حرمان الزوجة من أبنائها ظلم وتعد

يعمد البعض من الأزواج إلى حرمان زوجته من أبنائها عند أول نزاع أسري يحدث بينهما، ومنعها من مقابلتهم ومشاهدتهم في تصرف انتهازي أقل ما يمكن وصفه به أنه ابتزاز لعاطفة تلك الزوجة لكي يتمكن من إذلالها وإرغامها على العودة إلى بيت الطاعة، وقد يتناسى بعض الأزواج أن هذا التصرف يعد شرخا في كيان الأسرة وتهديدا للحياة الزوجية وسيبقى أثره واضحا في النفوس حتى ولو عاد الزوجان لبعضهما البعض

يعمد البعض من الأزواج إلى حرمان زوجته من أبنائها عند أول نزاع أسري يحدث بينهما، ومنعها من مقابلتهم ومشاهدتهم في تصرف انتهازي أقل ما يمكن وصفه به أنه ابتزاز لعاطفة تلك الزوجة لكي يتمكن من إذلالها وإرغامها على العودة إلى بيت الطاعة، وقد يتناسى بعض الأزواج أن هذا التصرف يعد شرخا في كيان الأسرة وتهديدا للحياة الزوجية وسيبقى أثره واضحا في النفوس حتى ولو عاد الزوجان لبعضهما البعض

السبت - 17 أكتوبر 2015

Sat - 17 Oct 2015



يعمد البعض من الأزواج إلى حرمان زوجته من أبنائها عند أول نزاع أسري يحدث بينهما، ومنعها من مقابلتهم ومشاهدتهم في تصرف انتهازي أقل ما يمكن وصفه به أنه ابتزاز لعاطفة تلك الزوجة لكي يتمكن من إذلالها وإرغامها على العودة إلى بيت الطاعة، وقد يتناسى بعض الأزواج أن هذا التصرف يعد شرخا في كيان الأسرة وتهديدا للحياة الزوجية وسيبقى أثره واضحا في النفوس حتى ولو عاد الزوجان لبعضهما البعض.

إن اللجوء إلى الاستحواذ على الأبناء من قبل الزوج وحرمان الزوجة من رؤيتهم يُعد اختطافا لعاطفة الأمومة وظلما كبيرا تتجرع الزوجة مرارته كلما لاح لها طيف أبنائها، وقد يزداد هذا الظلم إجحافا كلما كان هؤلاء الأبناء في سن الطفولة المبكرة، بحيث يصبحون في حاجة شديدة إلى حنان الأم وحنانها، وقد تتشوه نفسيات هؤلاء الأطفال عند ابتعادهم عن حضن الأم وفقدان حنانها وإجبارهم على البقاء والعيش مع أهل الزوج، فأهل الزوج مهما بلغوا من الحب والحنان والعطف على هؤلاء الأطفال فإن ذلك لن يعوضهم عن حب أمهم وحنانها وعطفها.

وقد يعتقد بعض الأزواج أن هذا التصرف هو نوع من أنواع الرجولة والقوامة، وهو في حقيقة الأمر لا يعدو أن يكون قسوة غير مبررة وابتعادا عن معاني الرحمة والمودة التي جعلها الله بين الزوج والزوجة وأساسا في بناء الحياة الأسرية الهادئة والمطمئنة، وذلك في قوله تعالى: (وجعل بينكم مودة ورحمة).

فأي رحمة يرجوها الزوج عندما يعمد إلى إحراق قلب زوجته والتأثير السلبي على كيانها النفسي والعاطفي بأخذ أطفالها منها عنوة وحرمانها من رؤيتهم أو التحدث إليهم، كما قد يحصل في بعض الأحيان.

والغريب أن الزوج قد يجد من يشجعه على هذا العمل، سواء كان ذلك من أقاربه أو من غيرهم، وكأنهم بذلك يساهمون في تفتيت كيان هذه الأسرة وإيقاع أشد أنواع الألم على الأم وعلى أطفالها في نفس الوقت، وهو ما قد يعطي انطباعا بأن المجتمع يساهم في عقاب هذه الزوجة المسكينة ويعطي الحق للزوج في أخذ أبنائها متى شاء وأنى شاء.

وفي الختام فإنه يحق لنا أن نتساءل وبحرقة أليس هناك عقلاء من الأزواج يلجؤون إلى تحكيم عقولهم وضمائرهم عند حدوث النزاعات الزوجية ويبادرون إلى حل مشكلاتهم بعيدا عن جعل فلذات الأكباد سلعة للمساومة والإذلال؟ألا توجد هناك قوانين تنظم العلاقة الأسرية بين الزوجين وتمنع حدوث مثل هذا الظلم والتعدي على حقوق الزوجة بحرمانها من أطفالها عند أدنى نزاع أو بروز أية مشكلة مهما كانت صغيرة؟