نمر فهيد السبيلة

10 % من أدوية العالم مغشوشة

الجمعة - 06 يوليو 2018

Fri - 06 Jul 2018

تعد بعض الأعشاب الطبيعية أحد مصادر الدواء لعلاج الأمراض، وتطور ذلك إلى أن أصبح يصنع من مواد كيميائية بواسطة الأجهزة والتقنيات الحديثة التي ساعدت في انتشار صناعة الدواء في جميع دول العالم، ومن ثم أصبحت أحد الموارد الاقتصادية المهمة، حيث بلغ إجمالي مبيعات الأدوية حول العالم أكثر من 400 مليار دولار، وتبلغ حصة المملكة منها أكثر من 3 مليارات دولار ما بين صناعته في المصانع الدوائية المحلية واستيراده من الخارج.

من أساسيات صناعة الدواء العمل على جودته، والتي تبدأ مراحلها من الأبحاث العلمية وتنتهي بالتجربة على الحيوانات ومن ثم على المتطوعين، إلى أن يتم ترخيصه من قبل المنظمات للتصنيع. وتستغرق هذه الفترة نحو 15 عاما.

يتكون الدواء من مواد متجانسة عبارة عن مادة فعالة تقوم بالتأثير العلاجي وتضاف إليها مواد أخرى تكسبها خواصا فيزيائية وكيميائية بهدف الوصول إلى المنطقة المستهدفة للعلاج، ولذا فإن أي خلل في عملية التصنيع أو التخزين أو النقل يعد الدواء معه مغشوشا، فعلى سبيل المثال عند تقليل كمية المادة الفعالة في البنادول (الباراسيتامول) عن المسموح بها في المقاييس العالمية قد لا يعمل على تخفيف الألم كالصداع، بل قد يفاقم من الأعراض الجانبية. ودواء بيفاسيزوماب أيضا (يستخدم مع أدوية السرطان للحد من انتشاره) تم اكتشاف تلوثه أثناء تصديره إلى أوروبا وتركيا، لأن الطريقة التي تم نقله بها كانت غير مناسبة، وتم إيقافه بواسطة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وكثير من ضعاف النفوس يستخدمون مثل هذه الأدوية في السوق السوداء، علما أن هنالك طرقا تتبع في الهيئات تعمل على سحب المنتج من الصيدليات وغيرها عند اكتشاف أي خلل.

تكمن خطورة هذه الأدوية في أنها تسبب الوفاة، وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الوفيات تحدث للمرضى بسبب الأعراض الجانبية التي تسببها، والتي تبلغ نسبتها 10 % من الأدوية المنتشرة حول العالم، و70 % منها موجودة في دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، وذكر التقرير أن حجم تجارة هذه الأدوية يصل إلى 35 مليار دولار سنويا، وكان أكثر هذه الأدوية مضادات الملاريا، فأغلبها مغشوشة وتقتل مئة ألف شخص في أفريقيا، ومع الأسف هذه المعدلات تزداد سنويا.

وأوضح التقرير أيضا أن 50 % من هذه الأدوية المغشوشة الموجودة تباع في مواقع الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن نحو 27 مليون دواء مغشوش تم الكشف عنها في أوروبا، ففي المملكة المتحدة بلغت قيمة الأدوية المغشوشة والأجهزة الطبية غير المرخصة نحو 15 مليون جنيه إسترليني.

أما في الشرق الأوسط فتنتشر هذه الأدوية بنسبة كبيرة في مصر، وتتقلص هذه النسبة تدريجيا باتجاه دول الخليج. أما بالنسبة لدول شرق آسيا فتعد الصين والهند من أولى الدول التي تعاني من انتشارها، والتي يتم تسويقها من خلال الإنترنت وتجار الشنط المتجولين في الشوارع دون رقيب ولا حسيب.

قد تتساءل عزيزي القارئ ما هي أنواع هذه الأدوية؟ وجدت أنها شملت أدوية تخفيض الوزن وعلاج المشاكل الجنسية والمشاكل النفسية والمنشطات، ولاحظت أن نسبة ليست بالقليلة تشمل أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الصدرية. وأود أن أنوه في هذا المقال إلى أن جميع أدوية تخفيض الوزن تحتوي على مادة السبيوترامين التي تعمل على عدم انتظام نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة إفراز الغدة الدرقية.

ويعزى انتشار الأدوية المغشوشة في الشرق الأوسط بشكل واسع لأسباب عدة، منها ضعف الرقابة المتبعة في هذه الدول، وضعف الثقافة الدوائية لدى المجتمع، فتعزيز جوانب التثقيف الدوائي مهم كدعم البرامج والأنشطة المهتمة بشأن استخدام الدواء وآلية التأكد من صلاحيته ومصدره.

ولتقليل فرصة تعرض المرضى للأدوية المغشوشة يجب على أخصائي الرعاية الصحية توخي الحذر عند طلب المنتجات من موزعين أو موردين جدد أو مجهولين، ويتم الكشف عن ذلك من خلال:

- التأكد من سعرالدواء، فقد يتم تقديم تخفيضات كبيرة نظرا لأن المنتج ملوث ومزيف ودون المستوى المطلوب أو غير معتمد.

- فحص المنتج والتعبئة والتغليف، كالبحث عن العلامات التي قد تشير إلى أن المنتج غير معتمد، مثل: دواء له اسم مختلف عما تم طلبه، وتبدو العبوة أو الملصق مختلفين عن المنتج الذي تتلقاه عادة أو توصيات الجرعات غير مألوفة.

- وجود شكاوى عدة حول المنتج نفسه، مثل تأثير جانبي جديد، أو عدم وجود تأثير علاجي، فقد يشير ذلك إلى مشكلة في جودة المنتج.

- التواصل مع الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية على الرقم 19999 أو عن طريق الموقع الالكتروني.