عبدالعزيز أبوهبشه

مطلوب منصة

الجمعة - 06 يوليو 2018

Fri - 06 Jul 2018

يعاني الباحثون السعوديون في مجال الصحة، وكذلك المهتمون بالبحوث الصحية التي تم إجراؤها على المجتمع السعودي من صعوبة الوصول إلى البحوث المنشورة أو التقارير الحكومية، وذلك بسبب تعدد محركات البحث وعدم وجود سجل وطني للبحوث السعودية في مجال الصحة.

هذا الأمر جعل من الصعوبة بمكان متابعة النتاج العلمي السعودي في مجال الصحة وحصره ومراقبة معدلات الاقتباس على المستويين المحلي والعربي، كما فتح باب التكرار للبحوث التي تقيس الهدف نفسه دون أن تستفيد من جهود البحوث السابقة بسبب عدم قدرة الفريق البحثي على معرفة مدى العمق البحثي الذي وصل إليه الباحثون في مجال معين في السعودية.

ولعله من المناسب أن يبدأ المجلس الصحي السعودي ممثلا في مركز البحوث الصحية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في بناء منصة تفاعلية تجمع الباحثين السعوديين في مجال الصحة، بحيث تتيح لهم التواصل فيما بينهم لمناقشة الأفكار وبناء الفرق البحثية على المستوى الوطني، كما تقوم من خلال هذه المنصة ببناء السجل الوطني للبحوث الصحية السعودية بحيث يقوم الباحثون برفع نسخة على المنصة، إضافة إلى قيام العاملين على المنصة بالبحث في كافة محركات البحث العالمية لاستخراج البحوث السعودية لرفعها على المنصة حتى يتسنى للباحثين الاستفادة منها.

السجل الوطني للبحوث الصحية السعودية من الأهمية بمكان، لأنه يمكن صناع القرار من حصر الناتج البحثي السعودي في مجال الصحة وتحديد المجالات ذات الإنتاج الغزير لتعزيزها، وتلك الفقيرة لمعرفة أسباب الفقر في الإنتاج ومعالجته، كما تسهل عملية مراقبة معدل الاقتباس وربطه باسم الباحث، بحيث يتم الإعلان سنويا عن أسماء الباحثين السعوديين ذوي المعدلات العالية لتشجيع الباحثين المبتدئين، وإصدار التقارير السنوية التي توضح معدلات النمو في النتاج العلمي.

المنصة تهدف أيضا إلى ضبط عملية تمويل البحوث من الجهات غير الحكومية، خاصة شركات الأدوية لضبط الجوانب الأخلاقية كما تسهم في استفادة القطاعات الحكومية من الكفاءات البحثة السعودية بالإعلان عن الدراسات الوطنية عبر المنصة وفتح باب المشاركة للباحثين السعوديين. علاوة على ذلك وبسبب الثراء الذي من المفترض أن تمتلكه هذه المنصة حين تتحول إلى بنك بيانات يقوم الباحث من خلاله بمشاركة بيانات أبحاثه مع الفرق البحثية الأخرى، من الممكن للقطاع البحثي الصحي الاستثمار في البيانات وفتح الباب لباحثي الدراسات العليا من الاستفادة منها بمقابل مادي، وفق اتفاقية مشاركة بيانات تضمن عدم الإخلال بحقوق الباحث الرئيس، بحيث يمتلك حق الاستخدام الحصري لمدة لا تزيد على خمس سنوات، يجري بعدها تحرير الملكية لصالح الدولة بالكامل، لتتمكن من الاستثمار في البيانات بالتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء.

المنصة بالتعاون مع المكتبة السعودية الرقمية يمكنها أيضا أن تتحول إلى قاعدة بيانات مرجعية للباحثين في مجال الصحة.

إن رؤية المملكة 2030 تعول على النشاط البحثي الشيء الكثير، والبحوث الصحية في السعودية بدأت في النهوض، والحركة البحثية نشطة، وعلى الجهات المعنية البدء في دعمها وتعزيزها، والاستثمار في مجال البحوث له عوائد مضمونة وإن كانت على الأمد الطويل.