأخبار الكاذبة كان أكبر ممن تلقوا الأخبار الصحيحة.
ووجد التحليل أن الحقيقة احتاجت وقتا أكبر بستة أضعاف من الأخبار الكاذبة لتصل إلى 1500 شخص.
على المؤسسات الصحفية أن تبادر وتستثمر في مصداقيتها لدى الجمهور من خلال منصاتها الرقمية كما فعلت النيويورك تايمز وواشنطن بوست، حيث يوضح تزايد الاشتراكات الرقمية لدى الصحيفتين أن هناك مؤسسات عريقة أخرى ما زالت تعاني لأنها لم تدرك أهمية التحول إلى المنصات الرقمية.
nalhazani@
وإذا عدنا إلى الوراء قليلا سنجد أن الشائعات والأخبار الكاذبة انتشرت بشكل واسع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وقبل الاستفتاء على بريكست في المملكة المتحدة، وأصبح هذان الحدثان نقطة فارقة لما يمكن تسميته بمصطلح الأخبار الكاذبة، لكن في الوقت نفسه الشائعات ليست جديدة أو طارئة، وإنما قديمة قدم الصحافة نفسها، وكثيرا ما لعبت المؤسسات الإعلامية الكبرى ذات السمعة الواسعة دورا أشبه بـ «حارس البوابة»، حرصا منها على توخي الحقيقة ونشر أنباء موثوق بها ومعلومة المصدر.
إن انتشار الشائعات والأخبار غير الصحيحة يدق ناقوس الخطر لدى وسائل الإعلام التقليدية التي تتمتع بمصداقية لدى جمهورها في ظل الكم الهائل من الوسائل التي تمارس التضليل الإعلامي، ومن المهم المحافظة على هذا المعيار والتصدي لحملات التضليل الإعلامي كي تكون المؤسسات الإعلامية التقليدية عامل جذب لجمهور يسعى للحصول على أخبار من مصادر موثوقة.
ولعل من المهم أن تقوم المؤسسات الإعلامية بعقد شراكات مع شركات التكنولوجيا الكبرى وشبكات التواصل الاجتماعية لتعزيز عمليات تدقيق المعلومات والأخبار وتقصي الحقائق بهدف المحافظة على مكانتها لدى الجمهور.
ولا بد أن تدرك المؤسسات الإعلامية حجم انتشار المحتوى على نطاق واسع، وأنه يتزايد بسرعة كبيرة بغض النظر عما إذا كانت المعلومات التي يحتوي عليها صحيحة أم خاطئة.
ولعل من أبرز الأمثلة على انتشار المحتوى السيئ والمخيف للمجتمع ما حدث في الهند عندما انتشرت إشاعة على واتس اب تحذر من أن 300 شخص نزلوا إلى ولاية غوجارات وأنهم عازمون على خطف وبيع الأطفال، الأمر الذي تسبب بهجمات غوغائية مميتة.
جون هكسفورد، وهو أستاذ الصحافة في جامعة ولاية إلينوي، قال عن الواقع الافتراضي الذي نعيشه حاليا «أصبحت الأمور أسوأ بكثير مع وسائل التواصل الاجتماعية لأنها سهلت على غير الصحفيين تجاوز حراس البوابة المحررين وبات أي شخص قادرا على نشر أي شيء مهما كان متحيزا أو غير دقيق أو ملفقا». وأضاف «كان دور حارس البوابة الذي تتولاه الصحيفة لتقرر ما هو خبر وما ليس خبرا دائما مثيرا للجدل، لكننا نرى الآن إلى أي مدى يمكن أن تسوء الأمور عندما تنهار هذه الوظيفة».
في تقرير صدر في مارس 2018 عن مركز تاو للصحافة الرقمية بجامعة كولومبيا الأمريكية ذكر أن «شركات التكنولوجيا بما في ذلك أبل وقوقل وسناب شات وتويتر وفيس بوك على وجه الخصوص تولت معظم وظائف المؤسسات الإخبارية وأصبحت لاعبا رئيسا في عالم الأخبار سواء أرادت ذلك الدور أم لم ترده».
لذا لا بد من أن تدرك المؤسسات الصحفية خطورة هذا الواقع الافتراضي الذي بدأ ينافسها، وأن الأخبار الملفقة والتي غالبا ما تكون أكثر إثارة من المعلومات الحقيقية تنتشر بسرعة أكبر على الانترنت نظرا إلى إتاحة الانتشار السريع والواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعية.
يذكر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تقريره لهذا العام أن «الأخبار السياسية الكاذبة انتشرت بصورة أعمق وعلى نطاق أوسع، ووصلت إلى عدد أكبر من الناس وكانت أكثر انتشارا من أي فئة أخرى من المعلومات الكاذبة».
وقد حرص باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على التقصي والتأكد من 126000 شائعة نشرها ثلاثة ملايين شخص، ووجدوا أن عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم الأخبار الكاذبة كان أكبر ممن تلقوا الأخبار الصحيحة.
ووجد التحليل أن الحقيقة احتاجت وقتا أكبر بستة أضعاف من الأخبار الكاذبة لتصل إلى 1500 شخص.
على المؤسسات الصحفية أن تبادر وتستثمر في مصداقيتها لدى الجمهور من خلال منصاتها الرقمية كما فعلت النيويورك تايمز وواشنطن بوست، حيث يوضح تزايد الاشتراكات الرقمية لدى الصحيفتين أن هناك مؤسسات عريقة أخرى ما زالت تعاني لأنها لم تدرك أهمية التحول إلى المنصات الرقمية.
nalhazani@