التعليم والعملة النادرة!
الأحد - 12 أغسطس 2018
Sun - 12 Aug 2018
من المعلوم لدى كثير من الناس قيمة المهنة في حياة الأمم بصرف النظر عن العزوف لدى البعض عن الدراسات التقنية والمهنية لاعتبارات أيديولوجية وثقافية واجتماعية وغيرها.
ومع كل هذا الإجماع المحلي على أن صاحب المهنة عملة نادرة، إلا أن نظام التعليم لدينا ما زال ينظر إلى التدريب التقني والمهني على أنه أحد الخيارات المتاحة للطالب، دونما اتخاذ قرارات أكثر عملية، تبلور المعنى الحقيقي لقيمة المهن والتقنية في حياة المجتمع السعودي الذي بات يسابق الزمن لتحقيق رؤية وطن يؤمن بأن التدريب المهني والتقني ركيزة أساسية في موازنات الاقتصاد وتحقيق تنمية مستدامة.
اليوم بات أمام مسؤولي التعليم أمر مهم جدا حيال المهن، والذي يجب ألا يقف عند أعتاب التوعية awareness بقيمة المهنة والعمل فحسب - رغم أهمية ذلك - بل يجب أن يتعدى ذلك إلى إجراءات عملية action plans تجعل مرور الطالب بخبرة التعليم التقني جزءا أصيلا من تعليمه الإلزامي، وجانبا مكملا لخبرة الدراسة النظرية التي تمتد 12 عاما.
الأمر في تقديري بسيط وكل ما يحتاجه هو استبدال عامين من الدراسة الإلزامية، أحدهما قبل مغادرة المرحلة المتوسطة والآخر قبل مغادرة الثانوية العامة، بتعليم تقني إجباري لكل الطلاب بنين وبنات، وفقا للتخصصات المناسبة لكل جنس، بحيث لا ينتقل الطالب للمرحلة التي تليها إلا بعد نجاحه في مقررات التعليم التقني، مما يسهم في تحقيق جملة من المنافع على المديين المتوسط والبعيد، ويوازي هدفا مهما من أهداف رؤية 2030.
ومن هذه المنافع خلق مساحة وقاعدة أكبر للتعرض للتعليم التقني wider exposure، فجميع الطلاب بلا استثناء سيمرون بهذه الخبرة إلزاميا بدلا من جعلها أمرا ثانويا، وسينتج عن هذا اكتشاف ميول شريحة أكبر نحو التقنية والمهن بدلا من حصرها فيمن ذهب طواعية للمعاهد الصناعية الثانوية.
من المكاسب السريعة Quick Wins أيضا لمثل هذا التوجه تهيئة الطلاب للالتحاق بكليات التقنية والكليات الصناعية ودور التدريب التقني بدلا من توجيههم لها دونما سابق خبرة، الأمر الذي يعد واحدا من العناصر التي تؤدي لتسرب المتدربين من قطاع التدريب التقني في فترة ما من دراستهم بكليات ومعاهد التقنية، وغني عن القول إن التعرض المسبق للمدخلات التعليمية يمثل عنصرا رئيسا في تحقيق التميز والنجاح مستقبلا.
من الفوائد المتوخاة أيضا لهذا الإجراء كسر الصورة النمطية المجتمعية السلبية حيال المهن واستبدالها ببورتريه أكثر ألقا يوضح بجلاء أن العالم اليوم بات في أمس الحاجة للدراسات التطبيقية والمهنية وأن الأمم التي جعلت جزءا من تعليمها التقني Technical Education إلزاميا كألمانيا مثلا لم تراهن على الجواد الخاسر، بل زادها تفردا بين كبريات الدول الصناعية المعاصرة.
الحديث حول التعليم والمهنة يستطيل في كل اتجاه، وإيماننا بقيم معينة كالعمل لا يكفي لصنع حراك تنموي يقف عند حدود الرغبة والأماني، بل يجب أن يوازي كل هذا خطوات إجرائية مدروسة جيدا لتحقق المأمول بأقل تكلفة وأكبر فائدة.
قصر الكلام «لا يكفي الفرد أن يتسلح بالأماني والآمال، بل يلزمه العمل لإنجازها» (جوانا وولف قانق).
ومع كل هذا الإجماع المحلي على أن صاحب المهنة عملة نادرة، إلا أن نظام التعليم لدينا ما زال ينظر إلى التدريب التقني والمهني على أنه أحد الخيارات المتاحة للطالب، دونما اتخاذ قرارات أكثر عملية، تبلور المعنى الحقيقي لقيمة المهن والتقنية في حياة المجتمع السعودي الذي بات يسابق الزمن لتحقيق رؤية وطن يؤمن بأن التدريب المهني والتقني ركيزة أساسية في موازنات الاقتصاد وتحقيق تنمية مستدامة.
اليوم بات أمام مسؤولي التعليم أمر مهم جدا حيال المهن، والذي يجب ألا يقف عند أعتاب التوعية awareness بقيمة المهنة والعمل فحسب - رغم أهمية ذلك - بل يجب أن يتعدى ذلك إلى إجراءات عملية action plans تجعل مرور الطالب بخبرة التعليم التقني جزءا أصيلا من تعليمه الإلزامي، وجانبا مكملا لخبرة الدراسة النظرية التي تمتد 12 عاما.
الأمر في تقديري بسيط وكل ما يحتاجه هو استبدال عامين من الدراسة الإلزامية، أحدهما قبل مغادرة المرحلة المتوسطة والآخر قبل مغادرة الثانوية العامة، بتعليم تقني إجباري لكل الطلاب بنين وبنات، وفقا للتخصصات المناسبة لكل جنس، بحيث لا ينتقل الطالب للمرحلة التي تليها إلا بعد نجاحه في مقررات التعليم التقني، مما يسهم في تحقيق جملة من المنافع على المديين المتوسط والبعيد، ويوازي هدفا مهما من أهداف رؤية 2030.
ومن هذه المنافع خلق مساحة وقاعدة أكبر للتعرض للتعليم التقني wider exposure، فجميع الطلاب بلا استثناء سيمرون بهذه الخبرة إلزاميا بدلا من جعلها أمرا ثانويا، وسينتج عن هذا اكتشاف ميول شريحة أكبر نحو التقنية والمهن بدلا من حصرها فيمن ذهب طواعية للمعاهد الصناعية الثانوية.
من المكاسب السريعة Quick Wins أيضا لمثل هذا التوجه تهيئة الطلاب للالتحاق بكليات التقنية والكليات الصناعية ودور التدريب التقني بدلا من توجيههم لها دونما سابق خبرة، الأمر الذي يعد واحدا من العناصر التي تؤدي لتسرب المتدربين من قطاع التدريب التقني في فترة ما من دراستهم بكليات ومعاهد التقنية، وغني عن القول إن التعرض المسبق للمدخلات التعليمية يمثل عنصرا رئيسا في تحقيق التميز والنجاح مستقبلا.
من الفوائد المتوخاة أيضا لهذا الإجراء كسر الصورة النمطية المجتمعية السلبية حيال المهن واستبدالها ببورتريه أكثر ألقا يوضح بجلاء أن العالم اليوم بات في أمس الحاجة للدراسات التطبيقية والمهنية وأن الأمم التي جعلت جزءا من تعليمها التقني Technical Education إلزاميا كألمانيا مثلا لم تراهن على الجواد الخاسر، بل زادها تفردا بين كبريات الدول الصناعية المعاصرة.
الحديث حول التعليم والمهنة يستطيل في كل اتجاه، وإيماننا بقيم معينة كالعمل لا يكفي لصنع حراك تنموي يقف عند حدود الرغبة والأماني، بل يجب أن يوازي كل هذا خطوات إجرائية مدروسة جيدا لتحقق المأمول بأقل تكلفة وأكبر فائدة.
قصر الكلام «لا يكفي الفرد أن يتسلح بالأماني والآمال، بل يلزمه العمل لإنجازها» (جوانا وولف قانق).