النقش على النحاس حرفة الجزائريين القدامى مهدد بالزوال
يُعد النقش على النحاس من أقدم الحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة قسنطينة الجزائرية، بوصفه فنا يعبر عن هوية المدينة وسكانها، وتمتد جذوره للحقبة العثمانية
يُعد النقش على النحاس من أقدم الحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة قسنطينة الجزائرية، بوصفه فنا يعبر عن هوية المدينة وسكانها، وتمتد جذوره للحقبة العثمانية
الأربعاء - 14 أكتوبر 2015
Wed - 14 Oct 2015
يُعد النقش على النحاس من أقدم الحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة قسنطينة الجزائرية، بوصفه فنا يعبر عن هوية المدينة وسكانها، وتمتد جذوره للحقبة العثمانية.
والنقش مهنة عريقة يقتات منها العديد من العائلات، غير أنها أصبحت مهددة بالزوال في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وتراجع الإقبال على المنتجات النحاسية، بحسب حرفيين.
ويحكي الحرفي عمر خناوي «60 عاما»، والذي يمارس هذه المهنة منذ 25 سنة، ويقول إنها مهنة يتوارثها الأجيال، ولها امتداد في مختلف الحضارات التي مرت عبر المدينة.
وفقدت هذه الحرفة في الفترة الأخيرة، بحسب خناوي، الذي أرجع ذلك إلى «تراجع الإقبال عليها، سواء من طرف الحرفيين الذين تركوها، جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج، أو المواطنين بسبب غلاء المنتجات وتحولهم إلى استعمال مواد معدنية أخرى مصنعة لسد متطلباتهم اليومية، خاصة المستوردة منها، بما في ذلك تلك التي كانت تستخدم في جهاز العروس قبل انتقالها إلى بيت زوجها».
ويتطلب النقش على النحاس، أدوات مختلفة يمكن وصفها بأنها بدائية، لكن الاستغناء عنها غير ممكن، وتتمثل في منضدة خشبية صغيرة، ومطارق حديدية متعددة الأنواع والأحجام، وأقلام فولاذية للحفر، وبعض الأحماض المؤثرة التي تُستعمل في التعشيق «التلميع».
وعلى الرغم من طغيان الأدوات المعدنية المختلفة، إلا أن المنتجات النحاسية التي تستخدم في الزينة، وتكون مزخرفة بالنقوش، لا تزال محافظة على مكانتها.
وتعكس الأواني النحاسية قيمة جمالية، وترمز لتاريخ وأحداث مختلفة، وفي هذا الصدد يقول مزداد عمار وهو حرفي منذ 49 عاما «من بين هذه الأواني نجد البقراج، الذي يعني باللغة العربية «البُقْ» هو الفم، و»راج» الذي يعني اهتز بغليان الماء، وهو آنية لتقديم الشاي، ويعود ظهوره إلى الدولة العثمانية، كما يعد رمزا لقواتها المسلحة، والجيش الإنكشاري، حيث إن البقراج كان يأخذ في شكله ما يرمز لرداء الجندي التركي».
وأشار أيضا إلى وعاء يسمى «الطبسي»، وهو صحن كبير بغطاء يشبه قبة المسجد، وعليه نقوش ورسوم إسلامية، ويستخدم في الأفراح والولائم، ويقول إن «المميز في الأواني النحاسية التي يتم إنتاجها بقسنطينة، طريقة النقش التي ترمز وتعكس عادات وتقاليد المنطقة ومختلف الحضارات، وأهم هذه النقوشات هي نقشة (الزقوقو)، وهو الثمر الذي تنتجه شجرة الصنوبر، وكان في الماضي أكل الفقراء، ثم تحول إلى رمز للغنى والرفاهية».