لطيفة الشعلان ومقاومو صفوة التحديث
تتسم بلدان الدول النامية بالعديد من المشكلات التي يمكن إرجاعها بشكل رئيسي إلى تزايد معدلات النمو السكاني والتصنيع وظهور التغييرات في الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تحدث في إطارها التنمية الاقتصادية، وما يرافقها من صعوبات في المقابل، ومن ثم فإن هذه الظروف تزيد من أهمية وجود الصفوات الاجتماعية التي لديها من المؤهلات والسمات ما يمكنها من إعادة توجيه السلوك الاجتماعي بفعالية، والإسهام في محاولة فهم الأحداث والسيطرة عليها ومراقبتها
تتسم بلدان الدول النامية بالعديد من المشكلات التي يمكن إرجاعها بشكل رئيسي إلى تزايد معدلات النمو السكاني والتصنيع وظهور التغييرات في الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تحدث في إطارها التنمية الاقتصادية، وما يرافقها من صعوبات في المقابل، ومن ثم فإن هذه الظروف تزيد من أهمية وجود الصفوات الاجتماعية التي لديها من المؤهلات والسمات ما يمكنها من إعادة توجيه السلوك الاجتماعي بفعالية، والإسهام في محاولة فهم الأحداث والسيطرة عليها ومراقبتها
الأحد - 18 أكتوبر 2015
Sun - 18 Oct 2015
تتسم بلدان الدول النامية بالعديد من المشكلات التي يمكن إرجاعها بشكل رئيسي إلى تزايد معدلات النمو السكاني والتصنيع وظهور التغييرات في الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تحدث في إطارها التنمية الاقتصادية، وما يرافقها من صعوبات في المقابل، ومن ثم فإن هذه الظروف تزيد من أهمية وجود الصفوات الاجتماعية التي لديها من المؤهلات والسمات ما يمكنها من إعادة توجيه السلوك الاجتماعي بفعالية، والإسهام في محاولة فهم الأحداث والسيطرة عليها ومراقبتها.
كما أن تحدي نقص الخبرة في التنظيمات الاجتماعية في المقابل هو ما يجعل من وجود الصفوة في المجتمع ضرورة.
فالأثر الذي يحدثه المثقف ذو العقلية السياسية من شأنه أن يلعب دورا طليعيا في تحديد مجرى النمو والتقدم المدني في المجتمع.
في المجتمع النسوي السعودي تبدو صورة النهوض في المشهد المدني أكثر ضبابية ومتباطئة، وهذه الضبابية ذات امتداد زمني طويل، عبرت عبره وخلاله حقب تغيير سياسية بقرارات عليا في النهاية لصالح المرأة والتي تؤمن بضرورة شراكة المرأة في المجتمع من أجل النهضة المدنية، ابتدأت بإقرار حق المرأة في التعليم منذ مطلع الستينات ولم تنته بإقرار الموافقات على الدراسات والمقترحات النسوية في مجلس الشورى المقدمة من قبل العضوات والأعضاء والتي كان آخرها الموافقة على مقترح تعديل أنظمة الأحوال المدنية المقدم من قبل الدكتورة لطيفة الشعلان ومجموعتها في المجلس.
إلا أن الشعلان كنموذج تنويري ثقافي يسعى للإصلاح الاجتماعي وقيادة دفة التغيير لصالح نمو المجتمع ليست في الواقع إلا أحد المحاربين لمقاومي صفوة التغيير في المجتمع، والذين يتسمون بالتقليدية والرجعية في مجتمعنا والتخلف الأخلاقي البعيد عن التحلي بقيم الخلق الرفيع الإسلامي أو السمات الأخلاقية العربية الأصيلة.
في أحد مقالات الراحل غازي القصيبي وصف الفرق بين طرفي القطبين في المجتمع بما يمكن أن يطلق عليه النخب والحثالة في المجتمع.
والأخيرة في المجتمع تقود مجموعات مؤدلجة وتستغل الفراغات النفسية والمدخلات التعبوية للأتباع من أجل تأجيج الصراعات الفكرية وكهربة التيارات ومحاولة خلق الضوضاء في حالة نشوء اليأس في دواخلها والحصول على الحصص في التمكين القيادي للمجتمع، أيا كانت درجة ذلك التمكين المأمول.
وهؤلاء في الحقيقة لا يسعون إلى نمو وارتقاء المجتمع، فهم فقراء في مسألة أن لديهم من المشاريع الوطنية ما يفوق المقدم من قبل النخب الاجتماعية الحالية بشكل موضوعي وعملي ومنطقي، إلا أنهم في حقيقة الأمر ليسوا إلا أدوات رجعية تعمل على تصفية الحسابات الشخصية والأحقاد العاجزة عن تحقيق المأمول ولم يعد لديهم من الإفلاس أكثر من محاولة نقل صورة الصفوة السياسية في السنغال قديما إلى هنا، حيث إن موجات الاضطراب التي واكبت رغبات التغيير في المجتمع السنغالي قبل عقدين من الزمن أدت لظهور الصفوات الاجتماعية التي حققت نجاحا مدنيا مبدئيا لم يكتب له التقدم بسبب سطوة الفرق الإسلامية السياسية عليه وتحولها إلى صفوات مقاومة لصفوة التحديث التي ظهرت في المجتمع.
أقرأ عن المرأة الرقيقة لطيفة الشعلان فأتحسس الألم الشديد الذي تعانيه في ساحة الحروب التي لا تعير اهتمامها باتكيت «المروءة» على الأقل حينما يكون الخصم فيها امرأة مرهفة الأحاسيس، أطالع عالم الخصوم فأستشعر ماذا يعني أن تناضل امرأة رقيقة عفيفة من أجل الحقوق المدنية النسوية وسط عاصفة من آكلي الأعراض وقاذفي الشرف وممتهني العربدة في عوالم الإقصاء الفكري، في خضم هذا الجو المشحون أتفهم، كما غيري، ماذا يعني أن تكون المواجهة الشرسة في النزال بين عظيم ووضيع لن يردعه سوى النظام والقانون، لأن هاجسه ليس في الرغبة الصادقة لنمو وتمدن المجتمع.