عبدالعزيز أبوهبشه

أكشن

السبت - 28 يوليو 2018

Sat - 28 Jul 2018

لم نكد نفيق من صدمة وفاة أحد الممارسين الصحيين - رحمه الله - إثر تعرضه لطلق ناري أثناء أداء مهام عمله، حتى صدمنا مرة أخرى بحادثة طعن لحارس أمن في أحد المنشآت الصحية، ومع تكرر هذه الحوادث في فترات زمنية متقاربة وحتى لا تتحول هذه الحوادث التي ما زالت فردية حتى الآن، إلى ظاهرة تصعب السيطرة عليها، الحاجة أصبحت ماسة لدراسة مسببات هذه الحوادث، والبدء في إجراءات حفظ الأمن والسلامة للممارسين الصحيين والمراجعين.

على الرغم من أن الاعتداء على الممارسين الصحيين يعد جريمة جنائية ولها عقوبات حسب النظام بالسجن أو الغرامة أو كليهما، إلا أن حصول هذه الحوادث أسهم في خلق حالة من عدم الارتياح لدى الممارسين الصحيين، ومن المعروف أن الموظف الذي لا يشعر بالأمان في مكان عمله فإنه سينشغل بمحاولة تأمين نفسه، ولن يتمكن من العطاء والإنتاج بشكل يرقى إلى المأمول، مما ينعكس سلبا على جودة الخدمة المقدمة.

إن الحاجة الآن أصبحت ملحة أكثر من ذي قبل للبدء في تكوين مجموعات بحثية من باحثين من ذوي الخلفيات العلمية المتعددة، لتناول هذه الحوادث من كل الجوانب والتعرف على الدوافع، توازيها الحاجة إلى البدء في تفعيل برامج التأهيل النفسي للممارسين الصحيين الذين يتعرضون للعنف والاعتداء، وهذا لا يكون إلا بالتنسيق بين المركز السعودي لسلامة المرضى والمجلس الصحي السعودي والقطاعات الأمنية ذات العلاقة.

ومن المهم البدء في تأمين مداخل المنشآت الصحية بأجهزة الكشف عن الأسلحة وتدريب حراس الأمن على التعامل مع هذه الحوادث، كما يجب تفعيل دور أقسام علاقات المرضى وحقوق المرضى بالمنشآت الصحية وتوظيف المؤهلين من مختلف التخصصات الذين لا يقتصر دورهم في الأعمال المكتبية الورقية، بل من المهم أن يبنوا جسور التواصل بين المنشأة والمرضى وذويهم وتبصيرهم بحقوقهم والطريقة السليمة للمطالبة والحصول عليها.

ولعله من المهم التنويه إلى أهمية التفاعل مع اقتراحات المراجعين وملاحظاتهم، فصندوق الاقتراحات ليس جزءا من الوجاهة المؤسساتية.

سلامة الممارسين الصحيين وثيقة الصلة بسلامة المرضى، ولن تتحقق سلامة المرضى ولن تتحسن جودة الرعاية الصحية إلا حين يشعر الممارس الصحي بالأمان، مما يجعله يشعر بالحماية والتقدير.