امنعوا هؤلاء المتطفلين على الفتاوى
منذ أكثر من ربع قرن والمجتمع يعاني من البلبلة في الفتاوى التي تصدر من بعض صغار السن الذين نصبوا أنفسهم ليكونوا دعاة ولما ينضجوا بعد أو يتسلحوا بالعلم والمعرفة، يصدرون الفتاوى على الناس ويكفرونهم حتى في بعض المسائل المختلف عليها إلى غير ذلك مما هو مشاهد وملموس
منذ أكثر من ربع قرن والمجتمع يعاني من البلبلة في الفتاوى التي تصدر من بعض صغار السن الذين نصبوا أنفسهم ليكونوا دعاة ولما ينضجوا بعد أو يتسلحوا بالعلم والمعرفة، يصدرون الفتاوى على الناس ويكفرونهم حتى في بعض المسائل المختلف عليها إلى غير ذلك مما هو مشاهد وملموس
الاثنين - 10 فبراير 2014
Mon - 10 Feb 2014
منذ أكثر من ربع قرن والمجتمع يعاني من البلبلة في الفتاوى التي تصدر من بعض صغار السن الذين نصبوا أنفسهم ليكونوا دعاة ولما ينضجوا بعد أو يتسلحوا بالعلم والمعرفة، يصدرون الفتاوى على الناس ويكفرونهم حتى في بعض المسائل المختلف عليها إلى غير ذلك مما هو مشاهد وملموس
غير أن ترك الحبل على الغارب لهؤلاء في كل مكان يجعلهم يتمادون ويزين لهم الشيطان أنهم على علم يفتون الناس على جهل وضلالة
والغريب أنهم لم يكتفوا بما ينشرونه في المجتمع من الفتاوى المجانبة للصواب، بل يذهبون إلى الأماكن التي يجتمع الناس فيها فيظهرون أمام الناس بمظهر المعلمين للناس والمفتين، ومن هؤلاء من نجدهم أمامنا في المقابر في المعلاة وغيرها من الأماكن، ومن المعلوم أن هذا المكان الذي يأوي فيه المسلم إلى المقر الأخير في الدنيا يرجوا رحمة الله وعفوه وغفرانه
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن تدعو لمن مات ودفن في المقبرة، وقد تعودت العمل بهذه السنة، وعندما أحضر وينتهون من الدفن أقول أيها الإخوة الكرام: نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم شرع لكم الدعاء للميت فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا انتهى من دفن الميت قال: (استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل)، وأحيانا أدعوا ويؤمن الإخوة الذين يسمعون دعائي، وما إن أنتهي حتى يأتيني من هؤلاء من يقول لي: الدعاء الجماعي بدعة، وأحاول إفهامه أن هذا ليس بدعة، ولكنه يصر على أنه بدعة، ثم ينسب جهله هذا إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
وأقول له: إن ما تنسبه إلى سماحة الوالد غير صحيح فهو رحمه الله بحكم صلتي به لأكثر من خمسة وأربعين عاما لا أذكر ما يذكره هؤلاء عنه، بل على العكس كان ينفي ما لم ينقل عنه من الكلام
وبالنسبة للمسألة التي نحن بصددها أنقل للقراء الكرام نص فتوى سماحته منقولة من مجلة البحوث الإسلامية التي تصدر عن رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء العدد الثامن والستون وهي كالآتي (حكم الدعاء للميت بعد الدفن):س: الأخ أ ع ع
من الطائف يقول في سؤاله: أرى بعض الناس يقفون عند القبر بعد دفن الميت ويدعون له، فهل هذا جائز؟وهل هناك دعاء مشروع يقال بعد الانتهاء من الدفن؟ وهل هو جماعي كأن يدعوا شخص ويؤمن الباقون على دعائه؟ أم أن كل شخص يدعوا وحده؟ أفتونا جزاكم الله خيرا
ج: قد دلت السنة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم على شرعية الدعاء للميت بعد الدفن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال (استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل) ولا حرج في أن يدعو واحد ويؤمن السامعون أو يدعو كل واحد بنفسه للميت
والله ولي التوفيق
وبهذا يعلم أن أخانا المعترض يتقول على سماحته وينسب إليه ما لم يقله ومثله كثير ممن ينسبون إلى سماحته فتاوى لم يعلمها ولم تصح عنه، وقد رأيت في الداخل وفي مهماتي الدعوية في الخارج أناسا ينقلون عنه أقوالا من جملتها ومن أهمها أنه يكفر المخالفين من علماء المسلمين وهذا غير صحيح فهو لا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، بل إنه رحمه الله يجل علماء المسلمين ويقدرهم ويتعاون معهم على إيصال الخير إلى جميع المسلمين، ولا أدل على ذلك من أنه يستقبلهم في منزله في الرياض وفي مكة المكرمة ويكرمهم ويبحث معهم شؤون المسلمين ويرسل بواسطتهم المساعدة للفقراء والمحتاجين في بلادهم
والواجب على كل مسلم أن يتثبت في كل ما يسمع وخاصة من هؤلاء الذين لا هم لهم إلا نقل الكلام بغير علم ولا بصيرة ولا يقدرون أهل العلم وينقلون عنهم ما لم يقولوه
وإنما نبهت على هذا لأن بعض المشيعين يتشاغل بمصافحة أقارب الميت ومعانقتهم ويغفلون عن الدعاء للميت، والحق أحق أن يتبع
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أحمد المبارك الحريبي مستشار وزير الحج